تفاعل رسمي وشعبي واسع لحملة النظافة بأمانة العاصمة

أمين العاصمة: تفاعل المواطنين ومشاركتهم في حملة النظافة يعكس التزامَ اليمنيين بهُــوِيَّتهم الإيمانية وثقافتهم القرآنية

شيخ أحفاد بلال: لمسنا تجاوباً من عقال الحارات والتجار والموظفين والكل كان يعمل كخلية نحل واحدة

عمال النظافة يشكرون قائدَ الثورة السيد عبد الملك الحوثي على إطلاق الحملة

 

المسيرة: منصور البكالي

لاقت دعوةُ قائد الثورة، السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، للقيام بحملات نظافة واسعة استقبالاً لشهر رمضان المبارك، تفاعلاً كَبيراً من قبل الجهات الرسمية والشعبيّة في صنعاء وبقية المحافظات.

وشهدت أحياءُ وشوارع وأزقة صنعاء، يوم أمس، حملةَ نظافة واسعةً؛ لتدشّـن بذلك أياماً من النظافة الواسعة للعاصمة وجعلها مدينة مميزة ونظيفة كباقي مدن العالم.

وفي هذا السياق، أشاد أمين العاصمة حمود عباد، بتفاعل المواطنين ومشاركتهم الفاعلة في حملة النظافة، مؤكّـداً أن ذلك يعكس مدى الوعي المجتمعي بالحفاظ على النظافة كسلوك حضاري وثقافي، ومطالباً باستمرار المشاركة المجتمعية في الحفاظ على النظافة والالتزام بمواعيد إخراج المخلفات بما يسهم في تحسين خدمات النظافة.

وثمّن عباد في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” تجاوب المواطنين وتفاعلهم مع الجهات الرسمية في حملة النظافة التي شهدتها غالبية أحياء وشوارع أمانة العاصمة صنعاء، وبقية المحافظات، مُضيفاً بقوله: “بفضل الله وبفضل الوعي الشعبي والاستجابة لتوجيهات قائد الثورة حفظه الله شهدت عموم أحياء وشوارع أمانة العاصمة صنعاء ومنذ الصباح الباكر مشاركة واسعة للمواطنين ومختلف الجهات الرسمية، بالشكل الذي عكس هُــوِيَّتنا الإيمانية وثقافتنا القرآنية”.

 

تجاوب غير مسبوق

بدوره، قال شيخ مشايخ أحفاد بلال، الشيخ سعد الجمل: “لمسنا تجاوباً من المواطنين بشكل غير مسبوق، وكان جميع الأهالي -بما فيهم عقال الحارات والتجار والمسؤولون وموظفون بالدوائر الحكومية والقطاع الخاص- متفاعلين مع الحملة ومتجاوبين مع عمال النظافة ويعملون كخلية نحل واحدة، محقّقين إنجازاً مشهوداً على الميدان.

ودعا الشيخ الجمل في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” الإخوة المواطنين بأهميّة إخراج القُمامة إلى أماكنها المخصصة والتعاون مع عمال النظافة بإخراجها وقتَ سماع أصوات سيارات النظافة أَو إلى البراميل، آملاً أن يقومَ بإخراج القمامة الناسُ الكبارُ ومنع تكرار الاعتماد على الأطفال في إخراجها الذين بدورهم يرمونها في الشوارع وجوار البراميل دون أي اهتمام بمنظر الشارع والحي الذي يسكنون فيه.

ويؤكّـد الجمل بقوله: “منظرُك يبدأ من شارعك فاذا كان شارعك نظيفاً فبيتك أنظف، أما إذَا كنت تنظف بيتك وتوسخ الشارع فهذا أُسلُـوب غير حضاري ويتنافى مع الذوق العام ويشكل عائقاً إضافياً على عمال النظافة المحدودين في عددهم مقارنة بالتوسع العُمراني للعاصمة صنعاء وتمدد شوارعها وما تتطلب من جهود ومعدات إضافية لتحقيق مبدأ النظافة وعكس الصورة الإيمانية التي هي من ديننا الحنيف”.

وطالب الشيخ الجمل الجهات المختصة بزيادة المعدات وصيانة الموجود منها وأهميّة مراجعة كشوفات عمال وموظفي صندوق النظافة الذين لا يتجاوز عدد الموظفين فيه من عمال نظافة وإداريين 5000 عامل، وأسماء البعض منها توفوا، والبعض منها متقاعدون، والبعض منها أُصيبوا بحوادثَ ومقعدون عن العمل، إضافة إلى الأسماء الوهمية هنا وهناك”.

