الخبير الاستراتيجي والعسكري اللواء الركن طيار عبد الله الجفري في حوار لـ “المسيرة”:

  • المنطقة ستشتعل إذا أقدم العدوان على تصعيد قادم في الساحل الغربي وقواتنا المسلحة تملك زمام المبادرة
  • مرتزقة العدوان لم يستطيعوا التقدمَ شبراً واحداً في الحديدة على الرغم من الخروقات اليومية المتواصلة
  • تصعيد مرتزقة العدوان في الساحل الغربي جاء بعد القرار الأمريكي بتصنيف أنصار الله منظمة إرهابية معتبرة أن سيدتهم أمريكا أعطتهم الضوءَ الأخضر
  • القرار الأمريكي بتصنيف أنصار الله منظمةً إرهابية غير مدروس وهو أوهن من بيت العنكبوت
  • اتّفاق السويد يترنح ومرتزقة العدوان يسعون جاهدين لإفشاله
  • في حال تأييد الإدارة الأمريكية لهذا القرار وفشل اتّفاق السويد لن تكونَ الملاحة البحرية عبرَ مضيق باب المندب في مأمن
  • أمريكا لا تستطيع العيشَ إلا بالإرهاب وكل من يقف في صف محور المقاومة ويواجه الكيان الصهيوني تصنفه أمريكا إرهابياً

 

  • قرار تصنيف أنصار الله منظمة إرهابية وفشل اتّفاق السويد سيدخل المنطقة برمتها في معركة كبرى
  • معركة الساحل الغربي تم الإعداد والتحضير لها بجاهزية كبيرة وبشكل لا تتخيله قوى العدوان والمرتزقة

المسيرة – حاوره منصور البكالي

أكّـد الخبيرُ العسكري والاستراتيجي، اللواء الركن طيار عبد الله الجفري، أن قوى العدوان والمرتزِقة لجأوا إلى التصعيد في جبهة الساحل الغربي لليمن مؤخّراً بعد اعتزام أمريكا تصنيفَ أنصار الله “منظمة إرهابية”.

وقال في حوار خاص مع صحيفة “المسيرة”: إن مرتزِقة العدوان يعتبرون أمريكا هي سيدتهم، مؤكّـداً أن اتّفاق السويد يترنح وأن المرتزِقة يسعون إلى إفشاله.

وأوضح اللواء الجفري أن المنطقةَ ستشتعل إذَا أقدم العدوان على تصعيد قادم في الساحل الغربي؛ لأَنَّ قواتنا المسلحة تملك زمام المبادرة.

إلى نص الحوار:

 

– بدايةً كيف تنظرون سيادة اللواء إلى التصعيد الأخيرة لقوى العدوان والمرتزِقة في الحديدة؟

في الواقع أننا ننظُرُ إلى تصعيد مرتزِقة العدوان في الساحل الغربي أنه ليس بجديد وهو مستمر منذ الوهلة الأولى، وخَاصَّة بعد اتّفاق السويد الذي أشرفت عليه ورعته الأمم المتحدة.

ونحن نؤكّـد مراراً وتكراراً أن فريق صنعاء والقوات المسلحة نفذوا كُـلّ ما عليهم من التزامات، تأكيداً لحسن النوايا، في حين لم يقدم مرتزِقة العدوان على تنفيذ أيٍّ من البنود التي عليهم؛ لأَنَّ القرار ليس بأيديهم.

 

– ولكن برأيكم سيادة اللواء.. ما سِرُّ التصعيد مؤخّراً على ميناء الحديدة؟

هدفُ هذا التصعيد هو السيطرةُ على ميناء الحديدة، الذي يعتبر الشريانَ الوحيدَ لتغذية أبناء الشعب اليمني لأكثرَ من 27 مليوناً؛ ولهذا يحاول العدوان والمرتزِقة السيطرة عليه بأية طريقة، ولهذا فَـإنَّ تفجير الأوضاع في المنطقة وتحديداً في جبهة الساحل الغربي لبلادنا لن يكونَ في مأمن للأعداء، وستتداخل القواسمُ المشتركة للقوى الإقليمية والدولية.

