الجريح أبو عابد أحد أبطال الجيش واللجان الشعبيّة في حوار لـ صحيفة “المسيرة”:

  • داخل الجبهة تشعر بالرعاية الإلهية وبراحة وطمأنينة وتشعر بأنك رجل بمعنى الكلمة
  • أقول لقائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي: امضِ بنا حيثما تشاء فنحن طيرانك المسيّر وبنادقك وسيوفك البتارة

 

 

  • فقدتُ عينَيَّ في المواجهات بجبهة نهم والجراح لن تمنعنا عن مواصلة الجهاد في سبيل الله
  • زارنا الرئيسَ الشهيد الصمَّـاد وقال لنا بأن وصوله إلى الرئاسة هو لخدمة الجرحى والمجاهدين

المسيرة | حاوره أيمن قائد

لم تكُنِ الجراحُ مبرّراً لقعودِه عن الجهاد ومواجهة العدوان الأمريكي السعوديّ الغاشم وهو الذي فقد عينيه أثناء المواجهات مع العدوّ، ومع ذلك يقولُ إنه على استعداد لبذل كُـلّ أعضائه في سبيل الله حتى يتحقّق النصر الكبير للشعب اليمني ضد الغزاة والمحتلّين.

إرادَةٌ وعزيمة وعنفوانٌ عالِ المستوى لدى جرحى الجيش واللجان؛ كون حُبِّ الله والوطن والقضية قد ملأَ قلوبَهم وتشبعوا بهدى الله واغترفوا وعياً وثقافة قرآنية حتى ارتووا؛ لذا فَـإنَّ أيَّ جِراحٍ تصيبهم لا يكترثون بها، بل تزيدهم إصراراً على المواجهة والتحرّر حتى تحقيق النصر.

صحيفةُ المسيرة زارت الجريحَ المجاهد ردمان محمد وعيرة “أبو عابد”، أحد أبطال الجيش واللجان الشعبيّة من أبناء محافظة صنعاء مديرية بني مطر مخلاف قرية المصنع، وأجرت معه هذا الحوار.

إلى نص الحوار:

 

  • بدايةً لو تحدثونا عن بداية انطلاقتكم في المسيرة القرآنية

نتشرَّفُ بزيارتكم لنا في هذه الأيّام المباركة، وهذا شرفٌ كبير، والحقيقةَ إن تحَرُّكَنا في هذا المنهج القرآني؛ لأَنَّنا عرفنا اللهَ سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَـى، وعرفنا قضيتَنا، ونحن نواجهُ قوى الاستكبار وقرن الشيطان من آل سعود ومن حالفهم، من الخونة والعملاء الذين أرادوا لنا أن نكونَ عباداً لعبيد أمريكا وإسرائيل، وأرادوا أن ينهبوا منا دينَنا وكرامتنا وعزتنا ولكننا أبينا إلا أن نكون أحراراً وأعزاءً ومتحَرّكين على هذا المنهج القرآني ومن خلال معرفتنا لله سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَـى وَملازم الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي.

 

  • ما هي الجبهات التي شاركتم فيها؟

شاركنا في جبهة عمران وقاتلنا القشيبي والعملاء ومن بعدها أعددنا العُدةَ ودخلنا أرحب ومن بعدها شاركنا في دخول صنعاء ودخول ما تسمى بالفِرقة التابعة للمرتزِق علي محسنر وحرّرنا صنعاء بفضل الله، ومن بعدها أعددنا العدة، دوراتٍ قتاليةً وتحشيدَ أفراد، ثم تحَرّكنا إلى جبهة البيضاء ومن ثَمَّ تحَرّك بعضُنا إلى جبهة عدن والبعض إلى شبوة والبعض إلى جبهات الحدود.

ورابطنا في جبهة مأرب بفضل الله ثم شاركنا في جبهة نهم وكذا الجوف وَالساحل الغربي وتعزر ولله الحمد الذي أكرمنا بالجهاد في سبيله وابتغاء مرضاته.

