رئيس هيئة شؤون القبائل الشيخ حنين قطينة في حوار خاص مع صحيفة “المسيرة”: أغلبُ الناس في عبيدة ضد العدوان ومراد والجدعان تحرّرتا بفضل الله وتعاون وجهاء ومشايخ المنطقة قيادتُنا تخافُ الله كَثيراً وهي حريصةٌ على صون الدم اليمني ومراعاة مصالح الشعب وهذا يغيظ العدوان الأمريكي السعودي الذي يسعى لقتل الشعب اليمني المسيرة – حاوره إ

القوى الاستعمارية العدائية لم تتمكّن من اختراق القبيلة اليمنية ولهذا ظل اليمن من أكثر الشعوب العربية أصالةً وكان وسيظل أصل العرب

تحالف العدوان لا يسعى إلا لخراب البلاد وهلاك العباد وعلينا أن نتوحدَ جميعاً تحت راية قيادتنا السياسية الوطنية الحكيمة وأن نغلِّبَ مصلحة الوطن على مصالحنا الشخصية

أعطينا مشايخ مأرب المخدوعين الأمانَ لهم ولأفراد قبيلتهم ونحن حريصون على أرواحهم من أية مغامرات أَو مجازفة خاطئة

هناك تفاعَلٌ كبيرٌ وصل إلى استجابةِ شخصيات لم نكن نعتقدُ أنها ستتفاعلُ معنا؛ بسَببِ الهالة الإعلامية الكبيرة التي اعتمد عليها تحالف العدوان للتضليل والخداع

لا يوجدُ في المناطق الواقعة تحت سيطرة الاحتلال أية مشاريع خدمية أَو تنموية حقيقية على الإطلاق

قيادتُنا تخافُ اللهَ كَثيراً وهي تستطيعُ أن تبنيَ وطناً حقيقيًّا حراً وقوياً وأن ترعى مصالح الشعب كما أمر الله عز وجل

مراد والجدعان تحرّرتا بفضل الله وتعاون وجهاء ومشايخ المنطقة ومن كان يأخذ النساء بأفعاله المشينة قتله الله ومن أراد مثله الفعل فقد خاب وخسر

ما حدث من تصفيةٍ جماعيةٍ لآل سبيعيان عمل شائن ودخيل يمثل ثقافة استخباراتية بريطانية تبيح القتل الجماعي وتسعى لإرهاب الناس

أبناءُ المهرة مثّلوا القبيلةَ اليمنيةَ التمثيلَ الصحيحَ وهم نموذجٌ للقبيلة القادرة على مواجهة مخطّطات العدوان

السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يشدّد دائماً على صون الدم اليمني وهذا يغيظ العدوان الأمريكي السعودي الذي يسعى لقتل الشعب اليمني

الشعب اليمني دفع فاتورة التحرّر وسنستمر في دفع الثمن حتى الحصول على استقلال قرارنا السياسي وتعزيز هُــوِيَّتنا الإيمانية

أقول للمخدوعين: عليكم العودة والاعتراف بأنكم أخطأتم بحق وطنكم وشعبكم والاعتراف بالحق فضيلة

براهيم العنسي

أكّـد رئيسُ هيئة شؤون القبائل، الشيخ حنين قطينة، وقوفَ غالبية قبائل مأرب إلى صف الوطن والجيش واللجان الشعبيّة في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي على بلادنا لما يقارب العام السابع على التوالي.

وشدّد الشيخ قطينة في حوار خاص مع صحيفة “المسيرة” على التواصل والتنسيق مع شيوخ ووجاهات مأرب واستعدادهم للوقوف في خندق واحد لدحر العدوان الصهيو أمريكي الغاصب وأدواته من الأراضي اليمنية، مُشيراً إلى مساعي الغرب ومرتزِقتهم لاستهداف قيم وأعراف وَأخلاق القبيلة اليمنية الأصيلة منذ قرون؛ بهَدفِ تمييعِ الأجيال وانسلاخها عن قِيَمِها الأصيلة.

