من لم يمُـتْ قصفاً بطيران العدوان مات مرضاً بسبب الحصار

الجنيد: اليمن يفتقر للكثير من الخدمات الإنسانية والصحية والتنموية؛ بسَببِ تدمير العدوان للمنشآت والبنية التحتية

المتوكل: العدوان الأمريكي يضاعف معاناة 40 ألف مصاب بالأورام السرطانية المختلفة

مرضى السرطان يؤكّـدون أن منظمة الصحة العالمية تخلت عن مسؤوليتها ودورها الإنساني والقانوني تجاههم

 

وصل عدد مرضى السرطان إلى 71 ألفاً خلال سنوات العدوان نتيجة استخدام الأسلحة المحرَّمة دولياً، حَيثُ تضاف تسعة آلاف حالة بمرض السرطان سنوياً ووفاة 12 ألف حالة جراء هذا المرض

وفاة 50 % من مرضى الأورام لعدم توفر الأدوية؛ بسَببِ الحصار والعدوان

يستقبل المركز الوطني لعلاج الأورام ما يقارب 160 حالة يوميًّا من مختلف المحافظات ويسجل ستة آلاف مريض جديد سنوياً

ارتفاع حالات مرضى سرطان الدم بين الأطفال من 300 إلى 700 حالة نتيجةَ استخدام العدوان للأسلحة المحرمة دوليًّا (القنابل العنقودية) في عطان ونقم

 

المسيرة: عباس القاعدي

تزامُناً مع اليوم العالمي للسرطان والذي يصادف الرابع من فبراير من كُـلّ عام، احتفل اليمن مع سائر بلدان العالم بهذا اليوم في ظل ارتفاع مخيف في أعداد المصابين بمرض السرطان رغم معاناة المرضى التي تتفاقم نتيجة استمرار الحصار والعدوان، وإغلاق المطار ومنع دخول الأدوية المنقذة للحياة والأجهزة والمستلزمات التشخيصية والعلاجية الخَاصَّة بالأورام السرطانية.

وتعددت أساليب العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في حربه الإجرامية ضد اليمن منذ ست سنوات باستخدامه للأسلحة المحرمة دوليًّا التي يقصف بها طيران العدوان والتي تسببت في نشر الأوبئة والأمراض، فمن من لم يمت قصفاً بطيران، مات مرضاً؛ بسَببِ الحصار في جريمة هي الأكثر بشاعة في التاريخ.

 

أرقام وإحصاءات

وأوضح تقرير صادر عن وزارة الصحة العامة والسكان أن عدد مرضى السرطان وصل إلى 71 ألفاً خلال سنوات العدوان نتيجة استخدام الأسلحة المحرمة دوليًّا، مبينًا أن هناك تسعة آلاف حالة بمرض السرطان تضاف سنوياً، وما نسبته 15 بالمِئة بين الأطفال، لافتاً إلى وفاة 12 ألف حالة جراء هذا المرض.

وأكّـد وزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل ارتفاع حالات مرضى سرطان الدم بين الأطفال من 300 إلى 700 حالة نتيجة استخدام العدوان للأسلحة المحرمة دوليًّا في عطان ونقم، بالإضافة إلى إصابة ألف طفل في بقية المحافظات، موضحًا أن أكثر من 300 طفل من المصابين بسرطان الدم بحاجة للسفر للعلاج في الخارج بصورة عاجلة..

وحمل وزير الصحة، تحالف العدوان مسؤولية وفيات الأطفال المصابين نتيجة منع دخول الأدوية الخَاصَّة بهم، لافتاً إلى أن نسبة الشفاء عالية بالنسبة لسرطان الدم، لكن انقطاع الأدوية ومنع دخولها يؤدي إلى وفاة الكثير من الأطفال المرضى.

كما حمّل دولَ العدوان والأمم المتحدة مسؤوليةَ وفاة مرضى السرطان بشكل عام، نتيجة استمرار الحصار وإغلاق مطار صنعاء الدولي.

