وكيل قطاع المرأة بوزارة الشباب والرياضة هناء العلوي في حوار خاص لـ “المسيرة”: المرأة اليمنية سجلت صموداً أُسطورياً وَالعدوان الأمريكي السعودي فشل أخلاقياً وسياسياً وعسكرياً في استهداف النساء في اليمن

المسيرة- حاورها / محمد حتروش

وصفت وكيلةُ قطاع المرأة بوزارة الشباب والرياضة، الأُستاذة هناء العلوي، الصمودَ اليمني بـ “الأُسطوري”، معتبرة أنه يسجّل في أنصع صفحات التاريخ وأنه بات على لسان العرب والعجم.

وأكّـدت العلوي في حوار خاص مع صحيفة “المسيرة” أن المرأةَ اليمنيةَ لعبت دوراً كَبيراً في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي على مدى ستة أعوام، وذلك كونها الأم التي دفعت بولدِها والزوجة التي دفعت بزوجها والأخت التي دفعت بأخيها نحو جبهات العزة والكرامة، وأنها بذلت الغاليَ والنفيسَ في سبيل الذود والدفاع عن الوطن، مؤكّـدةً أن المرأةَ اليمنيةَ كان لها الدورُ الكبيرُ في إفشال مخطّطات العدوان والتغلب على الحرب الناعمة وذلك من خلال الهُــوِيَّة الإيمانية والتسلح بالثقافة القرآنية.

إلى نص الحوار:

 

  • ونحن نلجُ العامَ السابعَ من الصمود الأُسطوري اليماني في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي… كيف تقيِّمين صمودَ الشعب اليمني في مواجهة العدوان للعام السابع على التوالي؟

صمودُ الشعبِ اليمني على مدى ستة أعوام يُعتبَرُ “أُسطورياً”، وسيخُطُّه التاريخُ لكل يمني حُرٍّ غيورٍ على وطنه، وهو صمودٌ أذهلَ العالَمَ العربيَّ والإسلامي، وباتوا يتحدثون عنه عن طريق عبر مفكرِّيهم وناشطيهم وفي وسائل إعلامهم المختلفة، يتحدثون عن الصمود اليمني وشجاعة اليمني وتضحياته وبسالته ووعيه الكامل لمخطّطات دول العدوان ومن خلفها أمريكا وبريطانيا وإسرائيل.

لقد بات الصمودُ اليمني على لسان العرب والعجم، على الرغم أنه لا يوجدُ أيُّ تكافؤ في المعركة من حَيثُ السلاح والمال والقوة البشرية إلَّا أننا وبعون الله وصمود الأحرار وعدالة القضية وعدالة الحق المشروع في الدفاع عن أرضنا وثروتنا وعرضنا تغلبنا على عدوانهم وانقلبت موازين المعركة.

 

  • ما الدور الذي لعبته المرأة اليمنية لتعزيز حالة الصمود هذه؟

المرأة اليمنية لعبت دوراً كَبيراً في مواجهة العدوان على مدى ستة أعوام، فهي الأم التي دفعت بولدها والأخت التي دفعت بأخيها والزوجة التي دفعت بزوجها نحو جبهات العزة والكرامة للتصدي للعدوان ومرتزِقته في مختلف الجبهات، وكذلك لا ننسى الموقفَ المشرِّفَ حينما تستقبل المرأة اليمنية قريبَها الشهيدَ بالزغاريد والورود وهي التي بذلت الغالي والنفيس في سبيل الذود والدفاع عن الوطن.

 

  • سعت وسائلُ الإعلام الموالية للعدوان خلال سنوات العدوان لتشويهِ صورة المرأة اليمنية بعدة وسائل.. كيف أثّر ذلك على توجّـهكن لمواجهة العدوان؟

أستطيعُ القولَ إن المرأةَ اليمنيةَ، وخُصُوصاً في المحافظات الواقعة تحت قيادة المجلس السياسي الأعلى بصنعاء، استطاعت إفشالَ مخطّطات العدوان وجعلته يعجزُ عن تحقيق أي إنجاز، وإن كان هناك محاولة إلَّا أن المرأة اليمنية بوعيها وبثقافتها وبفكرها وبأخلاقها وبقيمها تجاوزت كُـلّ المستنقعات التي نصبها الأعداء وشكلت حاجزاً منيعاً، ومن خلال نشر الوعي استطاعت المرأة اليمنية التصدي لتلك الوسائل القذرة بكل صمود وتَحَدٍّ.

