صحيفة سويسرية: غوتيريش أبعد بشكل مخطّط السعوديّة و “إسرائيل” من قائمة “العار” وخان دماء الأطفال الأبرياء

 

المسيرة: ترجمات

أكّـدت صحيفةٌ سويسريةٌ أن الأمم المتحدة لا تستندُ إلى معاييرَ واقعيةٍ لاتِّخاذ قرارات التصنيف بحق قتلة الأطفال حول العالم، منوّهة إلى أن أنطونيو غوتيريش كرّس جهودَه للدفاع عن قتلة الأطفال، وليس لمحاكمتهم ومقاضاتهم على جرائمهم بحق الطفولة.

وقالت صحيفة لوماتين السويسرية في تقرير نشرته مطلع الأسبوع الجاري إنه “في العام 2020، اتسعت رقعة الجرائم ضد الأطفال في بلدان التي تعيش في حالة حرب، ولكن دولاً مثل السعوديّة وأطرافاً أُخرى مثل إسرائيل لم تكن مدرجة ضمن قائمة العار، ومن جانبها استنكرت منظمات إنسانية هذا الأمر”.

وَأَضَـافَ التقرير “ارتفع معدل العنف ضد الأطفال في البلدان المتأثرة بالحروب، ارتفاعاً مهولاً خلال العام المنصرم، كما تفاقم الوضع جراء انتشار جائحة الفيروس التاجي، وذلك وفقاً للتقرير السنوي الصادر عن الأمم المتحدة، حَيثُ أعربت منظمات إنسانية عن مدى أسفها لعدم إدراج “إسرائيل” والسعوديّة ضمن هذه القائمة”.

نوّهت الصحيفة السويسرية إلى أنه على الرغم من أن التقرير السنوي الصادر عن هيئة الأمم المتحدة حدّد واستنكر معظم القوى المنخرطة في الصراعات والحروب في كُلٍّ من آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، إلا أن جماعات حقوق الإنسان أشَارَت إلى أن بعضَ الجناة المهمين لم يتم إدراجُهم ضمن “قائمة العار” كما هو الحال الحاصل في اليمن.

واستندت الصحيفة السويسرية للبيان الصادر عن الأمم المتحدة والذي أشار إلى أن “العددَ الإجماليَّ للانتهاكات الخطيرة والجسيمة المسجلة لا يزال يثير الجَزَع، حَيثُ تم تسجيل 26425 حالة موثقة في البلدان التي تشهد حروباً كاليمن وفلسطين، خلال العام 2020”.

ونقلت الصحيفة تصريحات جو بيكر من منظمة هيومن رايتس ووتش قوله: “إن التقرير الأممي لم يدرج إسرائيل أَو التحالف العسكري بقيادة السعوديّة في اليمن ضمن قائمة العار، وبهذا فَـإنَّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عمل على إنقاذ الأطراف المتورطة في قتل الأطفال وتشويههم”، في إشارة إلى التصنيف مدفوع الثمن ضد أنصار الله وتبرئة تحالف العدوان وأدواته من كُـلّ الجرائم المرتكبة بحق الأطفال في اليمن.

وأكّـدت أن “فشل غوتيريش المتكرّر في وضع قائمته استناداً إلى أدلة الأمم المتحدة ذاتها يخون الأطفال ويزيد من فرص الإفلات من العقاب”.

وفي سياق التقرير، فقد أعرب تحالف المنظمات غير الحكومية المعني برصد ومراقبة الأطفال في مناطق الصراعات المسلحة”، عن أسفه إزاء “فشل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مرة أُخرى في إدراج تحالف السعوديّة والإمارات الذي قتل أَو جرح نحو 200 طفل في اليمن خلال العام 2020، ضمن الجهات الفاعلة التي تسيء معاملة الأطفال في مناطق الصراع”.

وحسب ما أوردته الصحيفة السويسرية، فقد شجب البيان الصادر عن أدريان لابار، مديرة تحالف المنظمات غير الحكومية، القرار الأممي، بشطب التحالف العسكري في اليمن من قائمتها، والذي رأت فيه “رسالة واضحة مفادها أن الأطراف المسؤولة عن قتل الأطفال تستطيع أن تفلت من العقاب”.

وتابعت الصحيفة في تقريرها “كان العام 2020، صاحب أعلى سجل لمعدل الوفيات والإصابات بين صفوف الأطفال في أفغانستان وسوريا واليمن والصومال، كما أن أكبر عمليات تجنيد للأطفال، بحسب التقرير، كان في جمهورية الكونغو الديمقراطية والصومال وسوريا وبورما”، مضيفةً “في جميع أنحاء العالم، أفرجت الجماعات المسلحة والقوات العسكرية عن أكثر من 12643 طفلاً نتيجة للمفاوضات التي أشرفت على سيرها الأمم المتحدة”.

