الشعب يرد على مناورات “البيت الأبيض”: أمريكا عدوُّ السلام

 

المسيرة | خاص

من خلال حملة إلكترونية واسعة حملت عنوان “أمريكا عدو السلام”، رد اليمنيون، وبلهجة شديدة وحاسمة، على المحاولات الأمريكية المُستمرّة للتضليلِ واختلاق “مبرّرات” لاستمرار العدوان على اليمن، ومواصلة استخدام الحقوق الإنسانية المشروعة كورقة ابتزاز وضغط، الأمر الذي يوجه رسالةً واضحةً للبيت الأبيض، بأن الموقف السياسي والعسكري لصنعاء، مسنود شعبياً، وبالتالي لا سبيل أمام الولايات المتحدة للالتفاف عليه بأي شكل.

الحملة التي انطلقت، مساءَ أمس الأول على مواقع التواصل الاجتماعي، باللغتين العربية والإنجليزية، شارك فيها عدد كبير من النشطاء وكذلك الشخصيات الرسمية على مستوى الوطن، إلى جانب نشطاءَ عربٍ وأجانبَ.

وجاءت هذه الحملة في توقيت حساس تحاول الولايات المتحدة فيه خداع الرأي العام المحلي والدولي بأنها “تبحث عن حَـلّ سياسي” في اليمن، في الوقت الذي تواصل فيه استخدام الملف الإنساني كورقة ابتزاز لتحقيقِ مكاسبَ عسكرية وسياسية تنطوي على مطالبة صنعاء بالاستسلام.

وأجمع المشاركون في الحملة على زيفِ كُـلّ ادِّعاءات الولايات المتحدة بشأن الحرصِ على السلام في اليمن، مستذكرين محطاتٍ من مِلف الجرائم الوحشية الأمريكية التي ارتُكبت بحق المدنيين في اليمن خلال السنوات الماضية، وبعض المواقف الأمريكية العدائية الصريحة تجاه اليمن، ومنها موقف السفير الأمريكي السابق لدى اليمن، والذي هدّد فيه الوفد الوطني أثناء مفاوضات الكويت بتدمير الاقتصاد والعملة المحلية إذَا لم توافق صنعاء على إملاءات الولايات المتحدة.

ومنذ صعودها إلى الحكم في الولايات المتحدة، رفعت إدارة بايدن شعار “وقف الحرب في اليمن” كغطاء للتهرب من مسؤولية واشنطن عن تداعيات وجرائم العدوان والحصار، والتملص من الضغوط الحقوقية والتشريعية التي تواجهها؛ بسَببِ هذا الملف، وكذلك لخداع صنعاء، لكن على الواقع لم يحدث أي تغيير حقيقي في الموقف الأمريكي العدائي، إذ استمرت الغارات العدوانية والجرائم، وتم تشديد الحصار بشكل غير مسبوق، للضغط على السلطة الوطنية؛ مِن أجلِ الاستسلام، و”إلقاء السلاح” بحسب تعبير المبعوث الأمريكي الخاص لليمن، والذي عيّنه البيت الأبيض لمهمة الابتزاز والمراوغة.

ومع فشل محاولات الضغط والابتزاز، لجأت الولايات المتحدة إلى مهاجمة صنعاء ومحاولة تحميلها مسؤوليةَ “عرقلة السلام”، لتتخذ من ذلك مبرّراً لاستمرار العدوان والحصار، واستمرار دعم السعوديّة، بعد أن كان بايدن قد أعلن كذباً وقف هذا الدعم.

وبهذا الخصوص، وجهت حملة “أمريكا عدو السلام” رسالة واضحة بأنه لا جدية لأية تصريحات أَو دعايات أمريكية بخصوص السلام، ما لم تكن هناك خطوات ملموسة على الواقع، وأولها وقف القرصنة على سفن الوقود والغذاء والدواء وفتح موانئ الحديدة، ومطار صنعاء بدون شروط، وهو الأمر الذي يفضح حقيقة الموقف الأمريكي؛ لأَنَّ واشنطن تستخدم جريمة إغلاق الموانئ والمطار كورقة تفاوضية وبشكل معلن.

وأعاد المشاركون في الحملة نشر مقاطع مصورة تظهر مسؤولين ونواباً أمريكيين، يقرون بالمسؤولية المباشرة لبلادهم عن الجرائم التي ارتكبها العدوان بحق المدنيين اليمنيين، وكذلك عن المجاعة التي تشهدها اليمن؛ نتيجة الحصار.

وتنسجم هذه الحملة مع الموقف الرسمي الثابت لصنعاء، والمعلَن على لسان القيادة الثورية والسياسية، بأنه لا مجال لمقايضة المِلف الإنساني بأية مكاسبَ أَو مواقفَ عسكرية وسياسية، وأن الطريقَ الوحيدَ للسلام هو وقفُ العدوان ورفع الحصار وإخراج القوات الأجنبية من البلاد.

بالتالي، توجّـه هذه الحملة رسالةً أُخرى للولايات المتحدة مفادُها أن محاولاتِ تضليل الرأي العام لفصل الموقف الرسمي عن الموقف الشعبي، لن تجدي نفعاً، وهذا ما أكّـدته المشاركة الواسعة في الحملة، والتي صعدت بها إلى قمة “الترند” العالمي.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com