إلى الشعب العراقي: كفى صلاةً في محراب الحزن

 

دينا الرميمة

مثّل نهايةُ العام ٢٠١٧ بدايةَ انفراجة للعراق، حَيثُ دكت أوكار داعش التي أزهقت أرواح الكثير من الشعب العراقي خدمةً للمشروع الأمريكي من جاء بها للقيام بعمليات داعشية متخذاً منها ذريعةً لبقاء قواته جاثمة على صدر الشعب العراقي يعبث بمصيره وينهب خيرات أرضه.

وبنجاح المعركة ضد داعش التي قادها الشهيدان سليماني والمهندس تقطعت أوصال داعش وتم محوُ أثرها من الأرض العراقية ليتنفس بعدها العراقيون أوكسجين لا يلوثه دخانُ الانفجارات والعمليات الانتحارية وبدأ السلام يعود لأرض السلام وغابت العمليات الانتحارية لفترة طويلة.

لكنها مجدّدًا تعود إلى الساحة في بداية العام ٢٠٢١ بتفجير انتحاريين نفسيهما وسط سوق للباعة المتجولين في بغداد، فتوشحت بالسواد عزاءً على اثنين وثلاثين شهيداً وعشرات الجرحى ضحايا هذا العمل الإرهابي المتزامن مع دخول الإدارة الجديدة للبيت الأبيض، بايدن الذي عاهد العالمَ وأمريكا بفتح صفحة بيضاء وبداية جديدة فإذا به يفتتحها بصفحةٍ ملوثة بهذا العمل الإرهابي.

وعلى ما يبدو فَـإنَّه قد انتهج سياسة الاعتماد على الوكلاء في تنفيذ المخطّط بالشرق الأوسط ليتأكّـد الجميع أن السياسة الأمريكية ثابتة مهما تغير ساكنو البيت الأبيض فجمعيهم ليسوا إلا مُجَـرّد أدوات ودُمَىً بيد الصهيونية لتوطيد أركانها في الشرق الأوسط وهيمنتها على الاقتصاد العالمي!!

الآن وبعد أن حَـلّ على أمريكا قضاءُ وقدرُ الأحرار في محور المقاومة لإخراج قواتها من الشرق ثأراً لقادة النصر الذين اغتالتهم انتقاماً لداعش منهم كما ظهر بذلك مفاخراً ترامب أنه من عظمى إنجازات.

يجمع العراقيون أن هذا العمل الإرهابي منفذُه أيادي أمريكا لخلق مبرّر لضرورة بقائها في العراق وهذا ما يعتبره العراقيين مستحيلاً.

يتأكّـد لنا اليوم حقيقة ما قاله السيد “عبدالملك الحوثي” بأن عدو الأُمَّــة واحد وتأكيده على واحدية المعركة التي يلزمها أُمَّـة موحدة للانتصار فيها.

وعلى العراقيين اليوم أن ينتهجوا نهجَ أحرار اليمن في توحيد قرارهم ضد عدو الأُمَّــة لطرده من ارضهم ويغلقون أبواب سفارته وإلا فليعلنوا ضده حرباً يعلو دخانُها زُحَلَ حتى إخراج آخر أمريكي من العراق والقضاء على كُـلِّ رموز العمالة والخيانة المترفين بثمن خيانتهم لشعبهم وأرضهم!!

على العراقيين اليوم أن يرفعوا أصواتَهم بالموت لأمريكا قبل أن تترفع أصواتُهم نحيباً على إراقة الدم العراقي وعلى مواكب الموت التي ستزدحم بها الشوارع إن بقي الأمريكيون فيها!

آن الأوان لأن ينهيَ العراق صلاتَه في محراب الحزن ويمد يدَه لبقية الأحرار في كُـلّ دول محور المقاومة للمشاركة سوياً في صناعة النصر لبلداننا وللأُمَّـة العربية وعلى رأسها القدس وفلسطين.

ولبغداد من قلبي سلام.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com