أوراقٌ مزّقها الجهلُ والنفاق

 

سند الصيادي

في حوارِه مع قناة الجزيرة، أقرَّ القياديُّ في حزب الإصلاح، حميد الأحمر، بفشل التحالف وَشرعيته المزعومة، وَتحدَّثَ بلكنة تتشابهُ إلى حَــدٍّ ما مع ما كنا نقولُه وَنكرّرُه عن أهداف هذا التحالف العدواني في بلادنا، وَلكن الأحمر لا يزالُ يكرِّسُ هذا الفشلَ بالمكابرات وَتقديم النصائح للفارّ هادي وحكومته بالبحث عن تحالفات جديدة لـما وصفه “اجتثاث الحوثيين”.

وبشكل لافت، بدا الأحمرُ مرآةً لسلوك ومواقف قيادات حزبه، جاهلاً بقواعد اللعبة السياسية إلى جانب جهلِه بمتغيرات الميدان وما تفرضُه من معطيات جديدةٍ في المواقفِ ولُغة التخاطب، وفي ظل استعداده هو وتنظيمه للقبول بكل التدخلات الخارجية بلا شروط وَعقد التحالفات المشبوهة مع التنظيمات الإرهابية بلا رادع، غاب عن حديثه منطقُ القبولِ بالآخر في الوطن وَالحوار معه لأجل التعايش، وهو الذي أحوجُ ما يكون إليه اليوم.

ورغمَ اتضاحِ المخطَّطاتِ الخبيثة للتحالف، وَكفاية الأوراق التي كانت بمتناول حزب الأحمر-طوال فترة العدوان- لسحب البساط من تحت أقدام هذا التحالف من خلال تلقُّفِ الدعوات الطيبة التي لطالما صدرت من قبل صنعاء، والدخول في شراكةٍ فِعليةٍ مع القوى الوطنية، وَإبقاء الحضور السياسي لتنظيمِه وَشخصِه في يمن ما بعد العدوان الذي باتت تتشكّلُ ملامحُ قوته وعزته، إلَّا أن هذه الأوراقَ الإخوانيةَ التي وُظِّفت للمكائد وَالأحقاد في ظل العمالة والارتهان لقوى العدوان، تساقطت بلا ثمنٍ وَبشكل كنا نتوقعُه مسبقًا.

وَحينما يغيبُ الذكاءُ السياسي إلى جانبِ غيابِ الولاء الوطني والديني، يحل محلَّه الحقدُ والحمقُ الأعمى والمواقفُ الطائشة، وَتكونُ النتائجُ على هذه الشاكلةِ، انحسار متسارع في عموم الجغرافيا اليمنية، ميدانيًّا وَسياسيًّا وَشعبيًّا وَأخلاقيًّا.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com