أهميّة حضور نُخبة تعيشُ روحيةَ القرآن والجهاد

 

د. حمود الأهنومي

هذه النخبةُ ستكونُ في طريقها الصحيح ما دامت تعيشُ روحية القرآن والجهاد في سبيل الله والتضحية والإيثار وكل مبادئ وقيم المنهجية القرآنية، وما دامت بعيدةً عن صناعة الأمجاد الشخصية، وحب السلطة، والبحث عن المناصب، وممارسة سلوكات الفساد بأي شكل من أشكاله العديدة والمتنوعة.

نحن اليوم بحاجة إلى تعزيز حضور هذه النخبة الرائعة والمخلصة في مختلف الجبهات، ولا سيما تلك التي لا زالت تعاني من النقص، والقصور، والتقصير، وأبرز مثال على ذلك هو الجبهة الإدارية، فإذا حافظت النخبة المخلصة للمشروع الحضاري على نقائها وصفائها وإخلاصها، ولم يستهوها الكرسي الخطير، ولا الفراش الوثير، ولا المال الوفير، ولا المنصب الكبير، فَـإنَّ الأمور لا زالت بخير في هذه الجبهة، التي أَيْـضاً ستضيف رصيداً كَبيراً إلى الرصيد الضخم الذي نكتسبه يوميًّا من المجالات الأُخرى.

لا يجوزُ أن تكسبَ أمتنا رصيداً ضخماً من منهجها القرآني الرباني، وقيادتها العبقرية، ونخبتها المجاهدة في ميادين الحرب، فيتسرب شيء من ذلك الرصيد في كراسي الحكم، ومناصب السلطة، بل يجب الحفاظ على ذلك الرصيد كاملا ما أمكننا إلى ذلك سبيل.

رغم القصور والتقصير والأخطاء الكثيرة والفادحة التي تحدث يوميًّا فَـإنَّني متفائل إلى حَــدّ كبير في تجاوزها أَو التقليل من حدوثها وآثارها وأضرارها؛ لأَنَّ منهجية القرآن التربوية، وأدبيات مسيرتنا الرائعة، وقيادتنا العبقرية المؤيَّدة من الله تعالى ستعمل معا على الحد من ظهورها، وآثارها، ومخاطرها، وستعمل على تزويد المسيرة بعناصر وكوادر جديدة مخلصة لهذا المشروع، تحل محل تلك النخب التي عطبت، أَو تعطلت، أَو تساقطت في هذه الطريق، وكلما وُجِدَت النخبة القوية والقادرة والمؤهلة والكفؤة بشكل أقوى وأكثر وأكثّـف في مفاصل هذه المسيرة ارتفع مستويات السرعة والإنجاز والتحقّق.

إن النهاية الطبيعية أن هذه المنظومة معا ستصل بنا إلى مستوى عظيم من مستويات الحضارة الإيمانية في مدة قياسية، وسرعة غير معهودة، تسابق وتيرة السرعة عند الحضارات الأُخرى التي لا تهتدي بهدى الله، ولا تنطلق من تعاليمه، ومثال التصنيع العسكري الذي قطع فيه اليمنيون مسافة شاسعة في غضون سنوات قليلة شاهدٌ على ذلك، وأظن ذلك لم يتحقّق لكثير من الحضارات المادية، وأؤمن إيماناً عميقاً أن هناك تدخلاً إلهياً، سَرَّع من وتيرة هذه النهضة التصنيعية، فتحقّق الناموس الإلهي، والسنة القرآنية، التي يقول الله عنها: (وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ).

إذن نحن اليمنيين – بفضل الله وعونه – على موعد مع الحضارة الإيمانية في وقت قياسي يسابق الوقت الطبيعي عند الأمم الأُخرى، لكن تحت شرط تكوين الأُمَّــة والنخبة المتقية لله، والمقيمة لتعاليمه في واقعها العملي ومسيرتها التطبيقية، قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّ أهل الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأرض)، وقال تعالى: (وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم).

فهل نحن جاهزون لنكون النخبة المخلصة والحاملة لهذا المشروع؟!

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com