جمعة رجب من أقدس المناسبات الدينية وفخورون بأن أجدادنا هم أول من ناصروا رسول الله

ناشطات وإعلاميات يمنيات لصحيفة “المسيرة”:

 

المسيرة- تهاني عز الدين الشريف

تُعَــدُّ جُمُعةُ رجب من أَهَمِّ المناسبات الدينية العظيمة والمقدَّسة لدى اليمنيين منذ عقود من الزمن، وهي تحملُ ذكرى لدخول أهل اليمن في الإسلام عندما وصل الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام إلى صنعاء وقرأ رسالةَ رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- التي يدعو فيها أهل اليمن إلى الإسلام، فكانت الاستجابة سريعةً، وبادر الناس للدخول في دين الله أفواجاً.

وعلى امتداد السنوات الماضية يهتم اليمنيون بهذه المناسبة ويفتخرون بها، متباهين بحديثِ الرسول صلوات الله عليه وعلى آله وامتداحه لأهل اليمن حين قال فيهم: “أتاكم أهلُ اليمن هم أرق قلوباً وألين أفئدة، الإيمان يمان، والحكمة يمانية”.

وفي هذا تقول الناشطة الإعلامية مرام عبد الغني: إن اليمنيين قد اتخذوا من الجمعة “الأولى” من شهر رجب عيدًا دينيًّا يعبرون فيه عن حمدهم وشكرهم لله الذي امتن عليهم بنعمة الدين العظيم، فَفيه يفرحون ويبتهجون، ويلبسون الجديد، ويصلون الأرحام والأقارب، ويتبادلون الهدايا ولا يزال ذلك إلى اليوم ولكــن بدرجة أقل مما كانت عليه نتيجة للظروف المعيشية وَإلى الحرب الشعواء التي تسعى لطمس هذا المعلم البارز، والتجاهل المتعَّمد من قبل الجهات الرسمية والإعلامية سابقًا، وعدم إيلاء ذلك في المناهج الدراسية، فلذلك كُـلّ تلك السلبيات ساهمت في خفوت بريق المناسبة.

وتضيف عبد الغني في حديثها لصحيفة “المسيرة” أن صور الإيمان تتجلى في هذه المناسبة من خلال اغتنام اليمنيين هذا اليوم خَاصَّة وشهر رجب عامة، باحتواء المساجد على الكثير من الناس وإحيائهم ذكر الله والتسبيح والاستغفار الدائم على ألسنة الجميع وخُصُوصاً (تسبيح رجب)، وإقامة الأمسيات والندوات المذكرة بفضل هذا اليوم، مشيرةً إلى أن أهلَ اليمن محبون مخلصون، وأنهم من أسرع الناس إيمانًا واعتناقًا لدين الإسلام، وأن الشعب اليمني لا يزال متمسكًا بالقيم والمبادئ الإسلامية الاصيلة، ومتمسكاً بالمناسبات التي دعا الله إلى إقامتها والتذكير بها ومنها مناسبة جمعة رجب.

 

ارتباط وثيق بالمناسبة

وعلى مدى عدة قرون، كان ارتباطُ اليمنيين وثيقاً بجمعة رجب، كما تعتبر من أهم المناسبات وأقدسها بالنسبة لليمنيين.

وتقول الكاتبة سهام محمد: إن عدداً كَبيراً من أبناء اليمن قد التحقوا بالإسلام في هذا الشهر، وتجلت في اليمانيين صور “الإيمان يمان”، فلقد حافظوا على هُـوِيَّتهم الإيمانية وتجذير وترسيخ هذه الهُـوِيَّة لكل الأجيال الحاضرة والمستقبلية، وفي الهُـوِيَّة الإسلامية المتأصلة، فعلاقته وارتباطه بالإسلام وإقبالة على الإسلام منذ فجره الأول كان على نحو متميز وعلى نحو عظيم منذ بزوغ فجر الإسلام.