ويلفت الجمل إلى أن التوسعَ العُمراني وعدد النازحين من المحافظات الأُخرى يمثل عبئاً إضافياً على زيادة القمامة ورمي المخلفات في الشوارع والأحياء السكنية، وهذا يتطلب زيادة في العاملين، مُشيراً إلى أنه لا يوجد توظيف جديد للعاملين في هذا المجال ولا زيادة في المعدات.

من جانبه، وجّه عامل النظافة، عبده محمد سالم، شكره لتعاون الإخوة المواطنين معهم في هذا اليوم، معبراً عن امتنانه الكبير لقائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي على إطلاق هذه الحملة ودعوة الناس لمساعدة عمال النظافة لجعل صنعاء مدينةً نظيفة، متمنياً بأن يستمرَّ مثل هذا التعاون ومثل هذه الحملات بالشهر مرة أَو مرتين.

وحَثَّ سالم المواطنين بأن يهتموا بتجميع القمامة في أكياس ويضعوها في البراميل المخصصة لها، وإخراجها عند سماع صوت القلاب الخاص تجنباً من بقائها متراكمة على الأرصفة العامة وجوار الأشجار والبيوت، لتأتي بعد ذلك الكلاب والقطط بتفريقها ونثرها في اتّجاهات مختلفة وتشوه الصورة الحضارية والجمالية للشارع العام وللحي من ناحية ومن ناحية توحي بتقصير العاملين في مجال النظافة.

ويلخص العامل سالم في حديثه لصحيفة “المسيرة” المشكلة المستدامة التي يعاني منها عمال النظافة بقوله: “عندما نخلص من هذا الرصيف أَو ذاك يقوم المواطن بإخراج قمامته بعد مغادرتنا بدقائق فنعود إلى ذات المكان ونشاهد زحمة جديدة من المخلفات مكدسة في ذات المكان، وهذا سببه عدم التزام المواطن بالموعد المحدّد في الساعة الثامنة صباحاً، والثالثة عصراً، والساعة السابعة والنصف مساءً”.

ويضيف سالم “نأمل من الجهات المختصة إعادة النظر في رواتبنا التي لا تغطي إيجار دكان وحمام نعيل فيه أسرنا، كما نأمل من القيادة السياسية التعجيل بتنفيذ توجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- المتعلقة بإصلاح أوضاعنا والاهتمام بشريحة أحفاد بلال الذين يعملون اليوم جنوداً في جبهة النظافة ومجاهدين في جبهات وميادين الجهاد المقدس”.

أما الحاجةُ جمهورية سعيد، عاملة نظافة في الأربعين من عمرها، فتقول: “نزلت كُـلُّ الطواقم وشهدنا تعاوناً لجميع أصحاب المحلات التجارية، ولكن نحن نعاني من مشكلة أن المواطن يخرج القمامة بعد مرور القلاب والعاملين وهذا يحتاج إلى ضوابط قانونية رادعة على المواطن ورصد مخالفات لمن يرمي القمامة في غير المكان المخصَّص لها”.

من جانبه يقول الحاج حسن، عامل نظافة يبلغ من العمر 45 عاماً: “نشكر توجيهاتِ قائد الثورة الذي هو قريب من قلوبنا ويعبر عن تطلعاتنا ومهمومٌ ببناء هذا الشعب من منطلق الشعور بالمسؤولية، ونأمل من الجهات ذات العلاقة ومن جميع الإخوة المواطنين الالتزام بتعاليم وإرشادات صندوق النظافة، لنقدم للعالم صورة إيمانية يمانية عن شعبنا وأمتنا وثقافتنا وحضارتنا”.

 

الوقاية خير من العلاج

وفي سياق متصل، يقول الدكتور خير الله المطري: جاء تدشين حملة النظافة المتزامنة مع قدوم شهر رمضان وقوى العدوان تسعى بكل جهد لإدخَال فيروس كورونا المستجد والتي لطالما حاولت إدخَالَه إلينا بشتى الوسائل، ولكنها فشلت وستفشل أمام وعي شعبنا وحكمة قياداتنا الثورية والسياسية واهتمامها بأهميّة النظافة كعامل أَسَاسٍ للتخلص من الكثير من الأمراض المعدية التي تنتقل من شخصٍ إلى آخر عن طريق المصافحة أَو الأكل والشرب و…!

ويؤكّـد المطري في حديثه لصحيفة “المسيرة” أن النظافة اليومية للجسم والملبس والمسكن يطهّر المجتمع ويجنِّبُهُ الكثير من الأوبئة والفيروسات الدقيقة”، معتقداً أنه إذَا كانت النظافة من الإيمان وإزالة الأذى عن الطريق شُعبةٌ من شعب الإيمان فهي مصدرُ وقاية من الكثير من الأمراض والأوبئة، والوقايةُ خيرٌ من العلاج.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com