عمليات الرد المشروع تتوسع.. مطار جدة تحت القصف

مسؤولون وخبراء عسكريون: أمريكا الداعمُ الأكبر للعدوان وهي لا تريد السلام في اليمن

 

المسيرة- خاص

تتوسعُ العملياتُ العسكرية للقوات المسلحة من يومٍ إلى آخر وهي تستهدفُ عُمقَ العدوّ السعودي، لتوصلَ رسالةً عريضةً لقوى العدوان الأمريكي السعودي أن السلام لن يتحقّقَ إلا إذَا توقَّف العدوانُ ورُفع الحصارُ بشكل كامل على بلادنا.

ويأتي هذا الاستهدافُ في ظل استمرار العدوان في قصف المحافظات اليمنية، وتشديد الحصار الخانق بمنع سفن الوقود من الدخول إلى ميناء الحديدة، الأمر الذي يكاد يتسببُ في أزمة كارثية تعصف بالبلاد في حال استمر هذا الحصار، كما أن الاستهدافَ يأتي في ظل الدعوات الأمريكية التي تنادي بالسلام، وتحاولُ تجميلَ صورة أمريكا أمام العالم، غير أن ما يحدُثُ هو محض تصريحات كلامية تتناقض مع مجريات الأحداث في الواقع.

واستهدف سلاحُ الجو المسيّر، يوم أمس، مطارَي جدة وأبها الدوليين بطائرتي صماد3 وقاصف2k، وكانت الإصابات دقيقةً، حَيثُ نتج عنها توقف للمطارين ساعتين متتاليتين بحسب بيان للمتحدث باسم القوات المسلحة العميد الركن يحيى سريع.

ولعل ما يميز عمليةَ أمس هو توسُّعُها، وانتقالُها لاستهداف مطار جدة، بعد أن ظل سلاح الجو المسيَّر لأيام يستهدف مطار أبها، في رسالة لم يعِها النظامُ السعودي، ولم يفهمْ بأن اليمن لن يوقفَ استهدافَ العمق السعودي طالما طيران العدوان يحلق في سماء اليمن ويستهدف المدنَ والقرى والمحافظات اليمنية؛ ولهذا يستمر التأكيد من قبل مسؤولينا والقادة العسكريين بأن هذا الاستهداف يأتي في إطار الرد المشروع على تصعيد العدوان الأمريكي السعودي وحصاره المتواصل والخانق على الشعب اليمني، وهي معادلةٌ يجب أن يعيَها المجتمعُ الدولي، وليس كما يصور العدوّ السعودي بأنه اعتداءٌ يمني على أراضي المملكة.

تستنجدُ المملكةُ السعودية بالمجتمع الدولي، وتبعث الرسائلَ تلوَ الرسائلِ إلى مجلس الأمن، معترضةً على استهدافها من قبل صنعاء بالطيران المسيَّر والصواريخ الباليستية، في محاولة لكسب رضا دول العالم، لكنها تتناسى -كما يقول المهندس هشام شرف وزير الخارجية في حكومة الإنقاذ الوطني بصنعاء- أنها تقودُ عدواناً على اليمن منذ 6 سنوات، مؤكّـداً أن ما يدعو للاستغراب في شكوى العدوّ السعودي أنه يؤكّـدُ على حقها في الدفاع عن أراضيه ويتناسى حقوق الآخرين في هذا الجانب.

ويقول وزير الخارجية هشام شرف في تصريح نقلته، يوم أمس، قناة الميادين: إن القيادة السياسية في صنعاء جادة في دعواتها إلى السلام، وإن الرياض تقودُ تحالفاً عسكريًّا عدوانياً على اليمن للعام السابع على التوالي.

من جانبه، يؤكّـد الخبير العسكري والاستراتيجي، العميد الركن عابد الثور، أن العدوانَ الأمريكي السعودي ارتكَبَ الكثيرَ من الجرائم بحق اليمنيين خلال السنوات الست الماضية، وأن أمريكا التي تقف على رأس هذا العدوان تواصل بيع الأسلحة للنظام السعودي وتقدم له الدعمَ اللوجستي الكافي، مُشيراً إلى أن استهدافَ العمق السعودي هو “رَدٌّ مشروع” على غارات العدوان الهستيرية؛ ولهذا فَـإنَّ القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ التي لا تزالُ في معركة وحرب مع قوى العدوان لن تظلَّ مكتوفةَ الأيدي حيالَ هذه الغارات والحصار المفروض على الشعب اليمني من قبل قوى العدوان الأمريكي السعودي.

بطبيعة الحال، فَـإنَّ السلام الذي تولول مِن أجلِه واشنطن منذ أَيَّـام، يتطلب خطواتٍ عمليةً وجادةً لتحقيق ذلك، وإلا ما جدوى الحديث عن سلام في ظل استمرار الغارات والقصف، وما جدوى الحديث عن سلام في ظل حصار لم تشهده اليمن خلال السنوات الماضية؟!.

وفي هذا السياق، يتساءل العميد الثور: كيف تطالبُ أمريكا بالسلام وهي لا تزال تدعمُ النظام السعودي وتزوده بالأسلحة؟

ويؤكّـد أن الشعب اليمني ينشُدُ السلام، لكن “السلام العادل” حتى وإن كان من إبليس، لافتاً إلى نقطةٍ هامةٍ في سياق هذه التطورات وهي أن اليمنَ أصبح رقماً صعباً ومهماً في المعادلة الدولية؛ ولهذا فَـإنَّ واشنطن أرسلت مبعوثاً خاصاً لبلادنا للتشاور والبحث عن مخرج لإنهاء الحرب بحسب ما تدعيه واشنطن.

ويبيَّن العميد الثور أن اليمنيين لن يقبلوا بالسلام الناقص، وأنهم يرحِّبون بكل دعوات السلام التي تضمن أمنَ واستقرارَ وحريةَ الشعب اليمني.

من جانبه، يلفتُ المحلِّلُ العسكري أمين حيدر، إلى نقطة هامة جِـدًّا إزاء الدعوات الأمريكية للسلام، مؤكّـداً أن بايدن يريدُ مع إداراته الجديدة “تجميل صورة أمريكا” التي تلطخت بدماء اليمنيين خلال السنوات الماضية، من خلال الحديث عن السلام والحرص على تحقيق السلام في بلادنا.

ويؤكّـد حيدر أن اليمنيين أهل سلام، وهم يتصدون للعدوان، وأنه في حال توقف هذا العدوان ورفع الحصار عن بلادنا، فمن الطبيعي أن يتوقف استهدافُ العمقِ السعودية وتتوقفَ الحرب.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com