اللواء عبد الله الجفري في حوار خاص لصحيفة “المسيرة”:عملية جيزان تحمل أبعاداً استراتيجيةً هامةً ومشاهدُها أفقدت العدوَّ صوابَه وأثقلت كاهلَه

نتحدى إعلامَ العدوّ أن يأتيَ بمشهد واحد لمدة دقيقة من قلب الحدث ومن ميدان المعركة

عملية جيزان امتداد لمسار عمليات “نصر من الله” و “البنيان المرصوص” و “أمكن منهم”

مرحلةُ الهجوم للجيش واللجان تعني مرحلةَ التحرير لكل شبر من أراضينا اليمنية

 

المسيرة – حاوره أيمن قائد

أكّـد الخبيرُ والمحلل العسكري، اللواء عبد الله الجفري، أن العملية العسكرية الواسعة للجيش واللجان بمحور جيزان تحمل أبعاداً استراتيجية هامة جغرافياً وسياسيًّا واقتصاديًّا وعسكريًّا، مؤكّـداً أن العملية لها علاقة هامة مرتبطة بالجبهات الأُخرى من حَيثُ السيطرة وقطع خطوط إمدَاد العدوّ والسيطرة.

وأوضح اللواء الجفري في حوار خاص مع “صحيفة المسيرة” أن هذا الانتصار الكبير الذي حقّقه المجاهدون في محور جيزان يؤكّـدُ تناميَ القدرات العسكرية ويجسد اليقظة القتالية العالية للجيش واللجان الشعبيّة، لافتاً إلى أن العملية تعد امتداداً للعمليات العسكرية الكبرى السابقة “نصر من الله” وَ”البنيان المرصوص” وَ”أمكن منهم”، وأن مشاهدَها نادرةٌ من نوعها، ومشيداً بدور الإعلام الحربي وتميزه في توثيق المشاهد البطولية بشكل متقدم ومتطور.

إلى نص الحوار:

 

– بدايةً سيادة اللواء.. ما تعليقُكم حول العملية الواسعة في محور جيزان من حَيثُ الأهميّة العسكرية؟

بدايةُ أُحَييكم، وأشكُرُ لكم هذه الاستضافة، ونحمدُ الله ونشكرُهُ على هذه الانتصارات العظيمة التي مَنَّ اللهُ بها علينا، وفي الحقيقة شاهدنا في الإعلام الحربي هذه العملية الحربية الهجومية في محور جيزان وهذا المحور مترامي الأطراف يرتبط جغرافياً بالساحل الغربي وكذلك يرتبط بالسلسلة الجبلية لقطاع عسير ونجران، ولذلك هذه المساحة الشاسعة التي تم احتلالها من قبل المملكة السعوديّة عام 1934م، أصبحت اليوم تشكل أهميّة استراتيجية من حَيثُ الموقع الجغرافي الهام وخط دفاع هام مع الجمهورية اليمنية، وتم إنشاء مطارات وقواعد عسكرية بما فيها قاعدة خالد الجوية بخميس مشيط وكذلك في جيزان ونجران.

هذه القواعد العسكرية المهمة التي تنطلق منها الطائرات الحديثة والمتطورة والتي يتم استخدامها لقتل أبناء الشعب اليمني وتدمير بنيته التحتية، وحقيقة فَـإنَّ هذه العملية التي نُفذت في هذا القطاع وتمت السيطرة على أكثر من 40 موقعاً عسكرياً ومساحة تُقدر بـ 150 كيلو متراً مربعاً وهي منطقة ذات سلسلة جبلية وتضاريس جغرافية وعرة أصبح اليوم مجاهدو الجيش واللجان الشعبيّة يسيطرون عليها السيطرة الكاملة، ويصبحون اليوم على مشارف مدينة جيزان والخوبة ومدن أُخرى.

ومن حَيثُ الأهميّة العسكرية لهذه السلسلة الجبلية تعتبر تحت مرمى نيران الجيش واللجان الشعبيّة وبالأسلحة المتوسطة والخفيفة.

 

  • هل لهذه العملية رسائل تتعلق بالتطورات الأخيرة المتمثلة بإنشاء قاعدة عسكرية في جزيرة ميون؟

نعم بكل تأكيد، كان من أهم الرسائل لهذه العملية في الجانب السياسي وخَاصَّة في تلك التطورات الأخيرة التي نقلتها كثير من وسائل الإعلام بإنشاء قاعدة عسكرية في جزيرة ميون، ونحن ندرك أن هذا يأتي في إطار المشروع الدولي الاستعمار البريطاني الذي احتلت جنوب اليمن لأكثرَ من 129 عاماً، فيريدون اليوم إعادة هذا المشروع، أَيْـضاً السيطرة على جزيرة سقطرى وإنشاء قاعدة عسكرية وتواجد خبراء إسرائيليين، وهذه يراد لها السيطرة على هذه الجزيرة في مواجهة مضيق باب المندب وَأَيْـضاً مواجهة دولة إيران.