وبخصوص ميناء الحديدة فهو مرهونٌ بعواصم دول التحالف، بما فيها الرياض وأبو ظبي، خَاصَّةً بعد تصريحات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، ومن خلال استراتيجية توازن الردع، والقدرات الصاروخية بالصواريخ البالستية وسلاح الجو المسيَّر الذي استطاع أن يصلَ إلى العُمقِ الاستراتيجي الداخلي لدول تحالف العدوان، بما فيها ضرب وزارة الدفاع في الرياض وقصر اليمامة وشركة النفط أرامكو وأنابيب النفط في عملية التاسع من رمضان بسبع طائرات، ناهيك عن قصف مفاعل براك النووي في أبو ظبي وقصف مطار دبي، ومطار أبو ظبي، هذه كانت تجربةً أثبتت نجاحها، وبهذه الأسلحة التي أرهبت العدوّ وأصبحت اليوم تندرجُ في عمليات توزن الردع.

 

– تعتقدون أن العمليات العسكرية التي أشرتم إليها ستردعُ قوى العدوان عن أية حماقة في الحديدة؟

بالطبع، وأؤكّـد لك ذلك؛ لأَنَّه بعد هذه العمليات العسكرية الكبرى توقف المجتمعُ الدولي وأدركوا أن مسألة الحديدة وميناء الحديدة لن يكون لقمةً سائغةً وليس بالأمر السهل لهم.

 

– ولكن ماذا لو أقدم العدوان على ارتكاب حماقة وهاجم الميناء؟

أعتقدُ أن أيَّ هجوم على الحديدة سيشعل المنطقة، ونحن لن نسمح للأعداء بالسيطرة على الحديدة، وميناء الحديدة، وقواتنا المسلحة ستوجّـه لهم ضرباتٍ قاصمةً في حالِ أي تصعيد عسكري قادم؛ لذلك هم يدركون هذه المخاطرَ جيِّدًا؛ ولهذا يلجأون إلى حصار الشعب، والذي أحدث كارثةً إنسانيةً على اليمنيين.

 

– ذكر المتحدثُ باسم القوات المسلحة في بداية العام الجاري أن العدوان والمرتزِقة ارتكبوا أكثرَ من 50 ألف خرق لاتّفاق وقف إطلاق النار بالحديدة.. ما مستقبل الاتّفاق بعد كُـلّ هذه الخروقات؟

الحقيقة أن العدوان يسعى إلى استفزاز الجيش واللجان الشعبيّة، ليتم القضاءُ نهائياً على هذا الاتّفاق، لكن قواتنا تتمتعُ بضبط النفس، حَيثُ لم تنجر وراء هذه الاستفزازات، لكن ومع ذلك فَـإنَّ مرتزِقة العدوان لم يستطيعوا التقدم شبراً واحداً في الحديدة على الرغم من الخروقات اليومية المتواصلة.

 

– ماذا بشأن اتّفاق السويد.. هل فشل أم أنه لا يزال قائماً؟

اتّفاقُ السويد لا يزال قائماً، برغم ضبط النفس؛ تجنُّباً من أية كارثة ستحل بالمنطقة، لكننا نعتقد أن هذا الاتّفاقَ لا يزال يترنح.

برغم أن هذا الاتّفاق جاء في سياق الجانب الإنساني للحفاظ على دماء وممتلكات أبناء الحديدة المنكوبة، ولكي توصل المساعدات إلى المواطنين الذين شهدوا مجاعة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، لكن مرتزِقة العدوان يسعَون جاهدين لإفشال الاتّفاق.

 

– اعتزامُ أمريكا على تصنيف “أنصار الله” منظمة إرهابية.. هل تعتقدون أن له دوراً في تشجيع المرتزِقة على التصعيد في الساحل؟

نعم، فسماعُ مرتزِقة العدوان لتصريح وزير الخارجية الأمريكي بتصنيف أنصار الله منظمةً إرهابيةً دفعهم إلى زيادةِ التصعيد وتفعيل هذا المشروع، معتبرين بأنه ضوءٌ أخضرُ من قبل سيدتهم أمريكا، ونحن نعتقد أن هذه التصريحاتِ الأمريكيةَ هي محاولةٌ لنقل المعركة، ولفت الانتباه عن الكارثة التي ارتكبها المعتوه ترامب باقتحام مبنى الكونجرس الأمريكي، وما رافقها من أحداث شغب، وَهذا كان أحد الأسباب، إضافةً إلى سعيه لتحقيق مكاسبَ سياسية قبل مغادرته للبيت الأبيض، وأن يكسبَ تعاطُفَ أبناء الشعب الأمريكي للوقوف إلى جانبه في دعواه بتزوير الانتخابات.