وتضيف سهام لصحيفة “المسيرة” أن اليمنيين هم من ناصروا رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله في بداية الإسلام وهم من تميزوا كنجوم لامعة في سماء تاريخ الإسلام ومنهم (أسرة آل ياسر وابنهما عمار بن ياسر) والذين جسدوا أروع معاني التضحية في سبيل إعلاء كلمة الله، وكان منهم (أوَّل شهيد ياسر، وأول شهيدة زوجته سمية) في الإسلام، وكان لهم دورٌ عظيمٌ وتاريخٌ كبيرٌ في الإسلام، وتميز الكثير من اليمنيين في جوانبَ عديدة وأولها في مستوى التمسك بالإسلام والالتزام بتعاليمه، موضحة أن شعبَنا اليمني يتميز عن الكثير من الشعوب في مدى تمسكه والتزامه وعشقه للإسلام وارتباطه الوثيق بتعاليم الإسلام وتخلقه بأخلاق الإسلام وهو شعبٌ ذو قيم وقيمة فطرية إنسانية متجذرة، وهم من ناصروا رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله آخر الزمان، وشكلوا رصيدًا كَبيراً وعظيمًا للأُمَّـة ولذلك كان اليمنيون اليد الضاربة والقوية للأُمَّـة الإسلامية في مواجهة التحديات.

وتشير سهام إلى أن هناك خطراً رئيساً يشكل تهديداً فعليًا ومؤكّـداً على الهُـوِيَّة الإيمانية في قلوبنا كيمنيين وهو أشكال الغزو لاستهداف هُـوِيَّتنا، فهناك حرب كبيرة جِـدًّا وشرسة وخطيرة جِـدًّا لاستهداف هُـوِيَّتنا وبأشكال متعددة، وأوَّلها الغزو التكفيري والغزو باسم الدين والغزو بهَدفِ ضرب هذا الشعب في أخلاقه (الحرب الناعمة)، والغزو لشراء الولاءات والذمم، والغزو لكسر الإرادَة والروح المعنوية.

وتفتخر سهام بأنها يمنية، وتقول: “لي الفخر أن يكون أجدادي هم أول من ناصروا رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، وإنه لقدر وشرف عظيم أن تكون هُـوِيَّتي إيمانية، وأنها لمكانة عالية أن أكون واحدةً من الكثير من شعبي اليمني العظيم المتمسك بتعاليم الإسلام والمضحي والباذل والمعطاء في كُـلّ جوانب الحياة، وتجسد هذا في مبادئه وأخلاقه ودفاعه واستبساله حُبًّا وولاءً لله ورسوله والذين آمنوا”.

وتزيد بقولها: “أقول لكل يمني حر شريف إن الله معنا ما دمنا متمسكين بهُـوِيَّتنا الإيمانية وما دمنا مرتبطين وواثقين بالله لم ولن يخذلنا الله، فما دمنا ملتزمين بتعاليم الإسلام سنكون أعزاء بعزة الله ورسوله والذين آمنوا، وأقول للعملاء أيدي وأحذية أمريكا وإسرائيل بني سعود ومن تحالف معهم: لن نخضع ولن نركع ولن نستسلم إلا لله”.

 

أرق قلوبًا وألين أفئدة

ويختلف الشعبُ اليمني عن بقية الشعوب والأمم، فهو متمسكٌ بهُـوِيَّته الإيمانية الأصيلة المستمدة من الدين الإسلامي، ونحن كشعب لدينا المبادئ والقيم والأخلاق ونريد أن نتحَرّك في هذه الحياة، وأن يكون واقعنا في كُـلّ شؤوننا في هذه الحياة بناءً على هذه المبادئ وعلى هذه القيم وهذه الأخلاق.

وتنقل لنا الكاتبة أماني المهدي بهذه المناسبة رسالة حكيمة، فتقول: كان ولا يزال اليمانيون يهتمون بشكل عام بشهر رجب عُمُـومًا والجمعة منه تحديدًا؛ لأَنَّ في عيد جمعة رجب يوم دخولهم واعتناقهم الإسلام على مدار السنيين والأعوام منذُ ذلك الزمن يحتفل اليمنيون بـالجمعة الأولى من شهر رجب الأغر بشكر الله وحمده على نعمته عليهم، إذ من عليهم بدخولهم الإسلام.

