المركز الصيفية.. علمٌ وجهاد

 

خلود الشرفي

في خضم الأحداث الرهيبة التي تجري من حولنا، وبينما العالم الإسلامي غارق في متاهات التفرق، والاختلاف، والشهوات والملاهي، في حين أن القدس الشريف وأبناءها تعاني الأمرَّين في ظل غياب الحكومات العربية والإسلامية تماماً عن المشهد الدامي والمؤلم للفلسطينيين وهم يقومون بالواجب نيابة عن الأُمَّــة الإسلامية جمعاء في حماية القدس والمقدسات، اللهم إلَّا ما كان من محور المقاومة الباسلة من دعم وجهود نصرة للأقصى المبارك، وَدعماً لرجال الرجال المرابطين في ساحات القدس الشريف.

نجد اليمن الميمون بحمد الله تعالى له النصيب الأوفى والحظ الأكمل من الجهاد في سبيل الله، سواء على مستوى الدعم للانتفاضة الفلسطينية أَو مقارعة قوى الاستكبار العالمي وعدوانهم على اليمن؛ ولأن يمن الإيْمَـان والحكمة حباه الله وأهداه العلّم القائد الرباني السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله، الذي لا يفتأ يحث الشعب اليمني على الجهاد المقدس في كُـلّ المجالات، ابتداء بالمواجهات العسكرية في جبهات الشرف والكرامة، مُرورًا بمواجهة الحرب الناعمة، وليس خاتماً بافتتاح المراكز الصيفية المباركة التي تمثل نواة لاحتواء الطلاب من كُـلّ مكان، وتوحيد كلمتهم، وجمع شملهم، وتنمية مداركهم الذاتية ومواهبهم الكامنة..

وإيْمَـاناً منه سلام الله عليه بأهميّة تربية النشء الصاعد تربية إيْمَـانية واعية، وتدريب الأجيال الجديدة على تنمية مواهبهم واستغلال طاقتهم الإبداعية في كُـلّ المجالات، وحرصا على الوقت الثمين في فترات العطل والاجازات الرسمية، فقد كان افتتاح المراكز الصيفية تتويج للعملية التعليمية الجهادية في ظل ظروف صعبة للغاية، وَعدوان شامل، وحصار مطبق..

ولكن هيهات أن تلين عزائمنا، أَو تخورَ قواتنا مهما تكالب علينا أعداء الإنسانية من كُـلّ جانب، فهذا بلد الإيْمَـان والحكمة يشهد موجة وعي لا مثيل لها، وجرعات بصيرة تنير له الدروب، وتضيء له الظلمات من خلال توجيهات السيد القائد سلام الله عليه..

إن المراكز الصيفية تمثل التوجّـه الصحيح البناء لتوعية الجيل الجديد بخطورة المرحلة الراهنة، والتحديات التي تواجه الأُمَّــة العربية والإسلامية ككل، وترسم الخطوط العريضة في ما يجب أن يكون عليه النشء الصالح من اهتمام بالعلم، وتثمين قيمة الوقت، وأهميّة الارتقاء بالفكر، ومحاربة الجمود والتخلف..

إن المراكز الصيفية تحتضن الطلاب من كُـلّ مكان وَتجمع الأبدان وتؤلف القلوب في مشهد أخوي قلّ أن نجد نظيره على طول البلاد العربية وعرضها..

إن المراكز الصيفية بؤرة لاحتواء الطلاب من كُـلّ مكان وبعيدًا عن المذاهب الطائفية، والنعرات العصبية الضيقة..

إن المراكز الصيفية تدشين للعمل التربوي الجهادي الذي يؤسس لجيل متأهل كامل الأهلية لأن يخوض غمار الحياة، ويشغل طاقته وإبداعه في مجالات العلم المختلفة.

إن المراكز الصيفية بمثابة طاقة إيْمَـانية متجددة، تضاف إلى رصيد المنجزات العظيمة لهذا الوطن المنتصر أصلاً ومضموناً..

إن المراكز الصيفية تدريب وتأهيل وتنمية الخبرات، واستيعاب القدرات لتوجيهها التوجيه الصحيح نحو الهدف الاسمى للإنسان في هذا الحياة..

ما أحرانا نحن الشعبَ اليمني بالذات، وفي هذه المرحلة الحرجة، أن نحرص على أوقاتنا، ونستغل قدراتنا فيما يعود علينا بالإنتاج والنفع في الدنيا والآخرة.

إن المراكز الصيفية لَهي من مقومات النصر والانتصار، وصناعة الجيل الواعد المجاهد، الذي يسمو على كُـلّ الأفكار المنحرفة، ويتعالى على الأفهام الخاطئة، ويضع قدمَه بثبات ورسوخ فوق سُلم النصر ومعارج الخلود..

والعاقبة للمتقين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com