صمود الشعب من سيسقط القرار لا حكومة بايدن

 

منير الشامي

تم التخطيط والإعداد والتنفيذ للعدوان الإجرامي على وطننا الحبيب في عهد الرئيس الديمقراطي الـ44 لأمريكا -باراك أوباما – وانتهت ولايته في 20 يناير 2017م بعد قرابة مضي عامين من زمن العدوان الإجرامي علينا، استلم ترامب الجمهوري رئاسة النظام الأمريكي بعده ليواصل مسيرة العدوان الإجرامي على اليمن بدعم علني أكثر وضوحاً من سابقه أوباما، فكانت أول دولة من دول الشرق الأوسط زارها ترامب بعد فوزه هي مملكة الإجرام ليعود منها بأكثر من أربعمِئة مليار دولار، إضافة إلى الهدايا العينية الثمينة الأُخرى.

قدم النظام السعودي هذه الثروة تقرباً وزلفاً إليه وطمعاً في نيل رضاه وليس مِن أجلِ الحصول على دعمه للعدوان، كما ظن البعض؛ لأن العدوان على اليمن هو أمريكي الأصل والنشأة، صهيوني الغاية والهدف، تقوده وكالة المخابرات الأمريكية C I A من خلف الستار من وهلته الأولى، وتتولى إدارة عملياته صغيرها وكبيرها، وما نظام الرياض إلا ديكور ظاهري لقيادته فقط.

ما يعني أن الرئيس الأمريكي مُجَـرّد ناطق رسمي للنظام الذي تُعِدُّ سياستَه وتحدّد توجّـهاته أيادٍ خفية للماسونية الصهيونية، وأن مؤسّسات ذلك النظام تسير وفق ما ترسمه لها تلك الأيادي الخبيثة، فلا فرق إن كان الرئيس جمهوريا أَو ديمقراطيا، فالسياسة معدة والرئيس ما عليه إلا تنفيذ تلك السياسة أياً كان انتماؤه وتوجّـهه، والقرار الأمريكي بيد الماسونية الصهيونية.

ومثلما قرّر النظام الأمريكي شن العدوان على اليمن في عهد أوباما وجاء ترامب بعده ليكمل مسيرة الإجرام في حق الشعب اليمني، نلاحظ أن قرار النظام الأمريكي بتصنيف الشعب اليمني كجماعة إرهابية صدر في الأيّام الأخيرة من ولاية ترامب وما على جو بايدن سوى مواصلة وإكمال ما بدأه ترامب بخصوص ذلك القرار.

ويبدو أن النظام الأمريكي لم يكن موفقاً بذلك القرار إطلاقاً سواء من حَيثُ مضمونه أَو من حَيثُ توقيته، وهذا الأمر هو ما أدركه أصحاب القرار في النظام الأمريكي.

ولذلك فإعلان وزير خارجية بايدن عن مراجعة ذلك القرار يهدف إلى إتاحة الفرصة أمامهم لمحاولة النجاح فيما فشل فيه بومبيو، ولا شك أن الخارجية الأمريكية تُجرِي مباحثاتٍ واتصالاتٍ حثيثةً بدول الاتّحاد الأُورُوبي لإقناعها بتأييد قرار التصنيف ضد الشعب اليمني، وتعمل على تقييم النتائج، فَـإنَّ نجحت بالحصول على التأييد المناسب من المجتمع الدولي للقرار فسوف تدخله حيز التنفيذ، وستسعى إلى تقديم مشروع قرار به إلى مجلس الأمن الدولي في حال ما تأكّـدت من عدم تعرضه للرفض من الدول الدائمة التي تمتلك حق الفيتو؛ وذلك لتضفي عليه الشرعية الدولية المهترئة، أما إذَا فشلت في ذلك فستكون حينئذ مجبرة على إلغاء القرار، وهو ما سيتحقّق بإذن الله تعالى.

التضامن الذي ظهر مع الشعب اليمني ضد هذا القرار من قبل عشرات المنظمات الحقوقية الدولية في كثير من دول العالم وتضامن الكثير من شرفاء وأحرار العالم من محامين وحقوقيين وقانونيين وناشطين وإعلان خروجهم في نفس اليوم الذي تقرّر فيه خروج الشعب اليمني لرفض العدوان الأمريكي ورفض قراره الجائر في يوم الاثنين، الموافق 25 يناير 2021 وتحت عنوان -اليوم العالمي؛ مِن أجلِ اليمن- سيكون له أثرٌ كبيرٌ في رفض المجتمع الدولي لقرار التصنيف وسيحول دون انزلاق الكثير من الدول في أتون الغباء الأمريكي، وهذا التضامن يعد الأول من نوعه منذ بداية العدوان، وحدوثه يشير إلى أن مظلومية الشعب اليمني وصلت أخيرًا بحقيقتها إلى العالم أنظمةً ومنظماتٍ ونشطاءً، وتفسير هذا التغيير الإيجابي يفسره أحد الاحتمالات التالية:-

الاحتمال الأول: إما أن تكون دبلوماسية صنعاء ممثلة بوفدها المفاوض قد نجحت في إيصال مظلومية الشعب اليمني بصورة قوية ومؤثرة أحدثت تغييراً في شطر من الرأي العالمي تجاه المظلومية ودفعه إلى الخروج من حالة الصمت.

الاحتمال الثاني: أن يكون قرار التصنيف الجائر للنظام الأمريكي ضد الشعب اليمني هو صاحب التغيير في الرأي الإيجابي تجاه مظلومية اليمن، وفي هذه الحالة يكون النظام الأمريكي قد خدم الشعب اليمني بذلك القرار من حَيثُ لا يدري.

الاحتمال الثالث: أن يكون الاحتمالان السابقان قد تظافرا معاً لتحقيق هذه النتيجة الإيجابية، وأياً كان السبب فَـإنَّ ما يحدث يمثل انتصاراً سياسيًّا كَبيراً للشعب اليمني أحرزه بفضل الله وفضل قيادته الحكيمة وصموده وصبره وثباته.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com