وأكّـد الشيخ قطينة استعدادَ قبائل عبيدة للمشاركة في تحرير مأرب وإشعال المقاومة في المناطق التي لا تزال تحتَ سيطرة العدوان من محافظة مأرب، منوِّهًا إلى حرصِ القيادة السياسية على أرواح أبناء القبائل وعدم التسرُّعِ في تحَرُّكِها حتى اقتراب قوات الجيش واللجان الشعبيّة من مناطق تلك القبائل، داعياً المغرر بهم في مأرب وغيرها للعودة إلى الصف الوطني بعد أن تكشفت للجميع أهدافُ العدوان وإصرارُه على إنهاك وقتل اليمنيين من الطرفين.

الى نص الحوار:

 

– بدايةً شيخ حنين كيف تقيّم دورَ القبيلة في الدفاع عن ثورة 21 سبتمبر التي مثلت نموذجاً حقيقياً لثورة الخَلاص من الارتهان للآخر والسعي لاستقلال القرار؟

دورُ القبيلة حاضرٌ منذ بداية الثورة في كُـلِّ الجبهات والمحاور، وُصُـولاً إلى تحرير مأرب، فالقبيلة وأبناؤها متصدِّرون جبهات العزة والكرامة بالرجال وقوافل العون والمدد وَكُـلّ فعالية تسند وتدعم الصمود اليمني الأُسطوري ضد العدوان الباغي القبيلة أَسَاسها، ولعل الجميعَ يشاهدُ عبر وسائل الإعلام المرئية ذلك التفاعلَ المعبر عن عزة وكرامة اليمنيين حتى على مستوى التنمية تجد القبيلة حاضرة.

 

– تظل النظرةُ للقبيلة بأنها لا تزال تمثلُ سياجَ الحفاظ على القيم والأعراف والمبادئ التي حاولت الحداثة أن تنالَ منها.. ألا ترى في ذلك أنه ساهم في تعزيز وحدة الداخل اليمني؟

دورُ القبيلة مستمرٌّ لم يتوقف، أَو يقتصرُ على جهة تنظم دورها التاريخي النضالي، فدستور وقانون القبيلة العريق ظل ذلك السياج الذي لم يستطع العدوان والعالم الغربي أن يتخطاه إلى أبناء وأفراد القبيلة وأعرافهم وقيمهم الأصيلة.

الغرب منذ عقود، بل منذ قرون يسعى جاهداً لتغيير أعراف وقيم وأخلاق الشعب ومنه القبيلة التي تشكل السواد الأعظم بأصالتها والتي تعبر عن أصالة الشعب اليمني، لكن تلك القوى الاستعماريةَ العدائيةَ للأُمَّـة لم تستطعْ أن تخترقَ هذه القيم أَو أن تصل لتمييع أبنائه كما تفعل مع الشعوب الأُخرى، ولهذا ظل اليمن من أكثر الشعوب العربية أصالةً، بل إنه الأصالة ذاتها فاليمن كان وسيظل أصلَ العرب.

والحقيقةُ أنه ما كان هذا التكالب على اليمن، إلا بهَدفِ اختراق هذا النظام القبلي الأصيل، ومع تعاقب الزمان وتغير الأيّام ظلت هذه القيم والأعراف والمبادئ راسخة.

 

– ماذا عن دور القبيلة في جبهة مأرب شيخ حنين قطينة.. كيف أسهمت في تقدُّمِ عملية تحرير المحافظة؟

القبيلةُ دورُها فعالٌ وقويٌّ مثلُ بقية الجبهات والمحاور، وَفي ظل تواصُلِنا الدائم مع إخواننا بمأرب، سواء أبناء مأرب من مشايخ ووجهاء وشخصيات اجتماعية وغيرها، أَو من قدموا إلى هذه المدينة كمرتزِقة أَو مخدوعين.

