خفايا الحرب القادمة لإدارة أمريكا الجديدة

 

مصطفى العنسي

من يتأمل في السياسة الأمريكية الجديدة يجد أن توجّـه الأمريكيون اليوم هو لضرب الأُمَّــة من الداخل كما قال السيد القائد- يحفظه الله-: إن الأعداء اليوم يتجهون بمعركتهم لضرب الأُمَّــة من الداخل..

فاختيار بايدن رئيساً لأمريكا يأتي في هذا السياق.. فهو المتخصص كما يقولون في إدارة ملف الحرب الناعمة..

أليس هذا يعطي شاهداً على ما يدور في بلدنا اليوم؟!

الأمريكي أثناء إدارته الحرب العسكرية على اليمن كان يعرف أن الحرب العسكرية لن تنجح.. فعمد على أن تستمر الحرب العسكرية ليتسنى له النفاذ إلى أوساط مجتمعنا ويزرع له أيادي خفية لحربه الناعمة وأبواقه المأجورة..

فلو رجعنا إلى تعليق قرار تصنيف أنصار الله بالإرهاب من قبل الإدارة الأمريكية الجديدة.. لفهم كُـلُّ ذي لب أن هذا هو من خداع الأمريكيين المعروف.. ضمن سياساتهم التخديرية للشعوب.. فقد أخافهم المشهد اليمني وحشوده المليونية.. فعملوا على تجميد القرار ولمدة شهر فقط.. ليمتصوا غضب الشعب اليمني..

بينما هم يفعلون ويحركون منظوماتهم المأجورة التي اشتغلوا عليها سنينا عبر منظمات ومؤسّسات وشركات ترعى النشء والشباب وتدعم الناشطين والناشطات من دعاة الوسطية والاعتدال.. والتحضر والانفتاح، حَيثُ ينشطون بوتيرة عالية عبر اتّجاهين:

1- الاتّجاه الأول وهو تفعيل خلايا الفساد الأخلاقي لهدم القيم والمبادئ التي يتمسك بها المجتمع اليمني.. واستغلال الظروف الاقتصادية التي يمر بها بلدنا في استقطاب الكثير من الشباب والشابات لذَلك العمل القبيح والمشين ونشر ثقافة الانفتاح والاختلاط لشبابنا وشاباتنا التي ليست من ثقافتنا كيمنيين ولا تمت بصلة إلى أعرافنا وعاداتنا وتقاليدنا.. بل يمقتها الشرع والعرف.. ويتبرأ منها كُـلّ اليمنيين الشرفاء..

2- الاتّجاه الآخر وهو تفعيل الأبواق المأجورة لتشوية الشرفاء من أبناء شعبنا من يضحون ويدافعون عن كرامة وأعراض ومقدرات اليمن جيشاً وشعباً وقيادة.. وبث الدعايات والافتراءات على أنصار الله الذين هم معظم الشعب اليمني.. وإثارة النعرات العصبية والمذهبية والفكرية واختلاق المشاكل لتفريق وشق الصف الداخلي.. وتشويه كُـلّ انتصارات ومنجزات شعبنا الكبرى والعظمى.. والتي لا ينكرها إلا جاحد أَو عميل خائن..

إن الأمريكيين بأدواتهم هذه وتجميدهم القرار لمدة شهر قد يكون لإضفاء شرعية على قرارهم.. من خلال تنشيط وتفعيل ما سبق ذكره.. ثم إذَا ما واجه أنصار الله حربهم الناعمة.. تنشط قنواتهم ويتحَرّك إعلامهم لاتّهام أنصار الله بالتشدّد والتطرف وقمع الحريات.. وتقديم أنصار الله بأنهم لا يختلفون عن داعش والقاعدة.. يظنون بأن أنصار الله سيتحاشون أن يواجهوا فسادهم التي تموله منظماتهم.. مقابل سحب قرارهم.. وترك الساحة لهم.. ألم يعلموا بأن المسيرة منذُ بدايتها واجهت دعايات أعظم من ذَلك.. ولَكنها انتصرت وظهرت رغما عنهم.. فهذه الخطوة الأمريكية لن تنجح بإذن الله.. حتى وأن حولوا قرارهم الذي لا قيمة له عند أنصار الله.. إلى قضية رأي عام.. من خلال الناشطين والناشطات.. الذين بأفواههم يشرعون لأمريكا إجرامها وإرهابها.. فعاقبة أمرهم خسرا..

كما أن قضية خطف النساء بمأرب تأتي في نفس السياق من قبل الخونة الذين يستخدمهم الأمريكيون كأحذية رخيصة.. بعد أن جردهم الأمريكي من قيمهم.. واتجه ليشوه بهم كرامة وقيم وأخلاق اليمنيين.. وهذا ما لا يرضاه شعبنا وفي طليعتهم أنصار الله.. بل سيتصدون لتلك الأعمال الإجرامية.. التي ستكون بإذن الله سببا في زوالهم.. واجتثاثهم.. فهذا عيب أسود.. وجرم ومنكر.. فتحوا على أنفسهم به أبواب جهنم.. ليحترقوا فيها بجرمهم وإجرامهم..

وحينها.. سيتبخر كيدهم وسننتصر في مواجهة حربهم الناعمة.. وستخرص بإذن الله أبواق الفتنة والتطبيل في الداخل والخارج..

وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون..

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com