وأوضح وزير الصحة أن استمرار إغلاق المطار ومنع إدخَال جهاز الإشعاع الخاص بعلاج الأورام السرطانية يهدّد حياة أكثر من 40 ألف مريضٍ مصابين بالأورام السرطانية المختلفة، لافتاً إلى وفاة 50 % من مرضى الأورام نتيجة عدم توفر الأدوية؛ بسَببِ الحصار.

فيما أشار نائبُ مدير المركز الوطني لعلاج الأورام، الدكتور علي المنصوري، إلى أن عدد المصابين بمرضى السرطان المسجلين لدى المركز منذ افتتاحه حتى اليوم 72 ألفَ مريض، لافتاً إلى أن المركز يستقبل ما يقاربُ 160 حالة يوميًّا من مختلف المحافظات، ويسجل سنوياً حوالي ستة آلاف مريض جديد.

وأكّـد المنصوري أنه مع استمرار الحصار وإغلاق مطار صنعاء الدولي والقرصنة على سفن المشتقات النفطية من قبل تحالف العدوان لا يزال مرضى السرطان يدفعون حياتهم ثمناً لكل هذه الغطرسة والإجرام في ظل صمت عربي ودولي مريب ومباركة أممية مخزية.

 

منظمةُ الصحة زادت معاناةَ المرضى

بدوره، أكّـد مدير المركز الوطني للأورام، الدكتور عبدالله ثوابة، في تصريح خَاصَّة لصحيفة المسيرة أن مرضى السرطان منذ بداية العدوان يعانون من نقصٍ في الدواء وخروجِ بعض أجهزة العلاج الإشعاعي من الفاعلية؛ بسَببِ نفاد المصادر وعدم السماح بإدخَالها لليمن، لافتاً إلى أن وحداتِ الطب النووي والذي تساهم في علاج مرضَى السرطان أُقفلت تماماً لعدم السماح بدخول المواد الطبية والخَاصَّة بالتشخيص والعلاج.

وَلفت إلى أن أدوية السرطان زادت تكلفتها وبعضُها صعبٌ إدخَالُها لليمن؛ بسَببِ إغلاق مطار صنعاء الدولي من قبل العدوان الذي تسبب في زيادة خصوصية نقل هذه المواد والمعايير الذي تحتاجه لتصل آمنة وسليمة، مؤكّـداً أن كُـلّ هذه العوامل المجتمعة أثرت سلباً علي مرضى السرطان وأثّرت على نسبة الحياة وَأفقدت الكثيرَ حياتهم، والبعضُ أجهده العدوان فلم يستطِع أن يصل لتلقي الخدمة في المركز الوطني للأورام.

وَأَضَـافَ مدير المركز الوطني للأورام: كان إلزاماً على منظمة الصحة العالمية القيامُ بواجبها وبحسب ما هو متعارف عليه دوليًّا، فهي المعني الأول في حال العدوان والحصار؛ لضمان عدم تأثر المجتمعات من الناحية الصحية، حَيثُ لها دور في توفير بعض الأدوية وبعض الأجهزة والمحروقات للمستشفيات والمراكز ولكنها لم تؤد دورها.

وأكّـد أن منظمةَ الصحة العالمية كانت الأملَ الوحيدَ في أن تكون الحل والمساعد للمرضى السرطان، ولكنها تجاهلت أغلب الاحتياجات من الأدوية والأجهزة وتخلت عن المرضَى وحقهم للسفر إلى الخارج، وكانت السببَ في خذلان مرضى السرطان، وذلك من خلال منعهم من توفير المصادر المشعة الخَاصَّة بالعلاج وليس لها أي اثر من خارج نطاق المعالجة وشاركت في منع دخول مواد الطب النووي التي تعتبر مواد علاجية وليس لها أي أثر علي الإطلاق خارج جانب المعالجة والتشخيص.

وأوضح أن منظمة الصحة تسببت في قطع مادة الديزل عن المستشفيات، في حين أن الحصار أصبح مطبقاً ولا يسمح بدخول المواد النفطية الي البلد وهي كارثةٌ سترتكبها المنظمة؛ لأَنَّه بسَببِها ستتوقف جميع المستشفيات والمراكز وتتوقف الأجهزة ولا يعلم إلا الله كيف سيكون حال المرضى في العنايات المركز وغرف العمليات وأجهزة المختبرات والأدوية المخزنة في الثلاجات.