 

  • ما أبرز ما تعانيه المرأة اليمنية في ظل استمرار العدوان والحصار؟

المرأةُ تعاني الكثيرَ من المصاعِبِ والتحديات، ومن أبرزِ المعاناة الإنسانية المتمثلة في غياب البنزين وانعكاساته على المعيشة؛ بسَببِ احتجاز المشتقات النفطية وكذلك انقطاع الغاز المنزلي الذي شكل تحدياً كَبيراً للمرأة واتّجاه المرأة نحو البدائل مثل إيقاد الحطب، وكذلك انقطاع الراتب بعد نقل البنك المركزي مثّل أَيْـضاً صعوبةً كبيرةً؛ لأَنَّ أغلبَ الأسر وخُصُوصاً في المدن تعيشُ على الراتب.

إنَّ الإرهابَ والفزعَ الذي تستخدمُه دولُ العدوان في عدوانها واستهداف المرأة في بيتها وَمزرعتها وَمدرستها وصالة الأعراس والمناسبات كذلك وَفقدان الأب والزوج والابن مثّل تحدياً أَيْـضاً للمرأة اليمنية؛ لأَنَّها تحملت مسؤوليةً كبيرةً، إضافةً إلى أن وضعية ذويها من الأسرى لدى دول العدوان فهي لا تعلم هل هو حي أَو ميت، كذلك ما يصلها من أخبار التعذيب حتى الموت داخل سجون المعتدي يمثل أكيداً قلقاً وتحدياً، ومع كُـلّ هذه التحديات استطاعت المرأة اليمنية التغلب عليها بكل صمود ومثلت النموذج القرآني والإسلامي الحقيقي والأصيل بكل قوة وفخر وحولت كُـلّ هذه التحديات إلى بدائل وفرص وعزيمة في الدفع بذويها نحو جبهات الصمود لكي تكون شريكة في رسم المستقبل الزاهر والنهوض بالوطن وفي جميع مجالاته واستقلال قراره السياسي والاقتصادي والأمني والحفاظ على سيادته.

 

  • إحصائيات مروِّعة لضحايا العدوان من المدنيين بما فيهن النساء.. كيف تفسرين الصمت الدولي تجاه ما يحدث للمرأة اليمنية من انتهاكات من قبل العدوان؟

الصمتُ الدولي وموقفُ الأمم المتحدة هو موقفٌ مخزٍ كشف حقائقهم وفضح شعارتهم وعناوينهم الرنانة باسم حقوق المرأة والطفل، واتضح أن قوانينهم والمواثيق الدولية مُجَـرّد حبر على ورق، بل لم يقتلوا المرأة والطفل اليمني بصمتهم فقط ومواقفهم الزائفة وإنما هناك الكثير من الدول الأعضاء في مجلس الأمن والأمم المتحدة شاركوا في القتل والتدمير من خلال بيع الأسلحة المختلفة والمشاركة المباشرة والدعم اللوجستي وصدور القرارات والمواقف والبيانات السياسية التي تشجع دول العدوان في الاستمرار بعدوانها وتكون بمثابة الغطاء.

 

  • سميرة مارش.. ماذا تعني لَكُنَّ كناشطات يمنيات؟

سميرة مارش امرأة يمنية تعرضت لاختطافٍ مخيفٍ مخالفٍ للأعراف المجتمعية، واختطافها يمثل وصمةَ عارٍ لمرتزِقة دول العدوان الذين وصلت بهم الحقارة إلى اختطاف النساء تحت عناوين زائفة، وجميع النساء تدين وبقوة هذا التصرف.

