الصرخة منارةٌ لكل باحث وشعارُ الثوار ضد الهيمنة الأمريكية

الحاضري: الشعوب لن تتخلص من الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية إلا إذا رفعت الشعار

الرميمة: الصرخة أصبحت واقعًا عمليًّا ولها تأثيرٌ على الساحة المحلية والإقليمية والدولية

القاضي: المشروع القرآني الرافعة التاريخية للنشاط الثوري والوطني في اليمن

أبو طالب: الشعار يشكل اختباراً حقيقيًّا لدعاة التمدن وحرية التعبير

+++++++++++++++++

أكاديميون وسياسيون وإعلاميون لصحيفة “المسيرة”:

 

المسيرة| محمد ناصر حتروش

يُحْيِــي الشعبُ اليمني الذكرى السنويةَ للصرخة في ذكراها التاسعة عشرة وهو يرى الأثرَ الذي صنعته ثقافةُ الصرخة في وجه المستكبرين.

ويلامِسُ اليمنيون صدقَ تنبُّؤِ الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي حينما قال: اصرخوا وستجدون من يصرُخُ معكم في أماكن أُخرى.. حَيثُ أن الشعب اليمني والعديد من الدول العربية والإسلامية باتوا يردّدون هُتاف الحرية ضد قوى الاستكبار العالمي.

ويرى الناشط السياسي الدكتور يوسف الحاضري أن الصرخة تأتي كشعارٍ عام للمشروع القرآني الذي انبثق من القرآن الكريم في كُـلّ جزئياته من خلال توحيد الله والذي يتحدث القرآن بشكل عام عن ذلك، وهذا التوحيد متجسد في (الله أكبر) وكبّره تكَبيراً.

ويعتبر الحاضري الشعارَ براءةً ممن يسعى أن يكونَ شريكاً لله في العظَمة والتسلط والتحكم والتوجيه وسيطرته على القرار في كُـلّ الدول، وأن البراء يأتي بالسعي لزوال هذا النظام ضمن إطار (الموت لأمريكا)، أي لنظامها وخططها وأهدافه.

ويعتقد الحاضري أن المشروع القرآني له الارتباطُ الديني الحقيقي بالإسلام من خلال نبذ كُلِّ ما يخالفه من مناهج وأهواء غير دينية من خلال لعنها، كما لُعنت من الله وأنبيائه ليتجسد الدينُ في الانتصار له.

ويشرح مقولة (النصر للإسلام) قائلاً: نصرةُ الإسلام ليست فقط تحريرَ أراضينا المحتلّة، بل (رحمة للعالمين)، فتأسيس مشروع وفكر وثقافة في النفوس والقلوب ثم إطلاقها بالأفواه والحناجر مع حركة رفع اليد وليس فقط إطلاقها باللسان فضرورة رمزية حركة اليد هامة جِـدًّا تجعل الصارخَ في حالة عزة ورفعة ونشوه وعظمة مُستمرّة.

ويشير الدكتور الحاضري إلى أن الصرخة حصّنت المجتمعَ من أن يسقُطَ في فخ المنافقين من الحركات الصهيوماسونية بثيابٍ إسلامية، وأنها جعلت اليمنَ منارةً لكل باحث عن العزة وعن مصدرها في العالم، مُشيراً إلى أن كُـلّ الشعوب لن تتخلص من الهيمنة الأمريكية والاحتلال اليهودي الصهيوني ما لم ترفع هذه الشعار وتطلقه وتتحَرّك على أَسَاسه، مؤكّـداً أن الإخوة في فلسطين لا ينقصهم الرجالُ ولا ينقصهم القوة ولا ينقصهم العداء لليهود وإنما ينقصهم إطلاق هذا الشعار.

ويضيف: ولو أطلقوه وهم في هذا المستوى العظيم من الغلبة على اليهود فستكون الضربة القاضية وعليهم أن يجرِّبوه ولن يؤثر فيهم ذلك شيئاً.

 

ثقافة مغايرة

من جانبه، يقول عضو الهية العامة لمكافحة الفساد، الدكتور حبيب الرميمة: يأتي كلام السيد القائد حفظه الله عن الصرخة وأهميتها بعد تسعة عشر عاماً منذ أن أطلقها السيد حسين (رضوان الله عليه)، والمشروع القرآني أصبح واقعاً عمليًّا وملموساً ومؤثراً ويزداد تأثيراً على الساحة المحلية والإقليمية والدولية.