 

– على أَسَاس ماذا يتم التواصل مع هؤلاء؟

على أَسَاس أننا جميعاً أبناءُ بلد واحد، وأنَّ العدوَّ لا يريدُ سوى استنزاف قوانا وقتلِنا من الطرفين، وما كانت إطالة العدوان واستمراره في عامه السادس وتكشّف أهداف العدوان ومراميه إلَّا دليلاً واضحاً وبرهاناً ساطعاً أن تحالف العدوان لا يسعى إلَّا لخراب البلاد وهلاك العباد؛ وَلذا علينا أن نعود جميعاً تحت راية قيادتنا السياسية الوطنية الحكيمة وأن نغلِّبَ مصلحة الوطن على مصالحنا الشخصية.

 

– ما الذي يدورُ بينكم أثناءَ تواصلكم مع مشايخ ووجهاء مأرب؟

نحن نعطيهم الأمانَ لهم ولأفراد قبيلتهم، وفي نفس الوقت نحن حريصون على أرواحهم من أية مغامرات أَو تحَرّكات يمكنهم القيام بها في وقت نراها مجازفة، وفي الغالب نطلُبُ منهم التريث حتى يحين الوقتُ المناسبُ لهذا التحَرّك.

 

– تواصُلُكم مع هذه القبائل وشيوخها ووجاهاتها بالتأكيد أنه مستمرٌّ مع اقتراب تحرير مأرب.. أليس كذلك؟

تواصُلُنا وتنسيقُنا مستمرٌّ ودائم على أعلى مستوى ومع الجميع عبر غرفة عمليات سواء في المناطق التي تم تحريرُها أَو تلك التي لا تزال تحت الاحتلال.

 

– في ظل الترهيب الذي تنتهجُه دول العدوان ضد مشايخ وقبائل مأرب.. ما حجمُ استجابة تلك القبائل مع صنعاء؟

هناك تفاعَلٌ كبير وصل إلى استجابة شخصيات لم نَكُنْ نعتقدُ أنها ستتفاعَلُ معنا في وجود الهالة الإعلامية الكبيرة التي اعتمد عليها تحالُفُ العدوان للتضليل والخداع.

 

– هل يمكن الإفصاحُ عن بعض تلك الشخصيات أَو صلاتها بجهات معينة مثلاً؟

لا نستطيعُ الإفصاح عن تلك الشخصيات؛ حفاظاً على سلامتها وأمنها، فالعدوان لا قيم له ولا مبادئ ولا أخلاق، وَإذَا ما تم الإفصاح عن متعلقات بإخواننا من الذين نتواصل معهم نكون قد عرّضناهم للخطر ونحن في غنىً عن ذلك.

وما أود الحديث عنه أننا عندما نتواصلُ مع أبناء القبيلة أَو شيوخها أَو وجاهاتها فَـإنَّنا نتواصلُ مع إخواننا، والقبيلة تستطيع التفاهمُ فيما بينها على أفضل وجه، فقيم وأعراف القبيلة وحياؤها تُرجِعُنا إلى الصواب.

 

– ما حجم المصارحة التي تتم في تواصلكم مع القبائل بمأرب؟

نتكلم مع إخواننا بكل شفافية ونتصارح في حديثنا إلى أبعد الحدود، ونحن بدورنا نرفع ذلك للقيادة السياسية.

 

– مع حجم إجرام العدوان تنضج قناعات الموالين له وإن لم يُظهِرْ بعضُهم ذلك.. أَلَا يقرّب تكشف أقنعة العدوان مسألة التفاهم بين اليمنيين برأيكم شيخ حنين قطينة؟

