القرار الأمريكي بتصنيف “أنصار الله” منظمة إرهابية خدمةٌ للنظامين الإرهابيين السعودي والإماراتي

المطري: أنصار الله هم روح الشعب الثوري وباكورة صموده ولا يهمنا كيف تنظر إلينا أمريكا

عثمان: قرار تصنيف أنصار الله منظمة إرهابية متخبط وهستيري وينطلق من مخاوف ورعب لدى السعودية والإمارات وإسرائيل

حيدر: الإرهاب ومؤسّس الإرهاب وداعم الإرهاب هو النظام الأمريكي

خبراء وقادة عسكريون لصحيفة “المسيرة”:

 

المسيرة- محمد ناصر حتروش

تجمع كافة القوى اليمنية الوطنية السياسية والاجتماعية والقبلية والعسكرية والأمنية وغيرها على رفض القرار الأمريكي الرامي إلى تصنيف “أنصار الله” منظمة إرهابية، معتبرين أن أمريكا هي أم الإرهاب وهي التي تدعم وتغذي الجماعات الإرهابية المتطرفة في العالم.

ويؤكّـد محللون وقيادات عسكرية أن قرار الإدارة الأمريكية لن يغير من الواقع شيئاً؛ وذلك كون أمريكا تقود تحالف العدوان منذ ستة أعوام.

وَيعتبر مدير الدائرة المالية بوزارة الدفاع العميد علي حسن المطري قرار الإدارة الأمريكي بتصنيف أنصار الله منظمة إرهابية محاولة يائسة لتبرئة النظامين السعودي والإماراتي من جرائمهما في اليمن، مؤكّـداً أن هذا القرار هو بمثابة خدمة أخيرة وطوق نجاة في الوقت بدل الضائع يقدمه ترمب للنظامين الإرهابين السعودي والإماراتي.

ويرى المطري أن الشعب اليمني ممثلا بالقيادة الثورية والسياسية قادر على تجاوز كُـلّ العقبات والمعوقات التي تصنعها قوى الاستكبار العالمي أمريكا وإسرائيل، لافتاً إلى أن القيادة الثورية ممثلة بالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي قلبت الطاولة على المعتدين الغزاة وحطمت آمالهم في احتلال البلد ونهب ثرواته، وَأن القيادة الثورية والسياسية تتعامل مع المستجدات والأحداث بكل حكمة، مستمدة العون من الله تعالى ومن منطلق الثقة بالله تعالى.

ويقول المطري إن أنصار الله ليسوا كما تروج أمريكا مُجَـرّد جماعة إرهابية وإنما هم روح شعبنا الثوري وباكورة صموده، لافتاً إلى أن أمريكا لا يمكن لها تصنيف أنصار الله بالإرهاب وذلك كونه مكونا واسعا جِـدًّا وله تأثير على الأراضي اليمنية، مردفا بالقول: على كُـلّ حال فنحن لا يهمنا كيف تنظر إلينا أمريكا، فهي في نهاية المطاف العدوّ الأول والأبرز لنا ورأس الحربة في العدوان علينا.

ويتابع المطري قائلاً: ما دمنا واثقين من موقفنا وحقنا المشروع في الدفاع عن ديننا وكرامتنا وسيادة أرضنا فلتذهب كُـلّ تصنيفات أمريكا ومن معها إلى الجحيم، فهم مصدر الإرهاب وأَسَاسه وهم من أنشأوا القاعدة وداعش وأخواتهما بفكر سعودي وهَّـابي وبتمويل خليجي وإشراف وتوجيه أمريكي إسرائيلي مباشر.

ويؤكّـد المطري أن القرار الأمريكي لن يثني أنصار الله والقوى اليمنية الحرة عن مواصلة دورها الوطني في مقاومة العدوان والانتصار لقيم الحق والعدالة ومحاربة الإرهاب الموجَّه صوب اليمن أرضاً وإنساناً، داعياً كافة الشعب اليمني إلى بذل المزيد من الجهود ومواصلة رفد الجبهات بالمال والرجال حتى تحقيق النصر، مؤكّـداً أن تطوير القدرات القتالية ورفد الجبهات وتعزيز الموقف العسكري والسياسي من شأنه تحقيق النصر وكسر الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة.