ويؤكّـد الرميمة أن المشروع القرآني ينهجه الملايين من اليمنيين، ويتأثر به مئاتُ الآلاف من أحرار العالم، كمشروع تغيير عملي عالمي رغم المؤامرات التي حيكت لإجهاضه من قبل قوى الاستكبار العالمي، مبينًا أن للشعار أهميّةً بالغةً من الناحية الثقافية والسياسية والاجتماعية والعسكرية؛ وذلك لمواجهة أعداء الأُمَّــة وخلق فلسفة ثورية مغايرة تقف في وجه أعتى غزو ثقافي غربي ممن هم أعداء الأُمَّــة والإنسانية، موضحًا أن المشروع القرآني واضح وبسيط يستهوي نفوسَ كُـلِّ الأحرار في العالم.

ويعتبر الرميمة لفظَ التكبيرِ (اللهُ أكبر) صرخةً تحرّريةً من أي خوف سوى الله وأن ما دونه أصغرُ مهما حاول أن يظهر من قوة ليتسلط ويتحكم بالناس ويستعبدهم من دون الله، مؤكّـداً أن ذلك ينسجم مع الفِطرة الإنسانية التواقة إلى التحرّر من استعباد الإنسان لأخيه الإنسان.

ويصف لفظ (الموت لأمريكا) بصرخة تلقى صدىً لدى العديد من الفلسفات حول العالم (أبرزُها الفلسفةُ الاشتراكية) كنهج مغاير للتيارات المناهضة للرأسمالية المتوحشة التي تتزعمها أمريكا، وأنها سببت كوارث جسيمة بحق الإنسانية واكتوت بنارها معظم شعوب العالم، وأن تلك الفلسفة تؤمن بها الملايين من شعوب أمريكا اللاتينية والآسيوية.

ويشرح لفظ (الموت لإسرائيل) قائلاً: ليس باعتبَارها كياناً محتلًّا فقط وإنما كمشروع صهيوني عالمي يسعى للسيطرة على الشعوب كافة، مبينًا أن الصرخة تلقى صدى في نفوس التيارات القومية (أبرزها القومية العربية) التي ظلت ردحاً من الزمن تحدّد إسرائيل كعدو ينبغي أن يتوحد العرب لمواجهته، وفي نفس الوقت كشفت زيف من كان يتخذ شعار القومية العربية كشعار سياسي فقط لا غير وأن من حقّق مبتغاه أصبح يوالي ويسير في نهج الدول المطبّعة مع إسرائيل!.

ويقول الرميمة: (اللعنة على اليهود) يلقى صدى ورابطاً لدى الكثير من الشعوب، على سبيل المثال، لا زالت الذهنية الأُورُوبية في معظمها تحملُ نظرةً سيئةً ومحتقرةً لليهود؛ باعتبَارهم مشهورين بالاستغلال والرباء، وتطلق عليهم المرابين، وأن الصهيونية العالمية تبذل كُـلّ ما بوسعها لتغيير هذه النظرة.

ويضيف “الصرخة تعيد البُوصلة الفكرية الصحيحة للأُمَّـة الإسلامية بأن تتوحد ضد من لعنهم الله في القرآن الكريم، وفي نفس الوقت تكشف زيفَ من يتقمصون ثياب الدين كحركات إسلامية وهم يوالونهم، ويتأذون مِن لعنهم”.

وأما لفظ (النصر للإسلام) فيؤكّـد الرميمة أن الإسلام كحضارة عالمية تنطلق من ثقافة القرآن الكريم بما يحمله من هدي وخير ورحمة للإنسانية جمعاء، وأنه بديل للحضارة الغربية الرأسمالية.

ويشير إلى أن الكاتب الأمريكي هنتجتون تنبّأ في كتابه “صراع الحضارات”، الذي أصدره في بداية التسعينيات من القرن الماضي بعد انتهاء الحرب الباردة بانتصار أمريكا وَسقوط الاتّحاد السوفيتي، أوضح فيه أن الصراع القادم لن يكون صراعًا بين دول؛ كونه لا توجد دولة تستطيع أن تقف في وجه أمريكا بعد إسقاطها الاتّحاد السوفيتي.

ويحكي الكاتب الأمريكي أن الصراع المستقبلي سيكون صراع الحضارات، وهو في جوهره -حسب رأي هنتجتون- صراعٌ ثقافيٌ، وحدّد عدداً من الحضارات كخطر أبرزها الحضارة الإسلامية.