إذاً الصراع من حَيثُ الأهميّة الاستراتيجية والاقتصادية ذات البُعد التاريخي هو من أجل السيطرة على الممرات المائية والملاحية والمنافذ البحرية، وَهذه العملية كانت من حَيثُ المسار العسكري هي قطع خط تلك الجبهات التي تنطلق إلى ميدي والهدف منها هو الالتصاق مع قوات الساحل الغربي للسيطرة على ميناء الحديدة وخنق أبناء الشعب اليمني وحصاره كميناء استراتيجي وشريان هام يغطي احتياجات أبناء الشعب اليمني في ظل هذا العدوان وفي ظل هذا الحصار بعد أن فشلوا عسكريًّا.

الان أصبحت هذه الجبهة حقيقةً في قطاع جيزان أولاً استبدلت السيطرة على تلك المناطق في ظل ما هو حاصل من احتلال للجزر في جنوب الوطن، وَأَيْـضاً موانئ ومطارات، فعلى قاعدة السن بالسن ستكون هذه المناطق تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبيّة وسيتم استعادتُها بعد أن احتلتها المملكة العربية السعوديّة منذ عام 1934م.

 

  • ما العلاقة التي تربطُ عمليةَ جيزان بالجبهات الأُخرى وبالتحديد جبهة مأرب؟

من حَيثُ الأهميّة العسكرية هو تخفيف الضغط على مدينة مأرب؛ لأَنَّه بعد أن تقدَّمَ المجاهدون من أبناء الجيش واللجان الشعبيّة نحو مدينة مأرب فعّل العدوُّ الجبهات الأُخرى سواءٌ أكانت جبهة البيضاء أَو الضالع أَو تعز وكذلك الساحل الغربي؛ لتخفيف الضغط على مدينة مأرب، لكن اليوم من خلال هذا التقدم وهذه السيطرة استطاع المجاهدون من خلالها السيطرة على تلك المواقع واغتنام عدد كبير من الأسلحة وتدمير وإحراق عدد كبير من الآليات والدبابات والمدرعات والأطقم العسكرية التابعة للعدو وقتل البعض من المرتزِقة ومن الجيش السعوديّ وأسر البعض منهم والبعض لاذ بالفرار.

 

  • ما هي الدلالاتُ التي تحملها هذه العملية في وقتنا الراهن؟

أولاً يؤكّـد هذا الانتصار الكبير اليوم أن القدرات العسكرية قد تنامت والتدريب واليقظة القتالية العالية للمجاهدين في أعلى مستوياتها، ونحن في ظل العام السابع من هذا العدوان والحصار، والدليل على ذلك هو الانتقال من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم، وهنا عندما نتحدث عن عملية الهجوم تكون بين قوسين بمعنى مرحلة التحرير لكل الأراضي اليمنية ولكل شبر من أراضينا اليمنية.

وأيضاً أتت هذه العملية في سياق الرد الطبيعي والمشروع على جرائم دول تحالف العدوان وَأَيْـضاً في ظل الحصار المطبق، وهي كانت من أهم الرسائل والدلالات العسكرية والاقتصادية والسياسية، وهذه العملية تعتبر في مسار تلك العمليات الكبرى السابقة بمستوى عملية نصر من الله والبنيان المرصوص وأمكن منهم والتي تحرّرت من خلالها أكثرُ من ثلاث محافظات ومساحة تُقدر بـ ستين ألف كيلو متراً مربعاً، وهي امتدادٌ لأول مرة كهذه العملية النادرة، فاليوم نجد هذه العملية في قطاع جيزان بمثابة رسائل وتم الإعلان عنها وعرضها في الإعلام الحربي لإثبات تلك الوقائع والدلائل التي حقّقت هذا الانتصار بفضل من الله ونصره وتأييده وبفضل هؤلاء المجاهدين من أبطال الجيش واللجان الشعبيّة.

 

  • برأيكم ما هو الدورُ الذي أضافه الإعلامُ الحربي للجيش واللجان خلال العمليات العسكرية؟

في هذا المقام لا ننسى أن نوجِّهَ التحيةَ للجبهة الإعلامية، وهي لا تقل أهميّة عن الجبهة العسكرية التي استطاعت أن تنقُلَ هذه المشاهد لفترة ما يقارب أربعين دقيقة، وَأَيْـضاً تصوير بعملية احترافية ومن قلب الحدث، وهذا يعتبر تطوراً نوعياً ولافتاً، فيما اليومَ دولُ التحالف لم يستطيعوا تصويرَ أي مقطع لمدة دقيقة واحدة، وهذا يؤكّـد الفارق، وهذه المعادلة على كافة الجبهات وكذلك حتى على جانب المستوى الأمني والجانب الاقتصادي تثبت أن المشروع للجيش واللجان الشعبيّة وأن الانتصار الذي يلوح في الأفق قد أصبح اليوم قاب قوسين أَو أدنى وتحرير كُـلّ شبر من أراضينا اليمنية.

وهنا فقط انتظار القرار السياسي لاقتحام مدينة مأرب وكذلك للمدن الأُخرى في نجران وفي جيزان فيما إذَا فكرت المملكة السعوديّة والإمارات بالاستمرار في تعسفها واستكبارها واستعلائها واحتلال تلك المناطق التي تحدثنا عنها آنفاً في جنوب الوطن.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com