6 أعوام من الصمود في وجه قوى العدوان والاستكبار العالمي

 

عبدالإله محمد الشامي

دون أي مبرّر للعدوان على شعب يمن الإيمان فوجئ في 26 من مارس 2015 بقيام مملكة الشر والهمجية السعوديّة بعدوانها السافر والغاشم والمباشر على اليمن واليمنيين بُغياً وظلماً وعدواناً مستخدمةً طائراتِ الصهاينة والأمريكان ومستعينة بذيولهم وعبيدهم من الأعراب المنافقين وعلى رأسهم النظام السعوديّ وَالنظام الإماراتي، وإعلان ذلك العدوان الظالم من واشنطن وعلى لسان وزير الخارجية السعوديّ كما هو معلومٌ، ولم يكن أحد يتخيل أَو يظن أن العدوانَ السعوديّ الأمريكي الإماراتي سيستمر في عدوانه الغاشم على اليمن الشهر أَو الشهرين، وهذا الاعتقادُ ليس من منطق القوة وموازين القوى ولكن من الناحية الإيمانية والإنسانية والأخوية وحق الجوار من دولة جارة بينها وبين اليمن أكثر من ألف كم من الحدود ومشترك تاريخي يشمل الأرض والإنسان، خُصُوصاً وأنه لم يصدر من اليمن أي عدوان أَو تدخل على الأراضي السعوديّة أَو نظامها القائم على الإطلاق، وها هو العام السادس يمضي والسابع على الأبواب وعدوان الحقد وطغيان الشر مستمرّ لم يحصد العدوّ منه غير الخيبة والهزيمة والانكسار والسقوط الأخلاقي والسياسي والعسكري للنظام السعوديّ أمام الصبر والصمود اليماني في الميدان والتطور العسكري الاستراتيجي الذي وصل تأثيره إلى عمق النظام السعوديّ الاقتصادي والسياسي والاجتماعي.

ستة أعوام واليمن يتعرض لأبشع عدوان “سعوديّ إماراتي وصهيوأمريكي” مع تحالف وتواطؤ وإسناد ودعم من أغلب الدول الاستعمارية القديمة والحديثة والأنظمة العملية والخانعة الإسلامية والعربية خُصُوصاً وسائر المنظمات الدولية وعلى رأسها ما تسمى بالأمم المتحدة والتي تحولت الأخيرة إلى غطاء لجرائم دول العدوان والحصار ومشرعنة، لها بصمتها ومزعوم قلقها الذي لا يسمن ولا يُغني من الكارثة الإنسانية الأسوأ في العالم، حسب تقارير وتصريحات مسؤوليها.

ست سنوات من الانتهاك السافر الفاجر الغادر لكل القيم والمبادئ والشرائع السماوية والقوانين والمواثيق الإنسانية انتهكت فيها الحرمات وارتكبت الجرائم والموبقات.

ست سنوات من حصار ظالم برا وبحرا وجوا لم يسبق له مثيل في التاريخ القديم والحديث، حصار لشعب بأكمله ومصادرة لثرواته وموارده الاقتصادية بقصد إفقاره وتجويعه للرضوخ والاستسلام والتخلي عن سيادته وحريته واستقلاله، وقتل متعمد لكل المرضى والجرحى وأصحاب الأمراض المستعصية بمنعهم من السفر للعلاج بالخارج أَو السماح بدخول الأجهزة الطبية وحتى قطع غيارها وَالأدوية الضرورية لأمراض القلب والغسيل الكلوي وغيرها.

ست سنوات واليمن في مواجهة قرن الشيطان وأولياء وأتباع وجنود الشيطان من صهاينة وأمريكان.

ست سنوات تم التمييز بين الخبيث والطيب والمؤمن والمنافق والصادق من الكاذب والوطني والعميل والمرتزِق والأمين والخائن، وتجلت فيها الآيات البينات والدلائل والمعجزات والدعوات المباركات لليمن من النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

ست سنوات راينا فيها من الصبر والصمود والثبات والإقدام والشجاعة والتضحية والإيمان والثقة واليقين والتصديق بوعد الله بالنصر والتمكين للمؤمنين ما تعجز عن تسطيره الأقلام والصحف.

ستة أعوام شهدنا وشاهد العالم فيها من المواقف الإيمانية والبطولات الأُسطورية والألطاف الإلهية الربانية ما يحير العقول والألباب من فتية آمنوا بربهم وعدالة قضيتهم وصدقهم بما عاهدوا الله عليه اندفعوا غير مبالين بقلة الزاد وضحالة العتاد إلى ميادين الجهاد وواجهوا أكبر الجيوش وأضخم وأحدث الأسلحة واقتحموا بأقدامهم الحافية وصدورهم العارية كُـلّ سهل وجبل وموقع ومعسكر وبرزوا لمواجهة الإبرامز بالبندقية الكلاشنكوف وألقموها من فمها واعتلوا على ظهرها ليدوسوها بأرجلهم ويقود الفرد منهم عشرات الأسرى ويسوقهم أمامه سوق الراعي لغنمه، فكانوا بحق معجزة العصر الحديث التي حيرت كُـلّ مراكز البحث والدراسات العسكرية وما عملية (البنيان المرصوص) عنا ببعيد وغيرها من العمليات البطولية في جبهات الداخل والحدود.

ست سنوات من الإبداع والإنتاج والتصنيع والتطوير العسكري الاستراتيجي لكافة متطلبات الدفاع والردع للعدو وبما يسقط ويبطل فاعلية سلاحه الجوي ومنظومات دفاعه الجوية الحديثة والمتطورة كما هو حالها مع طيراننا المسيَّر وصواريخنا البالستية بمختلف مسمياتها ومدَياتها والتي طالت العمق السعوديّ، وما العملية السادسة وعملية 6 شعبان التي استهدفت شركة أرامكوا بالرياض بست طائرات مسيرة لم يكشف عن نوعاها حتى الآن عنا ببعيد، وما كشفت عنه دائرة التصنيع العسكري بالقوات المسلحة في معرض (الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي) الأخير من أنواع المسيرات الحديثة والصواريخ البالستية والألغام البحرية والمدافع والقناصات والبنادق المتطورة والتي صنعت بأيادٍ يمنية امتلكت العلوم العسكرية وترجمتها إلى عمل وَسباق تكنولوجي في ميدان الصناعات العسكرية للدول والشركات العالمية المصنعة ولدينا المزيد مما لم يظهر في المعرض، كما أشار إلى ذلك المختصون.

ست سنوات واليمن العزيز يتحدى الطغيان والاستكبار العالمي في الميدان وفي السياسة والحوار ويحقّق الانتصارات ويجرع دول العدوان الهزائم والانكسارات ويقربها من الانهيارات الاقتصادية ومشاريعها الاستثمارية التي يحلب منها العدوّ الأجنبي بصموده وثباته وبأسه تحت قيادة مؤمنة حكيمة رشيدة شجاعة بصيرة واثقة ومتيقنة بنصر الله ومتوكلة عليه، جمعت خصال القيادة القوية والأمينة والحافظة والعالمة للقرار الصائب والإدارة للصراع بوعي وبصيرة والنصح الصادق حتى للعدو نفسه، فشدت إليها قلوب المؤمنين والمؤمنات الصادقين، قيادة آمنت بربها وسلكت سبيله واستعانت به وأتبعت هديه، وطبقت آيات الذكر الحكيم وتذكر به في محاولة تغيير الواقع الأليم بما ينفع الناس في الدنيا ويوم الدين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com