إننا ننظر إلى هذه التصريحات كونها تأتي من طرف واحد وهي من قبل الدولة الأمريكية، ولم تكن من قبل المؤسّسات والهيئات الدولية، مثل القرارات التي صدرت عن مجلس الأمن والأمم المتحدة، وبالتالي وُلد هذا القرار وهو فاشل؛ لأَنَّ هناك من أعضاء الحزب الجمهوري من اعترض على هذا التصريح وهم من ذات الحزب الذي ينتمي إليه الرئيس ترامب، وكذا على مستوى الاتّحاد الأُورُوبي الذي اعترض على هذا القرار، وكَثيراً من المنظمات والهيئات والدول العربية والمكونات السياسية وأحرار العالم اعترضوا على هذا القرار، وهناك احتجاج كبير وواسع شاهدناه على وسائل الإعلام.

 

– أنتم من وجهة نظركم سيادة اللواء.. كيف تنظرون إلى هذا القرار؟

هو قرارٌ غيرُ مدروس وَلا نُحمد عقباه، ولكن هؤلاء الأغبياء الذين في الساحل الغربي يفتكرون أن أمريكا هي الكل في الكل، وهم في الحقيقة أوهن من بيت العنكبوت، وهذه تصرفاتٌ غربية طائشة وصبيانية ولكنها في الأخير ستفشل.

ونحن نرى أن هذا القرار سيدخل المنطقة في كارثة لا تُحمد عقباها، وفي حال تطبيقه وانتهاء اتّفاق السويد ستشهد المنطقة برمتها معركةً كبرى ليس على مستوى محافظة الحديدة فقط، بل على مستوى المنطقة، ونؤكّـد هنا أن قرارَ العدوان اتخذ من أمريكا ومن يقود العدوان هي أمريكا ومن اتخذ قرارَ تصنيف أنصار الله منظمةً إرهابيةً هي أمريكا، هنا ندرك أن الهدفَ هو واحدٌ والعدوّ واحد وهو العدوّ الأمريكي، ومن معه مُجَـرّد أدوات وأوراق ستحترق وهي تخوضُ المواجهةَ نيابةً عن أمريكا.

إن هذا القرارَ السياسي يرادُ من خلاله التصعيد العسكري في جبهة الساحل الغربي وتخفيف الضغط على ما بقي من محافظة مأرب، ولكن رجالَ الله وأبطال الجيش واللجان الشعبيّة لهم بالمرصاد، وهناك من الحساباتِ السياسية والعسكرية التي ترصُدُها القيادةُ وتعمل من خلالها الخطط والاستراتيجيات والبرامج والتكتيكات والحسابات الدقيقة جِـدًّا التي تنطلق من أهداف ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر التي هي تحريرُ كُـلّ التراب اليمني ورفع الوصاية الخارجية وتحقيق الاستقلال وإن شاء الله يكون هذا لعام هو عام التحرير والاستقلال.

معركة الساحل الغربي قد تم الإعداد والتحضير والاستعداد لها بأتمِّ الجهوزية وبشكلٍ لا تتخيَّلُه قوى العدوان والمرتزِقة.

 

– وَماذا بشأن مستقبل الملاحة البحرية في البحر الأحمر في حال تم التصعيد والدخول في هذه الحرب المفصلية؟

مستقبلُ الملاحة البحرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب حالَ تأييد الإدارة الأمريكي الجديدة لهذا القرار فَـإنَّ شعبَنا اليمني لا يعوِّلُ على أمريكا وما ستقوله أمريكا ولا يربط مصيرُه برئيس أمريكي قديم أَو جديد.

شعبُنا اليمني حاضرٌ ومستعدٌّ للمواجهة أمام كُـلّ الخيارات التي تديرُها الماسونيةُ العالمية، وهذا القرار سينعكسُ سلباً على العملية السياسية وعلى اتّفاق السويد، برغم المعاناة والتبعات التي ستلحق بشعبنا اليمني الذي لا يعوِّلُ على الأمم المتحدة أَيْـضاً ولا على مواقفها من هذا القرار، ونرى أن مصيرَ اتّفاق السويد هو الاضطرابُ والاختلالُ الذي يسعى من خلاله العدوُّ الأمريكي إلى التدخُّلِ المباشر بالقوة العسكرية للسيطرة على ميناء الحديدة وتشديد الخناق الاقتصادي على شعبنا اليمني.

