تزايد المخاوف الأمريكية من اقتراب تحرير مأرب.. و “شماتة” إماراتية بالسعودية و “الإخوان”!

 

المسيرة | خاص

لا تُخفِي الولاياتُ المتحدةُ الأمريكية قلقَها المتعاظمَ من استكمال تحرير محافظة مأرب على أيدي قوات الجيش واللجان الشعبيّة؛ لما يمثله ذلك من هزيمة مدوية لتحالف العدوان الذي تديره، لكن يبدو أن الإمارات تحاول استثمار هذه الهزيمة؛ باعتبَارها هزيمة “سعودية – إخوانية” في المقام الأول، وذلك في إطار خلافات أبو ظبي مع الطرفين الأخيرين.

في هذا السياق، نقل السياسي الإماراتي، عبد الخالق عبد الله، المقرب من ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، عن “خبيرة أمريكية في الشأن اليمني” أنها “متشائمة وتعتقد أن مأرب توشك أن تسقط” بيد من أسماهم “الحوثيين”.

يأتي ذلك في إطار المواقف الأمريكية المعلنة التي تعبر عن قلق كبير من سيطرة قوات الجيش واللجان على مدينة مأرب، حَيثُ لا زالت واشنطن تضج، مطالِبةً صنعاء بوقف عملياتها العسكرية، بل وصل الأمر إلى تقديم “مبادرة” أمريكية تقايض وصول سفن الوقود وإعادة فتح مطار صنعاء جزئياً (مع بقاء الوصاية عليه) مقابل وقف التقدم في مأرب، إلى جانب وقف الضربات على العمق السعودي.

ومؤخّراً اعتبر تقرير لـ”معهد واشنطن لسياسيات الشرق الأدنى” المرتبط بالاستخبارات الأمريكية، أن سيطرة صنعاء على مأرب سيشكل انتصاراً فعلياً لها في الحرب مع تحالف العدوان بقيادة السعودية، مقترحاً على واشنطن أن تضاعف دورها العسكري في اليمن وتمارس ضغوطات متنوعة لمنع حدوث ذلك.

القلقُ من استكمال تحرير مأرب ليس أمريكياً فقط، بل غربيٌّ بشكل عام؛ لأَنَّ بقاء المرتزِقة في المحافظة يخدم مصالح العديد من دول الغرب الراعية للجماعات التكفيرية التي باتت تتخذ من مأرب وكراً رئيسياً لها، كما أن التحولَ الذي سيحدثه تحريرُ مأرب في مسار المعركة بشكل عام، سيؤثر على مصالح الدول الغربية الراعية لتحالف العدوان على أكثر من مستوى.

مع ذلك، يبدو أن الإمارات لا تريدُ تفويتَ هذه الفرصة لـ”الشماتة” في خصومها ومنافسيها ضمن معسكر “التحالف”، وهم السعوديون وجماعة “الإخوان” (حزب الإصلاح).

الإماراتي عبد الخالق عبد الله، حرص على الإشارة إلى ذلك فيما نقله عن الخبيرة الأمريكية حول “سقوط” مأرب التي قال إن “الإمارات قدمتها على طبق من ذهب لقوات حكومة هادي”، في تلميح واضح بأن الهزيمة في مأرب هي هزيمة “سعودية – إخوانية”.

ليس من الغريب صدور هذا الموقف من الإمارات التي عبر مسؤولوها وإعلامُها أكثرَ من مرة عن وجود أجندة خَاصَّة لها في اليمن، بمعزل عن “التحالف” الذي تقوده السعودية، وليست هذه “الأجندة” خفيةً، فإنشاء ما يسمى “المجلس الانتقالي” وما صاحب ذلك من صراع كبير مُستمرٍّ حتى الآن بين وكلاء تحالف العدوان، يعبر بشكل واضح عن الأهداف الإماراتية الخَاصَّة، إضافة إلى اعترافات مسؤولي وقيادات “الإصلاح” التي تصف الإمارات بأنها محتلّةٌ وأنها تسعى للسيطرة على الموانئ والمناطق النفطية وترعى “الانفصال”.

ولم تكن مأربُ بعيدةً عن هذا الصراع، إذ شهدت مدينةُ مأرب مواجهاتٍ وتصفياتٍ بين أتباع الإمارات بقيادة المرتزِق “صغير بن عزيز” ومرتزِقة حزب الإصلاح، وقد عبّر الأخيرُ عن غضبه من فصائل المرتزِقة التابعة للإمارات؛ لأَنَّها “تركت مأربَ تقاتل وحدَها” ولم تقم بإشعال الجبهات الأُخرى (على رأسها جبهة الساحل الغربي)؛ لتخفيف الضغط عن مأرب، وكان الردُّ الإماراتي بإعلان إرسال “قافلة غذاء” إلى مأرب!

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com