بالتأكيد، فالعدوان وآلته استهدفوا كُـلّ شيء في اليمن، البشر وَالشجر والحجر، الجبل والسهل، المواطنين في بيوتهم وفي العراء، حتى قاعات العزاء والبسطاء الآمنين استهدفوهم، وُصُـولاً إلى من كان يتواصل بهم أَو يقاتل معهم من حزب الإصلاح كان محل استهدافهم، ومن كان في مؤخرة مقاتلي مرتزِقتهم وأراد الانسحاب من المعارك كان عرضة للاستهداف وقُتل الكثير منهم، وكنا نعلم أن الهدف من عدوانهم على بلادنا هو قتل اليمنيين وإنهاك قواهم، ولعل الخلاف الحاصل بين المتصارعين في عدن بين الانتقالي ومن يسمون أنفسهم الشرعية دليل مضاف أن الهدف من كُـلّ هذا هو قتل أبناء البلد وإضعافهم وإلهائهم بقتل بعضهم فيما المعتدي المحتلّ يخطط ويقوم بنهب ثروات البلاد ويسعى لتقسيمها كمناطق نفوذ له ولغيره، وما لاحظناه في المناطق التي تحت سيطرة العدوان أنه لا توجد أية مشاريع خدمية أَو تنموية حقيقية على الإطلاق.

وأقول لأُولئك المخدوعين إنه في أجواء هذا المخاض العسير الذي تعيشه اليمن منحنا الله قيادة تخاف الله كَثيراً، بل هي أكثر من يخاف الله فينا وهذه نعمة كبيرة جِـدًّا، وعلينا أن نشكر الله على ذلك، فمثل هذا القائد من يستطيع أن يبني وطناً حقيقياً حراً وقوياً وأن يرعى مصالح الشعب كما أمر الله، ويكفينا من كلام السيد القائد قوله إنه يتقرّب بخدمة الشعب اليمني إلى الله، وأقول للمغرر بهم: عليكم العودةَ والاعترافَ أنكم أخطأتم بحق وطنكم وشعبكم والاعتراف بالحق فضيلة.

 

– في إطار تنسيقكم وتواصلكم مع القبائل في مأرب لأجل سلامة العُمران والناس بالتأكيد أنكم تواجهون عراقيلَ.. حدثنا عنها؟

لا بد من وجود بعض العقبات والعراقيل، لكن يظل تنسيقُنا على أعلى مستوى، في إطار عملٍ كبيرٍ ومشتركٍ مع الدفاع والأمن وَمع الاستخبارات العسكرية ومع القيادات المحلية ومع رئاسة الوزراء، وفي إطار ذلك هناك تجاوُبٌ كبير من المعنيين الذين يتم التواصل معهم، وقد قطعنا شوطاً كَبيراً فتحرّرت أغلبُ مراد والجدعان، ويمكن القول إنها تحرّرت بالكامل، وهذا بفضل الله سبحانه وتعالى ثم التواصل مع وجهاء ومشايخ تلك المناطق وتجاوبهم معنا.

والمعروف أن لا تحرّرَ إلَّا بوجود حاضنة اجتماعية.

وما أود التأكيد له هنا أن أبناءَ عبيدة يتواصلون معنا، وقد أبدوا استعدادَهم للقتال وإشعالِها من الداخل، لكن القيادةَ حريصةٌ، وقد دعتهم للتأنِّي حتى يصلَ أبطالُ الجيش واللجان الشعبيّة ويكونوا قريبين منهم؛ حرصاً على أرواحهم، وللعلم فأغلبُ الناس في مناطق عبيدة ضد العدوان ويصرخون في مساجدهم متمسكين بهُــوِيَّتهم الإيمانية الحقيقية ودون أن يأبهوا لممارسات المحتلّ والغازي، وقد عانى بعضهم جراء ذلك كما حصل في قضية مقتل آل سبيعيان والتصفية الجماعية التي يشيب لها الرأس والتي خرجت عن إطار الدين وَالقيم والأعراف وأخلاق اليمنيين والقبيلة اليمنية كعمل شائن ودخيل يمثل ثقافة استخباراتية بريطانية أمريكية تبيح القتل الجماعي وتسعى لإرهاب الناس.

 

– كان الهدف منها إحداث هزة وكأن الموقفَ يستدعي ثقافةَ داعش في ترهيب العامة؟

كان هدفُهم ذلك، لكن هذا لم يثنِنا وقد دفع الشعب اليمني فاتورة التحرّر والانعتاق من دماء أبنائه، وسنستمر في دفع الثمن حتى الحصول على استقلال قرارنا السياسي وتعزيز هُــوِيَّتنا الإيمانية.