 

  • برأيكم أبا عابد كيف تحقّقت تلك الانتصاراتُ وتحرّرت الجبهاتُ؟ وكيف تجدون معيَّةَ الله إلى جواركم؟

الإنسانُ عندما يثقُ بالله وَبنصر الله ويؤمنُ بالقضية والموقف والطريق الذي يتحَرّك فيه، فسوف ينتصرُ، وسوف يتحقّقُ له المستحيلُ عندما يثق بالله سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَـى.

نحن سنحرّر اليمن بأكمله إذَا ظللنا واثقين بالله سبحانَه وبنصره ومرتبطين بالله؛ لأَنَّ قوةَ الأعداء أمام الله ليست سوى قشة وأمام المؤمنين الواثقين وَالمرتبطين بالله تصير شيئاً هيناً وضعيفاً، (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)، وَإذَا أنت مؤمنٌ بقضية (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)، وآية (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ)، وقوله تعالى: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ)، نحن الأُمَّــة التي وهبنا الله هذا الشرف أن نقاتل أعداءَ الله وأن نقاتل أمريكا وإسرائيل وأن نقاتل المرتزِقة والخونة المرتدين عن دينهم والخائنين لله وَللنبي محمد -صلواتُ الله عليه وآله-، فلننظر أين هم اليوم البعض منهم في دول الخارج وفي دول العدوان الذين قتلوا أطفالنا ونساءَنا، واستباحوا الأرض والعِرض.

 

  • هلَّا حدَّثتنا قليلًا عن أبرز جراحاتك وأين جُرحت بالضبط؟

الحمدُ لله جراحاتي شظايا في أقدامي، والجرح الثاني وهو الذي أنا مقصِّرٌ في سبيل الله ومع الله وليست جراحي شيئاً أمام جراحات الجرحى البقية وأمام تضحيات الشهداء وأمام تضحيات العظماء وأمام تضحيات الشهيد القائد سلام الله عليه، وكذلك آل بيت رسول الله وكذلك المؤمنين من الأوس والخزرج ومن الأنصار الذين ناصروا رسول الله صلواتُ الله عليه وآله وسلم؛ ليست إلَّا قليل.

لقد جُرِحتُ بطيران العدوان الأمريكي السعوديّ في جبهة نهم خلال عملية استبسالية، وَفقدت عينَيَّ الاثنتين، والحمد لله وَما هو فضل مني ولا أقول إني قدمت شيئاً في سبيل الله، ونسأل الله أن يثبتنا في أن لا نكون ممن يَمُنُّ على الله سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَـى، فإذا منينا على الله؛ كون أعضائنا ليست ملكاً لنا سواء منّينا أَو لم نمن، وما يريده الله أن يأخذه منّا نحن مستعدون ونحن مسلِّمون تسليماً مطلقاً ليلَ نهارَ متى ما يريد الله ومستعدون أن نقدم بقية أعضائنا.

 

  • الجريح المجاهد أبو عابد، سمعنا عن زيارة الرئيس الشهيد صالح الصمَّـاد لكم.. حدثنا عن تلك الزيارة وَما هو شعوركم أمام تضحياته؟

نعم، شعوري بهذا اللقاء أننا أمام تضحيات رئيس الشهداء صالح الصمَّـاد لا شيء وأمام مسؤولياته واستشعاره للقضية لا شيء، وفي حبه لهذا الدين وهذا الشعب اليمني بأكمله لا شيء أمام تضحيات صالح الصمَّـاد سلام الله عليه.

وَأريد أن نقول: إننا في مرة التقينا بالرئيس صالح الصمَّـاد وهو يقول لنا “نحن ما طلعنا في هذه المسؤولية؛ مِن أجلِ أن نتريأس عليكم وإنما خدمة لأحذيتكم أيها الجرحى، ونحن لم نطلع في هذه المسؤولية إلَّا بفضل الله وبفضلكم وبفضل تضحياتكم”، وهو يقول لنا هكذا، ونحن نقول له: لك منا الوفاء والعهد بأن نسير على نهجه وعلى دربه.