وأقول لمرتزِقة العدوان: لقد فشلتم أخلاقياً إلى جانب فشلِكم السياسي والعسكري والأمني باستهداف النساء والأطفال.

 

  • كيف تقارِنُ الأُستاذة هناءُ العلوي بين واقع المرأة اليمنية في مناطقِ سيطرة المجلس السياسي الأعلى بصنعاء والمناطق المحتلّة؟

مقارنتي بين الواقعِ الذي تعيشُه المرأةُ في المحافظات الواقعة تحتَ إدارةِ المحلس السياسي وبين الواقعِ الذي تعيشُه المرأةُ في المحافظاتِ المحتلّة.. هناك فَــرْقٌ كبيرٌ، فنحنُ -ولله الحمدُ- نعيشُ الأمنَ والاستقرارَ والحريةَ والكرامة والعزة، ونمارس الحياة بشكلها الطبيعي. بينما واقعُ المرأة في المحافظات المحتلّة تعيشُ القلقَ والخوفَ على مدار اليوم والساعة، تعيش خوفَ الاختطاف لذويها وأطفالها، فهناك تقاريرُ وإحصائياتٌ تم نشرُها تتحدَّثُ عن عشراتِ الاختطافات للنساء والأطفال، كذلك اختطافُ الشباب وإخفاؤهم وتعذيبُهم في سجون الإمارات، وزعزعة الأمن وبالتفجيرات والاغتيالات الواقعة لذويها، إلى جانب معاناتِها المختلفةِ المتمثلةِ في الفزعِ والنهبِ وسرقةِ المواطنين، وغيرِها من المعاناة..

 

  • برأيكم أُستاذة هناء وفي ظل العدوان والحصار المفروض على بلادنا.. ما الذي تحتاجُه المرأة اليمنية لتجاوز التحدياتِ والمصاعب؟

ما تحتاجُه المرأةُ اليمنيةُ هو تعزيزُ الارتباطِ بالله سبحانَه وتعالى وترسيخُ الوعي القرآني الذي كان السندَ والعَونَ على الصبرِ والثباتِ والاستمرارِ في تقديم التضحيات حتى يكتُبَ اللهُ لنا النصرَ، إضافةً إلى تفعيلِ دورِ المرأة العظيم في تنمية البلد والمشاركة الحقيقية في أهمِّ الجبهات الجبهة الاقتصادية، إضافةً إلى ما قدَّمت من عطاءٍ في الجبهة العسكرية.

 

  • كيف أثّر العدوان والحصار على وزارة الشباب والرياضة؟

وزارة الشباب والرياضة كغيرها من الوزارات تعرضت لخسائرَ ماديةٍ وبشرية جسيمة، وبحسب المؤتمر الصحفي الصادر عن الوزارة فَـإنَّ “قصف العدوان أَدَّى إلى استشهاد 129 يمنياً من كوادر ومنتسبي الحركة الرياضية والشبابية منذ بداية العدوان على اليمن”.

وَقدّرت وزارة الشباب والرياضة خسائرَها المادية “بنحو مليار دولار، باستهداف طائرات العدوان للمنشآت الرياضية والشبابية.

وذكر المؤتمر قصف أكثر من 108 منشآت رياضية تعرضت للتدمير الكلي والجزئي في المحافظات اليمنية.

 

  • كلمة أخيرة لكم؟

رسالتي هي لأحرار اليمن في جبهات العزة والكرامة: نقبِّلُ أقدامَكم يا من رفعتم رؤوسَنا، وصنعتم المعجزاتِ بعون الله وتأييده وفضل القيادة الحكيمة المتمثلة في قائدنا وقدوتنا قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي حفظه الله ورعاه.

وإلى كُـلِّ أم وزوجة شهيد: أنتن سيداتُ نساء اليمن بل ونساء العالمين في هذا العصر، وأنتن القُدوةُ الحسنةُ، وأنتن النموذجُ الذي يُحتذَى به.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com