الشعب الإيراني يختار : الحارس الثامن للثورة الإسلامية في إيران

 

المسيرة| عبدالقوي السباعي

أقلُّ من 15 ساعة تفصِلُ الشعبَ الإيراني عن معرفةِ ممثلِهم الجديد في رئاسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فمنذ ساعات الصباح الأولى ليوم أمس الجمعة، تدفّق ملايينُ الإيرانيين، إلى صناديق الاقتراع في جميع أنحاء البلاد، للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية “الثالثة عشرة، التي ستُفضي لاختيار الحارس الثامن للثورة الإسلامية، والرئيس الثامن للجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ انتصار الثورة على النظام الاستبدادي، في فبراير 1979م.

بدأ المشهد العام للاستحقاق الانتخابي، الذي تتوج بالإقبال الشعبي الواسع، والزخم الجماهيري الكبير، من كافة الأطياف للمشاركة الفاعلة في عُرسها الديمقراطي الكبير، هذه المشاركة أخرست الألسن وألجمت الأفواه التي كانت وما زالت تضمر الشر للجمهورية الإسلامية ولشعبها المقاوم، وضرب الناخبون الإيرانيون بالمشروع “الأمريكي الغربي الصهيوني الرجعي”، عرضَ الحائط.

لأن أهميّةَ الرئاسيات الإيرانية في دورتها “الثالثة عشرة” لا تنحصرُ بحدّة المنافسة بين المرشحين السبعة للرئاسة، بل كونها بعثت برسائلَ عدة، للقاصي والداني، تؤكّـد أن الجمهورية الإسلامية قادرةٌ وبكل قوّة واقتدار على إفشال جميع المحاولات التي تهدف النيلَ من وحدتها وتعرقل مسارات تقدمها، وتمكّنت اليوم عبر هذا الاستحقاق الشعبي من استكمال تجربة الديمقراطية الإسلامية المعاصرة بكامل رونقها.

جرت عمليةُ الاقتراع وتمّت في يومٍ واحد، وشارَكَ نحوُ مليونِ شخصٍ في إجرائها والإشراف عليها وتأمينها، إذ فتحت مراكز الاقتراع أبوابَها، أمس عند الساعة السابعة صباحاً، فيما خُصّص نحو 70 ألفَ صندوق اقتراع لأصوات الناخبين توزعت في المدن والقرى بـ 31 محافظة إيرانية، حَيثُ بلغ عددُ من يحق لهم التصويتُ خلال هذه الدورة من الانتخابات 59 مليوناً و310 آلاف و307 أشخاص، من أصل نحو 85 مليون مواطن إيراني، فيما شهدت 101 دولة حول العالم تدفق المواطنين الإيرانيين للإدلاء بصوتهم والمشاركة في هذا الاستحقاق، بالتوازي مع التصويت داخل البلاد الذي استهدف جميع المواطنين حتى أُولئك المتواجدين في السجون والمستشفيات.

السيد “علي الخامنئي”، قائدُ الثورة في إيران، كان أولَ من أدلى بصوته في الدقائق الأولى من بدء العملية الانتخابية والتي استمرت حتى ساعات الفجر الأولى من السبت.

ومن حسينية “الإمام الخميني” في طهران، أدلى “السيد الخامنئي” بتصريحٍ شدّدَ فيه على ضرورةِ المشاركةِ الواسعة، مؤكّـداً على أن “يوم الانتخابات هو يوم الشعب الإيراني، اليوم الشعب هو المدير الرئيسي للساحة، شعبنا اليوم من خلال حضوره أمام صناديق الاقتراع وإدلائه بصوته هو من يعين الوضعَ العامَّ والأَسَاسي للبلاد في الأعوام المقبلة”، وتابع القول: إن “الشعب يقرّرُ اليومَ مصيرَ البلاد للسنوات المقبلة، منذ الصبح حتى الليل، من خلال الحضور إلى صناديق الاقتراع. فهو صانع هذا المستقبل، ولهذا نقول إن المنطق الإنساني يدعو للمشاركة في هذا الامتحان الوطني على صعيد الأراضي الإيرانية كلها”.

ولم يغب الحدثُ عن وسائل التواصل الاجتماعي، حَيثُ تابع الناشطون من مختلف أنحاء العالم هذا الاستحقاقَ، وقد تداول الكثيرُ منهم صورةَ الشهيد “اللواء قاسم سليماني” تُنشَرُ للمرة الأولى وهو يدلي بصوته في الانتخابات الرئاسية عام 2017م، خَاصَّةً في مركز الاقتراع القريب من ضريحه في كرمان، فيما أشادوا أَيْـضاً بالإجراءات التي اتخذتها الجمهورية الإسلامية لمواكبة الانتخابات، حَيثُ حضر 250 ألفَ عنصر من قوات حفظ النظام لحفظ الأمن، إضافة لآلاف الفرق الطبية التي تابعت الإجراءات الصحية منذ انطلاق العملية صباحاً.

فيما أكثر من 226 وسيلةَ إعلام أجنبية واكبت هذه الانتخابات، التي طغت الخططُ الاقتصادية على حملات المرشحين للرئاسية الإيرانية السبعة؛ نظراً لتداعيات الحظر الإرهابي الاقتصادي الذي فرضته الولايات المتحدة على الشعب الإيراني ونظامه المقاوم.

يُذكَرُ أن نظامَ الانتخابات الرئاسية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية فردي، تجرى فيه عملية التصويت مباشرةً للمرشحين، لاختيار رئيس الجمهورية لمدّة أربع سنوات، ويمكن إعادةُ انتخاب رئيس البلاد مرّة واحدة فقط، ليجوز له بذلك تولي السلطة لمدّة ثماني سنوات.

ومن المتوقع أن يتمَّ الإعلانُ عن نتيجةِ الانتخابات الرئاسية، ظهر اليوم السبت، والتي من خلالها سنتعرفُ على الحارس الثامن للثورة الإسلامية، في سياق مؤتمر صحفي لرئيس لجنة الانتخابات القاضي “إسماعيل موسوي”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com