 

– ما نظرتُكم لدور قبائل محافظات الجنوب في مقارعة العدوان المحتلّ وأعطي مثالاً بقبائل المهرة؟

الشكرُ لأبناء المهرة الذين قاموا بدور القبيلة والذين مثّلوا قبائل اليمن التمثيلَ الصحيحَ، فهم كانوا قُدوةً ونموذجاً للقبيلة اليمنية، وَما يمكن أن تقوم به وهذا درسٌ كافٍ للعدوان ونموذجٌ من نماذج المقاومة للقبيلة القادرة على مواجهة مخطّطاتهم، وهي للآن بعيدة عنا وتحت نطاقِ تحالف العدوان، فما بالهم إذَا ما كنا قد وصلنا اليهم والتحمنا بهم ستكونُ المقاومةُ أقوى وأشدَّ إيلاماً على تحالف العدوان.

 

– في بيانكم الأخير بعد لقاء خص قبائل مأرب في صنعاء كان هناك تحذيرٌ لمن يقفون في صف العدوان من أبناء تلك المحافظة.. ما الرسالة التي أردتم إيصالها لهم؟

من حذرناهم في بياننا بعد لقاء جمع كبار مأرب ووجاهاتها مع الاستخبارات العسكرية وشؤون القبائل كان حرصاً على دمائهم التي تظل دماء يمنية، وهذا الحرص هو حرص قيادتنا السياسية، ممثلة في السيد القائد عبدالملك الحوثي، الذي يشدّد دائماً على صون الدم اليمني أينما كان التوجّـه، وحرصنا هذا على عدم إراقة الدم بين أبناء الوطن هو ما يغيظ المحتلّ والعدوان السعودي الإماراتي ومموليهم من الأمريكان واليهود؛ لأَنَّ الهدف -كما أشرنا سلفاً- هو قتل اليمنيين أولاً وَأخيرًا.

 

– في جانبِ عملكم كرئيسٍ لهيئة شؤون القبائل تؤكّـدون على أهميّةِ إكمالِ مصفوفةِ عمل الهيئة وهيكلِها التنظيمي لتعزيزِ دورِها في الميدان.. ما الذي ستضيفُه شؤونُ القبائل إلى دور القبيلة طالما والأخيرة يمكنُها التحَرُّكُ ذاتياً؟

متى ما استكملت هيئةُ شؤون القبائل هيكلَها سيكونُ دورُها أكبر على مستوى مساندة الجيش واللجان الشعبيّة وعلى مستوى المشاركة المجتمعية وتنمية الوطن، والمجتمعُ اليمني يظل قبلياً وَإذَا ما تعاونت الدولةُ والقبيلةُ في تأمين البلاد وكانت الأخيرة سنداً حقيقيًّا للدولة لإكمال ودعم أدوارها في خدمة وتنمية المجتمع كما هي اليوم سند الدولة في مواجهة العدوان في جبهات القتال، فَـإنَّ الدولةَ ستكون أقوى، وما التفافُ القبيلة حول قيادته السياسية إلَّا دليلٌ على عمق الارتباط بالمشروع الإيماني الذي هو أَسَاسُ فكر وقناعةُ اليمنيين والقبيلة اليمنية.

 

– اليومَ يحتجزُ مرتزِقةُ العدوان النازحين من سُكَّان مأرب؛ كي يبقوهم أدَاةً توظَّفُ في الميدان العسكري للأسف.. كيف تنظرون إلى هذا الفعل المعيب؟ هل تقبل القبيلةُ هناك باستغلال ورقة المدنيين من الناس هكذا؟

هذا الفعلُ من المعيب والعار، والقبيلةُ لا تقبل مثلَ هذا، فعلى مستوى القاتل الذي يكون بين يديك وفي مقدرتك الثأر منه إذَا ما كان معه امرأة أَو طفل يكون دمُه معصوماً ومحصَّناً طالما وهؤلاء معه وهذا من شيم وأخلاق القبائل.