 

مشروعٌ استنهض أنصارَه لمواجهة الأعداء

بدوره، يؤكّـد المحلل السياسي أنس القاضي أن القوةَ المعنويةَ تتحولُ إلى سلاح فعال في أيدي الجماهير، واصفاً الصرخة بالسلاح الملوس بأيدي الجماهير التي تحَرّكت بهذا الشعار والقناعة والإيمان الذي تولّد عنه الشعار.

ويشير إلى أن الشعب اليمني أصبح يردّد الشعارَ وهو يخوضُ حرباً ثوريةً ضد الهيمنة الأمريكية ومقاومة للعدوان، لافتاً إلى أن أهميّة الصرخة تنبعُ من المشروع القرآني ذاته وليس من الصرخة كشعار.

ويعتبر القاضي المشروعَ القرآنيَّ الرافعةَ التاريخيةَ للنشاط الثوري والوطني في اليمن، وأن أنصار الله أصحابُ المشروع القرآني يتصدرون الكفاح الوطني والنشاط الثوري.

ويعتبر أنصار الله النواة وأن الشعب اليمني يصطفُّ إلى جانبهم لتحقيق الأهداف الوطنية العليا المتعلقة بالسيادة والحرية والعدالة الاجتماعية.

من جهته، يحكي الناشط السياسي والإعلامي عبد العزيز أبو طالب أن قائدَ الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- أوضح في خطابه بمناسبة ذكرى الصرخة أن الشهيد القائد تحَرّك بعد الهجمة الشرسة التي شنتها دول الاستكبار على الإسلام بعد أحداث 11 سبتمبر 2001.

وقال: إن الشهيد القائد كان يرى وجوبَ التحَرّك من منطلق ديني وأخلاقي ووطني وإنه سلك سبيل التوعية الثقافية والسياسية ضد المشروع الأمريكي والصهيوني؛ ونظراً للظروف التي أحاطت بنشأة المشروع القرآني في منطقة ريفية نائية لم تثنِ الشهيد القائد عن التحَرّك بما أمكن.

ويؤكّـد أبو طالب أن الشعار أتى ليمثل التحصينَ الثقافي ضد معركة الوعي التي يمارسها الإعلام الغربي وبعض وسائل الإعلام العربية، مبينًا أنه شكّل حاجزَ الصد أمام هذه التيارات المتدفقة من التأثيرات الإعلامية التي تسعى من أجل كَـي الوعي العربي والمسلم.

ويقول: من غير المنطقي أن يتقبل العقل التأثيرات الإعلامية التي تخدر وتثبط الهمم وتدعو إلى التراخي أمام العدوّ ومخطّطاته.

ويرى أن الشعار بما يحتويه من عبارات منتقاة بدقة يشكل اختباراً حقيقيًّا لدعاة التمدن وحرية التعبير، واصفاً الشعار بالتعبير عن موقفٍ بشكل سلمي يدعو إلى خلق السخط ضد من يظلمنا ويقتل وينهب ويدمّـر الشعوب والأمم.

ويمثل الشعار اختباراً لكل مسلم عندما يخاطب به، كما أنه اختبار للأنظمة والسلطات التي تدّعي حرصها على تطبيق القانون وحرية الشعب.

ويتساءل أبو طالب حول ما إذَا كان الشعار والصرخة لا تمثل إلا ضجيجاً أَو عبثاً فلماذا كُـلّ هذه الحرب عليه؟

ويجزم أن العدوّ يشعر بخطورة الشعار وأنه استخدم أدواته لمحاربته، مستدلاً بما روي عن الإمام علي عليه السلام أنه سُئل: كيف نعرف الحق في أوقات الفتن؟. فقال: عليكم بتتبع سهام الباطل فَـإنَّها تدل على الحق.

ويحكي أن الشهيد القائد نبّه على أهميّة الشعار في أكثرَ من محاضرة.

ويضيف “اليوم وبعد 19 سنة من انطلاق الصرخة وبعد مراحلَ وجولات من الحروب في المنطقة كلها تثبت صوابية الموقف الذي اتخذه الشهيد القائد رضوان الله عليه وسار على نهجه المؤمنون والمجاهدون”.

ويختم حديث بالقول: اليوم نرصد صدقَ ما تنبأ به الشهيد القائد بقوله ستجدون من يصرخ معكم فقد رأينا وسمعنا من يصرخ بالشعار من بلدان عربية وإسلامية ورُفِعَ الشعارُ في مظاهرات ضد أمريكا والصهيونية مع صور السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com