 

الجرائمُ الإسرائيلية والسعوديّة بحق الأطفال:

وفي سياق تقريرها، استعرضت الصحيفة السويسرية جانباً من الجرائم التي ارتكبها الكيانان الصهيوني والسعوديّ بحق الأطفال في فلسطين واليمن.

وقال التقرير إن أكثر من 10 ألف فلسطيني نزحوا في 14 من مايو 2021، من شمال قطاع غزة نتيجة الغارات الجوية الإسرائيلية، مما أجبرهم على اللجوء إلى المدارس التابعة للأونروا.

وأكّـدت أنه على الرغم من قيام هيئة الأمم المتحدة بالتحقّق من وجود حالات انتهاك لحقوق الأطفال، لم يتم تضمين إسرائيل كجهةٍ مشاركةٍ بشكل أَسَاسي في الجرائم بحق الأطفال، ضمن تقرير الأمم المتحدة لهذا العام حول الأطفال والنزاع المسلح.

ولفتت الصحيفة إلى أن أعمال الحصار التي يمارسها التحالف الأمريكي السعوديّ، والكيان الصهيوني، في كُـلٍّ من اليمن وفلسطين أَدَّت إلى انتشار الأوبئة والأمراض وخصبت بيئة انتشار الفيروس التاجي، وهو ما انعكس بشكل كارثي على الأطفال، حَيثُ توفي الآلاف منهم جراء انعدام الرعاية الصحية اللازمة لإنقاذهم من الأمراض والأوبئة التي فتكت بهم، مضيفةً “جائحة الفيروس التاجي أَدَّت إلى تفاقم أوجه الضعف لدى الأطفال، بما في ذلك إعاقة حصولهم على التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية، والحد من أنشطة حماية الأطفال والأماكن الآمنة”.

وبحسب صحيفة لوماتين، فَـإنَّ منظمةَ إنقاذ الطفولة أصدرت بياناً، أبرزت فيه عدم وجود أسماء حاسمة معينة في قائمة البلدان والجهات الفاعلة التي تعتبر منتهكة لحقوق الطفل، في إشارة إلى النظام السعوديّ والكيان الصهيوني.

وقالت منظمة إنقاذ الطفولة في بيانها مستنكرة: لا تتضمن القائمة التي تعتبر جزءًا من التقرير، أسماءً كـ”إسرائيل” والسعوديّة ومختلف الأطراف المشاركة في الحرب في أفغانستان، من بين أطراف أُخرى، ارتكبت جرائم مروَّعة بحق الطفولة.

وأضافت “المحبط للغاية أن الأمين العام للأمم المتحدة لم يدرج هذه الأسماء على الرغم من حالات عديدة ثبت ارتكابها لتلك الانتهاكات”.

وتابعت المنظمة تقريرَها “لم يتم إدراج إسرائيل في “قائمة العار” على الرغم من وجود حالات انتهاكات مسجلة والبالغ عددها 1031 حالة تم التحقُّقُ منها بحق 340 فلسطينياً”.

وأكّـدت أن قوات الاحتلال الصهيوني “حصدت أرواح ما لا يقل عن 100 طفل فلسطيني في العام الماضي، كما اعتقلت عدداً منهم ووضعتهم خلف القضبان، في انتهاك تام وصارخ لحقوقهم بموجب اتّفاقيات حقوق الطفل”.

ونوّهت إلى أنه “في هذا العام، أَدَّت الغارات الجوية التي أمطرتها الطائرات الحربية الإسرائيلية على قطاع غزة إلى مقتل 66 طفلاً على الأقل”.

فيما قال رئيسُ منظمة إنقاذ الطفولة، إنجر آشينغ: “إن القرار بإدراج جهة مسلحة في قائمة العار لا بُـدَّ أن يستند فقط إلى الانتهاكات الخطيرة المسجلة ضد الأطفال التي تتحقّق منها الأمم المتحدة، وليس إلى اعتبارات سياسية”، وهو ما يؤكّـد أن القرارَ الأممي بحق أنصار الله نابعٌ من نزعة سياسية، منحازة لتحالف العدوان الأمريكي السعوديّ، وذلك ما يراه أَيْـضاً المسؤولون القائمون على المنظمات الدولية الحقوقية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com