 

أنصار الله صمام أمان البلد

من جانبه يرى المحلل العسكري ماجد المطري أن العالم بكله يعلم تماماً بأن أمريكا هي مصنع ومصدر الإرهاب وهي من توجّـه وتسخر الإرهاب والإرهابيين لخدمة أجنداتها ومصالحها في مختلف بقاع العالم، منوِّهًا إلى أنه أينما وجدت أمريكا وجد معها الإرهاب ويسير معها حَيثُ ما سارت.

ويؤكّـد المطري أن محاولة أمريكا إلصاق تهمة الإرهاب على الدول والمكونات والتيارات وحتى الشخصيات الحرة والشريفة المقاومة للهيمنة الأمريكية والإسرائيلية في العالم وفي مقدمتها حركة أنصار الله في اليمن، فَـإنَّ تلك التصنيفات هي تصنيفات غير مقبولة، ومرفوضة تماماً.

ويتساءل المطري: لماذا أمريكا لا تدين نفسها وَتوقف إرهابها في سوريا والعراق واليمن وفي غيرها؟، مطالبا المجتمع الدولي بالضغط على أمريكا لإيقاف تقديم الدعم اللوجستي للنظامين الإرهابيين السعودي والإماراتي.

ويوضح المطري أن جرائم النظامين السعودي والإماراتي بحق اليمنيين التي لم يسلم منها حتى النساء والأطفال وحتى المدارس والمستشفيات ودور العبادة ومراكز المعاقين والمكفوفين كفيلة بتصنيفهم إرهابيين، مردفاً بالقول: قمة الوقاحة أن تصنف أمريكا أم الإرهاب القوى الحرة والمقاومة بتهم الإرهاب وَتلك القوى الحرة تعاني تحت وطأة الإرهاب والحصار الأمريكي عبر أدواته الخليجية.

ويشير المطري إلى أن أنصار الله مكون وطني أصيل يحظى بتقدير واحترام الشعبِ اليمني الذي يعده صمام أمان للأرض والإنسان اليمني في كُـلّ أرجاء البلاد.

ويعتبر القرار الذي اتخذته إدارة ترامب في تصنيف أنصار الله ضمن قائمة الإرهاب من المؤكّـدات الفعلية على أن أمريكا دخلت حالة من التخبط واللاتوازن وأن عقيدتها الاستراتيجية والسياسية والعسكرية تجاه التحولات التي تحصل على مستوى المنطقة واليمن تحديداً قد فشلت وتحطمت، حسب ما يفيده المحلل العسكري زين العابدين عثمان.

ويعتقد عثمان أن التغير الكبير في القوة والقدرات التي أصبح عليها اليمن وخُصُوصاً القدرات الردعية كان محورا أَسَاسيا في لجم تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي وكسره عسكريًّا، وأن تلك القدرات غيرت بفضل الله سبحانه وتعالى وجه الحرب بكل أبعادها وقلبت التوازنات من حالة الدفاع إلى الهجوم وجعلت أمريكا ووكلاءها “السعودي والإماراتي يفقدون كُـلّ عناصر المبادرة ويفقدون القدرة حتى على حماية أنفسهم.

ويؤكّـد عثمان أن السعودية اليوم تُضرب في العمق، وقد قصفت القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير اليمني أهم المناطق الحيوية بالعمق السعودي وعلى رأسها محطات أرامكو النفطية والمطارات والمدن الصناعية رغم احتمائها بأحدث التكنولوجيا الدفاعية الأمريكية.

وَيؤكّـد عثمان أن الهزيمة بدأت تطرق أبواب تحالف العدوان وتغتال منظومةَ الاستقرار والأمن القومي والاقتصادي للسعودية والإمارات، مبينًا أن الخسائر الفادحة التي يتلقاها تحالف العدوان وضع أمريكا أمام أمر واقع هو أن اليمن أصبح قوة استراتيجية صعبٌ كسرُها، ورقم صعب في ميزان القوى الإقليمية.