وكون المنظمة المسؤولَ الأولَ عن كُـلّ ما يحدث وبحسب الأعراف الدولية؛ لأَنَّها الوحيدة التي تستطيع إدخَال هذا المواد وعلى رأسها الديزل، حمل مدير المركز الوطني للأورام، الدكتور عبدالله ثوابة، منظمة الصحة العالمية كاملَ المسؤولية عن كُـلّ ما قصّرت به في جانب الأدوية والأجهزة، “وَنحذرها من تبعات قرار قطع الديزل على المستشفيات والذي يتزامن مع حصار البلد من دخول المشتقات النفطية. ونأمل منها أن تكون جزءًا من تخفيف معاناة مرضى السرطان وأن تراجع حساباتها في ما قصرت فيه وكذلك في أي قرار سابق أَو لاحق ألحق الضرر بمرضَى السرطان”.

وبخصوص المتردّدين على مركز الأورام من مرضَى السرطان، أوضح الدكتور عبدالله ثوابة أنه “يتردّد على المركز حوالي 40 ألف مريض سنوياً لتلقي الخدمات التشخيصية والعلاجية، موضحًا أن قيادة وزارة الصحة وَالسكان وعلى رأسها الدكتور طه المتوكل تؤدي دعماً مباشراً والذي يتوافق مع توجّـهات القيادة السياسية ممثلة بالمشير مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، ولهذا نعمل ليلاً ونهاراً لخدمة مرضَى السرطان ونحاول جاهدين تخفيف معاناتهم وتوفير كُـلّ ما نستطيع توفيره لمرضى السرطان”.

 

إنجازاتٌ لتخفيف المعاناة

ووفقاً لتقرير وزارة الصحة، بُذلت جهود حثيثة لتخفيف معاناة مرضى السرطان من خلال توفير الأدوية والأجهزة والمعدات وغيرها، وإخراج قانون صندوق مكافحة السرطان وصدور قانون إنشاء الصندوق في أغسطُس 2018م وزيادة السعة السريرية في المركز الوطني لمعالجة الأورام بنسبة 50 في المِئة وزيادة السعة السريرية في قسم الإعطاء الخارجي للعلاج الكيماوي بنسبة 100 في المِئة وفتح قسم الطوارئ بالمركز بسعة 20 سريراً.

ونفذ صندوق مكافحة السرطان العديد من الأنشطة والمشاريع في سبيل تخفيف معاناة المرضى، حَيثُ أوضح رئيس مجلس الإدارة الدكتور عبدالسلام المداني أنه تم تجهيز وتأثيث وافتتاح ثلاث وحدات لعلاج الأورام في صعدة وعمران وحجّـة وتنفيذ توسعة لوحدة لوكيميا الأطفال بمستشفى الكويت الجامعي وتغطية العجز في جانب الأدوية الضرورية والكيماوية.

وأشَارَ إلى استكمال إجراءات توريد جهاز المعجل الخطي لتقديم خدمة العلاج الإشعاعي للمرضى بتكلفة أربعة آلاف دولار، وتبني مشاريع تسهم في نشر الوعي وتفعيل الجانب البحثي وإعداد استراتيجية وطنية لمكافحة السرطان والتأهيل والتدريب.

 

مكافحة مرض السرطان مسؤولية الجميع

وفي سياق متصل، أكّـد نائب رئيس الوزراء لشؤون الرؤية الوطنية رئيس المكتب التنفيذي لإدارة الرؤية الوطنية محمود الجنيد، خلال الفعالية التي نظمتها المؤسّسة الوطنية لمكافحة السرطان، بمناسبة اليوم العالمي لمرضى السرطان، أن مكافحة مرض السرطان مسؤولية الجميع، مُشيراً إلى أن اليمنَ يفتقرُ للكثير من الخدمات الإنسانية والصحية والتنموية؛ بسَببِ تدمير العدوان للمنشآت والبنية التحتية.

