لُعبةُ السلام وسياطُ الاستسلام

 

نوال أحمد

الجميعُ يعلمُ علمَ اليقين، وقد لا يختلف اثنان بأن العدوان على اليمن أمريكي إسرائيلي في الدرجة الأولى، وسعوديّ إماراتي في الدرجة الثانية، والجميع يدرك وقد شاهدوا وشهدوا بأن العدوان والحصار أعلن بلسان السفير السعوديّ ومن داخل البيت الأبيض ومن وسط العاصمة الأمريكية واشنطن قبل ستة أعوام، نحن نعلم والجميع يعلم بأن أمريكا قد أخذت على عاتقها حماية إسرائيل ورعايتها، وأنها أمدت ذلك الكيان الصهيوني الغاصب بكل أسباب البقاء والاستمرار، وهي التي أرسلت طائراتها وقنابلها وصواريخها للنظام السعوديّ لقتل وإبادة الشعب اليمني على مدى الأعوام الماضية وهي من تحاصر وتجوّع أبناء الشعب اليمني عن طريق وكلائها وخدامها في المنطقة السعوديّ والإماراتي.

أمريكا هي عدوة الشعوب وهي زعيمة الإجرام والطغيان في العالم، فهي من تتلاعب بعملائها الخاضعين لها والمؤتمرين بأمرتها في فرض سيطرتها وهيمنتها على كُـلّ شعوب الأُمَّــة ليصبح القرار قرارها في التحكم بمصائر البلدان والشعوب في عالمنا العربي والإسلامي.

أمريكا هي الشيطان الأكبر وهي عدوة البشرية وعدوة السلام، فإذا رأيتم أمريكا تتحدث عن السلام فاعلموا بأنها أصل وَأَسَاس العدوان والإجرام، أمريكا عندما تمنع حمل السلاح فهي من تقتل الشعوب بأسلحتها وقنابلها المحرَّمة عالميًّا ودوليًّا، عندما نسمع أمريكا تدّعي وتتعهد بحفظ حقوق الإنسان فنعلم أنها هي من تقتل وتحاصر وتجوع وتستخدم كافة الأساليب الإجرامية والوحشية ضد الإنسانية، أمريكا لا تريد السلام للشعوب هي فقط تمارس الحروب والضغوط؛ بهَدفِ استسلام الشعوب، هذا ما فعلته وتفعله أمريكا في كُـلّ البلدان العربية وهذا ما شاهدناه وعايشناه من خلال عدوانها وحصارها الجائر على بلادنا وشعبنا..

يتحدثون عن السلام وكأنهم المعتدَى عليهم وكأنهم المحاصَرون داخل بلدانهم، الأمريكي الذي من مقر رئاسته ومن داخل عاصمته جاء إعلان الحرب وَالعدوان على اليمن، الأمريكي يصور نفسه للعالم بأنه حمامة سلام ويطلق اليوم شعارات السلام وهو القاتل والمجرم الذي يقود العدوان على اليمن وهو من يقتل الشعب اليمني المظلوم بصواريخه وقنابله المحرمة دوليًّا على مدى ستة أعوام، وتأتي السعوديّة اليوم لتطلقَ المبادرات والمطالبة بوقف إطلاق النار في مأرب فقط وكأن بقية أجزاء اليمن في هدوء تام!، وكأن هذا العدوان والحصار والقتل والدمار في كُـلّ أجزاء اليمن ليس من جانبهم!، وكأن الأمر هذا لا يعنيهم!، السعوديّة تصور للعالم بأنها وسيط سلام في اليمن وهي من تحاصر وتجوع هذا الشعب، وهي من تحتجز سفن المشتقات النفطية في عرض البحر، وهي من تمنع دخول الغذاء والدواء إلى الشعب اليمني المظلوم والمكلوم.

ولكن الذي لا يعلمه السعوديّ والأمريكي أن الشعب اليمني اليوم بات يحمل الوعي الكبير والكافي أمام مؤامرات ومخطّطات الأعداء، شعب عظيم بإيمانه واعتماده على الله، يمتلك إرادَة صلبة وَقوية لا يمكن أن تكسرها أيةُ ظروف أَو تحديات، شعب عزيز أبي كريم لا يقبل الضيم وهو اليوم في عامه السابع من الصمود والمواجهة وسيواصل الصمود بتوكله على الله والمضي خلف قيادته القرآنية مسانداً لجيشه ولجانه الشعبيّة في مواجهة أعداء الله وأعداء الإنسانية وليس الله بغافل عما يعمل الظالمون.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com