ويرى عثمان أن المخاوف التي كان يتحفظ بها خبراءُ الحرب الأمريكيون من هذا التحول أصبحت على السطح، مؤكّـداً أن إسرائيلَ التي تترقب المشهد عن كثب التحقت بسيل هذه المخاوف وأعلنت عبر مسؤوليها ووسائل إعلامها العبرية عن عمق مخاوفها من قدرات اليمن الهجومية ومن خطورتها التي قد تداهم كيانها وعمقها الحيوي.

ويلفت عثمان إلى أن قرار إدارة ترامب بتصنيف أنصار الله كمنظمة إرهابية هو عملٌ متخبط وهستيري انطلق من واقع المخاوف والرعب الذي يمزق النظام السعودي والإماراتي وكذلك إسرائيل.

ويضيف عثمان: وهو محاولة فاشلة مع محاولة تشديد الحصار والعقوبات لاحتواء قدرات اليمن، وأنه غير مستبعد أن إسرائيل وبتمويل سعودي قد دفعت ترامب لاتِّخاذ هذا القرار كورقة أخيرة وَقبل مغادرته البيت الأبيض في 21 يناير، مبينًا أن هذا القرار لن يقدم أَو يؤخر ولن يزيد الشعب اليمني سوى قوة وَإرادَة في زيادة رصيد قوته وقدراته لمواجهة المشاريع الأمريكية والإسرائيلية.

 

إرهابيون بالمعنى القرآني وليس بالمعنى الشيطاني

المقدم خالد حيدر -مدير الأنشطة بدائرة الرعاية الاجتماعية بوزارة الدفاع- من جهته يرى أن تصنيفَ أمريكا لأنصار الله بالإرهابيين محطة فخر واعتزاز ومدعاة لأن نشكر ربنا أنه وفقنا لتحقيق الأمر الإلهي في سورة الأنفال وهو قوله تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ).

ويؤكّـد حيدر أن الإرهاب القرآني الذي طلبه من المؤمنين يكمن في إرهاب العدوّ وجعله يعيد حساباته وربما تجعلُه يجمد قرارات ويوقف مخطّطات ويغيّر مسارات كانت تستهدفُ المؤمنين.

ويفيد حيدر أن الإرهاب ومؤسّس الإرهاب وداعم الإرهاب هو النظام الأمريكي، موضحًا أن أمريكا تعتمدُ على الإرهاب لزعزعة استقرار الشعوب العربية والإسلامية الحرة وتخويفهم بهذه المنظمات الإرهابية التي شكّلتها ومولتها ماديًّا وعينيًّا؛ بهَدفِ الهيمنة والاحتلال غير المباشر.

ويوضح حيدر أن ظهورَ هذه الدولة قام على اعتمادِ الإرهاب كوسيلةٍ أَسَاسيةٍ للتعامل مع سائر الدول وحتى مع الشعب الأمريكي نفسه، مُشيراً إلى أن تعامل الإدارات الأمريكية المتعاقبة مع غيرها من الدول تتخذ من الإرهاب الأدَاةَ المفضلة للسيطرة والتحكم على تلك الدول، وأن ذلك اتضح جليًّا في فيتنام، كوبا، أفغانستان، العراق، ليبيا، سوريا.

ويرى حيدر أن الغرضَ من وراء تمرير هذا التصنيف هو تضييقُ الحصار المفروض على هذا الشعب العظيم المظلوم منذ سنوات، وبما ينعكس على الحالة المعيشية والصحية والاقتصادية، ويزيد من تأزيم الوضع الإنساني في اليمن الذي يعاني نصفُ سكانه من انعدام الأمن الغذائي؛ بسَببِ العدوان الغاشم، مؤكّـداً أن “شعبَ الإيمان والحكمة المؤمن بالله ولم ولن يفزع أَو يجزع مما يقوله المعتوهُ فاقدُ الأهلية، وإنما يزدادُ صموداً وقوةَ إيمان بالله وتمسكاً بولائه لقائد المسيرة القرآنية السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com