ونقول للعدوان: “تبقى لدينا أن نقاتلَكم وهذا كرمٌ من الله سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَـى أن نقاتلَكم وهي نعمة كبيرة (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ) (قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ) فهؤلاء هم الأعداء، وقد أمرنا الله أن نجاهدَ الكفارَ والمنافقين، (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ۚ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ، وَبِئْسَ الْمَصِيرُ).

 

  • ما هي رسالتُكم لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي؟

نقولُ لسيدي عبدالملك وتاج رأسي وعَلَم الهدى: “لك منا الوفاء والعهد نحن رجالك ونحن جنودُك يا أبا جبريل، فو اللهِ إنا طيرانك المسيَّرُ في السماء ونحن صواريخك التي تقذفُ الأعداءَ، ونحن سيوفُك البتارة التي تنكل بها الأعداء، ونحن مسلِّمون لك ونحن البنادق وأنت الزناد، اضرب بنا حيثما تشاء وكيفما أردت، أشر لنا فقط إشارة لخوض هذه الأرض بأكملها، فلن نتراجع ولا نذل بإذن الله، فالمجاهدون في فلسطين منتظرون لنا ونحن بفضل الله من سيرفع عنهم المعاناة نحن اليمانيين، نحن جنودُك يا أبا جبريل سوف نطهّر القدسَ وسوف نرفع شعارنا بإذن الله وسطَ القدس وفي كُـلّ بقاع الأرض العربية والإسلامية”.

 

  • قبل الختام، ونحن في شهر رمضان.. كيف كنتم تعيشون الأجواءَ الرمضانية وأنتم داخل الجبهات؟

نعم، كانت أجواءً روحانيةً في شهر رمضان الكريم داخل الجبهات، وما صيام وما استغفار عملي وشكر عملي إلَّا داخل الجبهات مع روحية المجاهدين ومع روحية القرآن الكريم وهدى الله سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَـى، وتكبير في الجبهة مع صوت الإمام.

ونحن نكبّر على منابرنا في هذه المتارس العظيمة، ونحن ننكل بأعداء الله سواء في الليل أَو في النهار، وتشعر بأنك مع الله سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَـى، وتشعر بالرعاية الإلهية داخل الجبهة دون عطش ولا جوع ولا معاناة ولا أي شيء، وأنت مع رجال الله في مواطن العزة والكرامة، راحة وطمأنينة تشعر بأنك رجلٌ بمعنى الكلمة.

 

  • ما هي رسائلُك لكافة المجاهدين المرابطين في الجبهات؟

أقول لهم: اثبتوا ثباتَ الجبال الرواسي، فنحن معكم ونحن إلى جانبكم، ونحن نعاهدكم أيها المجاهدون في سبيل الله أننا نحن الجرحى لا نعرفُ الوهنَ ولا الاستكانة، ونحن منذ أن جُرحنا ونحن في رعاية الله وأصبحنا شامخين شموخَ الرواسي لا نعرف الضعفَ ولا الاستكانة، وإنما الضعف على أُولئك الأعداء، بل وإنما هي ربحٌ ونحن مع الله وليست خسارة، فليست هناك خسارة مع الله ابداً، وبإذن الله سنحشد لكم الرجالَ من أبناء الشعب اليمني وكل الشعب إلى جانبكم ومعكم ومن ورائكم؛ فزيدوا من التسبيح والاستغفار وذكر الله سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَـى.

وأوصيكم بوصيةِ الله سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَـى بالأمرِ بالمعروف والنهي عن المنكر، والارتباطِ بالملازم القرآنية التي تحَرّكنا من خلالها والتي لولاها بعدَ الله وبهدى الله ما كُنّا على هذا الشموخ وهذه العزة، والتطبيق لها والاستماع لتوجيهات السيد القائد وعدمِ التفريط، فسيدي عبدُالملك يحُثُّنا على هدى الله وذكرِ لله والتسبيحِ والاستغفارِ والارتباطِ بالله، فارتبطوا بالله أكثرَ، فنصرُ اللهِ آتٍ آتٍ بإذن الله والعدوّ مهزومٌ لا محالةَ بإذن الله.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com