وأوضح أن خطةَ الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة في مرحلتها الثانية، اهتمت بالقطاع الصحي وإعادة بناء بنيته التحتية وفق الاحتياجات الملحة والإمْكَانات المتاحة.

ولفت الجنيد إلى أهميّةِ وضعِ خطط ودراسات لبناء قدرات كادر يمني متخصص في معالجة وجراحة الأورام، مُشيراً إلى أن أعداد المصابين تتزايد؛ بسَببِ الأسلحة المحرمة دوليًّا التي يستخدمها العدوان ومنع دخول الأدوية والأجهزة الطبية جراء الحصار.

وشدّد نائب رئيس الوزراء على ضرورة تكاتف الجهود والتعاون والتنسيق بين القطاع الصحي والقطاع الخاص للتخفيف من معاناة المرضى خَاصَّة مع إغلاق مطار صنعاء وعدم قدرتهم على السفر للخارج لتلقي العلاج، لافتاً إلى دور مؤسّسة وصندوق مكافحة السرطان والمركز الوطني للأورام والقطاع الخاص في تخفيف معاناة المرضى.

من جهته، أشار رئيس صندوق مكافحة السرطان، الدكتور عبد السلام المداني، إلى أن خطورة مرض السرطان لا تكمن فقط في ارتفاع أعداد المصابين، وإنما أَيْـضاً في تداعياته الوخيمة، مؤكّـداً أهميّة التنسيق بين الجهات العاملة في مجال السرطان لمواجهة المرض والتخفيف من معاناة المرضى. ولفت إلى أهميّة المناسبة للتذكير بما تعانيه شريحة كبيرة من المجتمع جراء مرض يهدّد حياتها كُـلّ يوم.

بدوره، أكّـد عضو مجلس أمناء مؤسّسة مكافحة السرطان، محمد صلاح، حرصَ القطاع الخاص على تقديم الدعم والمساعدة للمؤسّسة، بما يمكنها من تخفيف معاناة المرضى المادية والنفسية وتحسين الخدمات الصحية والطبية وتقديم المساعدات المالية والعينية لهم، مُشيراً إلى أن الفعالية تأتي في إطار حشد الدعم والتنسيق بين المؤسّسات المعنية والقطاعين العام والخاص لتوفير احتياجات المؤسّسة الوطنية لرعاية مرضى السرطان لتمكينها من أداء مهامها، انطلاقاً من الواجب الإنساني والوطني والأخلاقي تجاه هذه الشريحة.

من جهتهم، استعرض رئيس مؤسّسة الشفقة لرعاية مرضى الفشل الكلوي والسرطان واثق القرشي ورئيس رابطة مرضى السرطان حميد اليادعي وعن الداعمين الدكتور سامي الدبعي، معاناة مرضى السرطان جراء الأوضاع الراهنة التي تمر بها البلاد.

واعتبر المشاركون من مرضى السرطان في الوقفة تجاهل المنظمة لأوضاعهم تواطئاً مع تحالف العدوان الذي يمعن في ارتكاب الجرائم والحصار الجائر بحق الشعب اليمني، وحرمان المرضى من حقهم في السفر إلى الخارج لتلقي العلاج، مؤكّـدين أن منظمة الصحة العالمية تخلت عن مسؤوليتها ودورها الإنساني والقانوني تجاه مرضى السرطان في اليمن.

ودعت الكلمات المنظمات ورجال المال والأعمال وفاعلي الخير للمساهمة في إنقاذ حياة مرضى السرطان جراء ارتفاع أسعار الأدوية وانعدامها؛ بسَببِ العدوان والحصار الذي تسبب في منع دخولها.

هذا وكانت رابطةُ مرضى السرطان نظّمت في وقت سابق وقفةً احتجاجيةً أمام مقر الأمم المتحدة بصنعاء؛ استنكاراً لتجاهل منظمة الصحة العالمية معاناة مرضى السرطان وغضها الطرف عن أوضاعهم المأساوية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com