وهنا تتجدد صور الإيمان في شعب متمسك بإيمانه وبـأخلاقه وبثقافته القرآنية وَبالقرآن الكريم وعترةِ رسول الله صلوات الله عليه وآله وبالجهاد في سبيل الله وتطبيق توجيهات الله بالجهاد في سبيله ضد الطواغيت والمستكبرين وتوجيه العداء لأعداء الله والبراء منهم، فأعداء الله بكل الطرق وبشتى الوسائل يحاولون استهداف هُـوِيَّة الشعب اليمني ليتمكّنوا منه وليتخلى عن هُـوِيَّتهِ الإيمانية فاستخدموا “الحرب الناعمة” بكافة الوسائل لاستهداف الهُـوِيَّة الإيمانية والثقافة القرآنية التي يتميز بها الشعب اليمني وكما قال عنهم الله تعالى في محكم كتابه: (مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أهل الْكِتَابِ وَلَا الْـمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ).

وتواصل المهدي حديثها بالقول: “اليمنيون كانوا من عهد رسول الله يتميزون بطهارة قلوبهم ورِقّتها ولينها لاتباع الحق ونصرة الحق فاستجابوا لرسول الله وناصروه، وفي زمننا الحاضر استجاب اليمانيون كذلك لحفيد رسول الله وناصروه وجاهدوا في سبيل الله تحت قيادته فنصرهم الله وأيدهم.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)، فنرى الآن التأييد الإلهي لهم في مختلف الجبهات بالانتصارات العظيمة، فهنا يعتبر المجتمع اليمني مجتمعا متمسكا بعروبته الأصيلة وجاء الإسلام وصحح تلك العقائد الباطلة، فاليمنيون من أكثر المجتمعات المتمسكة بعاداته وتقاليده التي هي من ضمن إطار الإسلام المحمدي الأصيل والحديث لأماني المهدي.

وتؤكّـد المهدي أن هناك ارتباطاً كبيراً جِـدًّا في الحفاظ على هُـوِيَّة الشعب اليمني المسلم، وفي ترسيخ هذه الهُـوِيَّة، لكل الأجيال الحاضرة والمستقبلية، وتتجلى فيهم صور الإيمان يمان في أخلاقهم وحكمتهم وعزتهم ونخوتهم وكرامتهم وشرفهم وفي مبادئهم وقيمهم الأصيلة في مواجهة التحديات والصعوبات، مبينة أنه يوجد أَيْـضاً خطر كبير جِـدًّا جدًّا على يمن الإيمان واستهداف هُـوِيَّتنا الإيمانية وقد سعى الأعداء بكُلّ جهد إلى كسر الإرادَة، وضرب الروح المعنوية لهذا البلد وإبعادنا عن قيمها وأخلاقها ليتمكّنوا من أن يضربوا هُـوِيَّتنا الإيمانية.

وتشير المهدي إلى أن الرسول صلوات الله عليه وعلى آله وصف الشعب اليمني بأنهم “أرقُّ قلوبًا وألينُ أفئدة”؛ لأَنَّهم قادرون على تحمل المسؤولية وتمسكهم بتعاليم الإسلام، وهم مهيؤون لتقبل الحق وحمل القضايا الكبرى في الأُمَّــة وحمل الرسالة الإلهية أَو أنهم عندهم قابلية كبرى لتقبل الحق والقيام بالمسؤولية ونصرة الدين، وكذلك أنها فيهم ميزة دون غيرهم كما أن كلمتهم تفيد الاختصاص أي هم المؤمَّل فيهم حمل المسؤولية؛ لأَنَّهم أهلُ قابليةٍ لتصديق الحق والتحَرّك به.

وتوجّـه المهدي رسالةً بهذه المناسبة العظيمة، قائلة للأعداء بأن الشعبَ اليمني متمسكٌ بهُـوِيَّته الإيمانية، وعليه عدم الإصغاء لكل الخرافات والأباطيل والأكاذيب والثقافات المغلوطة، فنحن شعبٌ لنا مبادئُ، لنا قيم، لنا أخلاق ويفترض أن نكون أحراراً، ولا نقبل بأن نكون أحذية للطواغيت الأنذال.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com