ومن يحتجزون النازحين كانوا قد سبقوا ذلك بقتلٍ شائنٍ معيبٍ -كما أشرنا- لآل سبيعيان وغيرهم، فماذا تتوقعُ منهم؟؟ كُـلُّ ما يحدُثُ يترجم هدفَ العدوان الأَسَاس وهو قتلنا بشتى الوسائل والأساليب؛ ولهذا نسعى بكل قوتنا؛ لأَنَّ نستعيدَ الهُــوِيَّةَ اليمنيةَ الأصيلة في تلك المناطق وفي قلوب من تحالفوا مع العدوان ضد وطنهم وأنا مقتنعٌ في قرارة نفسي أنهم ليسوا على قناعة بما يقومون به ضد وطنهم وإخوانهم إلا ما كان ارتزاقاً للبعض من الذي جاء من مناطقَ أُخرى، والناس بداية العدوان -مع زخم العدوان وآلته الإعلامية والترويج لتأثير السلاح الأمريكي الغربي في حسم المواجهة- كانوا غير متفائلين أن يتراجعَ صوتُ العدوان أمام قدارتنا التي لم تكن وقتَها بهذا القدر من التطور الذي وصلت إليه، وهذا ساعد على استمرار اصطفافِ بعض إخواننا إلى جانبِ العدوان، فيما الكثير منا ثبت على موقفه، إيماناً أن الحياةَ والموتَ بيد الله عز وجل وأن الكرامةَ والعزةَ يترجمُها الثباتُ والوقوفُ مع الحق؛ دفاعاً عن دماء اليمنيين وحقوقهم وتاريخهم ومكتسباتهم التي تطاول عليها العدوان السعودي الإماراتي حقداً منه على تاريخنا الكبير والمشرف.

 

– تتواصلون مع زعامات مأرب لفتح ممرات آمنة للنازحين أَو شيء من هذا القبيل؟

بالتأكيد تواصُلُنا مستمرٌّ، والناس متعاونون ومتجاوبون معنا، سواء مَن كانوا من أبناء مأرب أَو القُبُل المجاورة.

 

– ما شكل هذا التعاون أَو هذا التجاوب؟

هناك عدةُ طرق ومنافذ لمعالجة قضية نازحي مأرب، وأهل البلاد أعلم بشِعابها، ولو تطلب من أبناء القُبُل الخروجَ من بيوتهم لَخرجوا وجعلوها سكناً ومأوىً لأُولئك النازحين، فهم ضيوفُ القبيلة وإخوانها، ومن أراد أن يمنعَ الناسَ من الخروج وأن يغلقَ عنهم البابَ خاب، ومن كان يأخُذُ النساء بأفعاله المشينة قتله اللهُ، ومَن أراد مثله الفعل فقد خاب وخسر.

وتظلُّ قلوبُنا مفتوحةً، وأيادينا ممدودةٌ لأهلنا وإخواننا من كُـلّ القبائل التي لا تزال تتخوَّفُ من العدوان فمصيرُنا واحد.

 

– منذ العام 2014 لوحظ انحسارُ الثأر القبلي بشكل ملفتٍ للنظر.. هل كان هذا برأيك شيخ حنين؛ بسَببِ العدوان على البلاد أن أجلت القبائلُ ثأرَها مثلاً أم أن السلطةَ ساهمت في معالجة تلك الصراعات؟

بفضلِ الله ثم بفضلِ توجُّـه القيادة السياسية، تلاشت تلك الصراعات منذ العام 2014، فمع استعانةِ مشايخ القبائل بالقيادة وإصرار الدولة على معالجة ثأرات لبعضها عشرات السنين وصل ضحايا بعضِها لعشرات القتلى.

ومع جهودِ الدولةِ في إنهاء الثأرات القبلية يتأكّـد مدى استغلالِ النظام السابق لخلافات القبائل ثم لصراعاتها؛ بهَدفِ ديمومته، فقد كان يعتاشُ على صراع القبيلة؛ ولهذا التفَّ رجالُ القبائل اليوم مع القيادة السياسية بعد أن رأوا صدقَها وحرصَها على دماء أبنائهم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com