ولهذا نقول: حال تأييد الإدارة الأمريكية لهذا القرار وفشل اتّفاق السويد لن تكونَ الملاحة البحرية عبر مضيق باب المندب بمأمن من ذلك، وستتضرر كُـلُّ المصالح الدولية، والمنافذ البحرية، وُصُـولاً إلى قناة السويس، ولن تعد اليمنُ كما كانت في السابق حديقةً خلفيةً لدول الاستعمار العالمي ومسلوبةَ القرار منذُ أكثرَ من 50 عاماً، ولكن في الأخير نقول: إن حديثَ أمريكا عن الإرهاب مثل حديث العاهرة عن الشرف؛ لأَنَّها هي أُمُّ الإرهاب وأبو الإرهاب وهي الكُلُّ في الكل، وَفي ما يتعلق بالإرهاب وأمريكا لا تستطيع العيش إلا بالإرهاب وهي تستخدم هذه الذريعة لتحتل الأوطان وتسلب قراراتها وتنهب ثرواتها ومقدراتها، كما حصل في فيتنام وفي اليابان في عام 1945م عندما قصفت اليابان بقنابل ذرية محرمة دوليًّا في منطقتي “نكازاكي وهوريشيما” وراح ضحيتها أكثر من 70 ألفاً خلال 24 ساعة، أليس هذا هو الإرهاب، كما هي الإشارة إلى ما تعمله في المنطقة من أفغانستان إلى العراق وسوريا وليبيا واليمن، فأمريكا هي من تقف خلف هذا المخطّط الإرهابي.

كما نؤكّـد أن هذه الدولة اللقيطة التي قتلت الهنود الحمر واحتلت وطنهم هي من صعدت وتأسست على الإرهاب، كما هو أَيْـضاً الكيان الصهيوني اللقيط الذي أنجبته بريطانيا وأمريكا بذات السياسة الإرهابية ومن ثم فرضته على الشعب الفلسطيني، وعلى هذه الأُمَّــة أليس هذا إرهاباً؟!

ودعني أقُلْ لك: من زرع التنظيماتِ الداعيةَ بانتسابها وانتمائها للدين الإسلامي في ثمانينيات القرن الماضي؟ أليست أمريكا لمواجهة الشعوب والثورة الإسلامية الإيرانية التي انتصرت في شهر فبراير عام 1979م.

ومن يقف في محور المقاومة لمواجهة الهيمنة الأمريكية يُصنَّف اليوم بالإرهاب، وأيةُ حركة تواجهُ الكيان الصهيوني تقفُ أمريكا في مواجهتها بكل ثقلها وأدواتها، وكذا من يواجه التكوينات التكفيرية الإجرامية الوهَّـابية اللقيطة أَيْـضاً أَو يسعى لكشف هُـوِيَّتها تقف أمريكا في مواجهته، فأمريكا لا تريد أن يمُسَّ أحدٌ بكياناتها اللقيطة صهيونيةً أَو وهَّـابيةً.

 

– برأيكم سيادة اللواء.. كيف سيرد الشعبُ اليمني على هذا القرار الأمريكي؟

الشعب اليمني سيزداد عزماً وصموداً وَإصراراً وَتصدياً وَمواجَهةً لهذا العدوان من خلال مواصلة رفد الجبهات، والمجاهدون سيدوسون على كُـلّ تلك القرارات بأحذيتهم الطاهرة، وأمريكا اليوم حقيقةً تترنحُ وتعيشُ أسوأَ أزمة سياسية داخلية كبيرة جِـدًّا سننتظرُها في الساعاتِ القادمة.

 

– كلمة أخيرة تودون إضافتها؟

هذا القرار لا يعنينا لا من قريب ولا من بعيد، ونحن معتمدون على الله ومتوكلون عليه وعلى قيادتنا الثورية والسياسية والعسكرية وعلى صمود أبناء شعبنا اليمني الذي يؤمنُ بعدالة قضيته في الدفاع عن الأرض وعن العِرض والسيادة والكرامة والحرية والاستقلال، وإيمانه المطلق بقضيته المركَزية لهذه الأُمَّــة وهي قضيةُ فلسطين المحتلّة من قبل الكيان الصهيوني.

  • المنطقة ستشتعل إذا أقدم العدوان على تصعيد قادم في الساحل الغربي وقواتنا المسلحة تملك زمام المبادرة
  • مرتزقة العدوان لم يستطيعوا التقدمَ شبراً واحداً في الحديدة على الرغم من الخروقات اليومية المتواصلة
  • تصعيد مرتزقة العدوان في الساحل الغربي جاء بعد القرار الأمريكي بتصنيف أنصار الله منظمة إرهابية معتبرة أن سيدتهم أمريكا أعطتهم الضوءَ الأخضر
  • القرار الأمريكي بتصنيف أنصار الله منظمةً إرهابية غير مدروس وهو أوهن من بيت العنكبوت
  • اتّفاق السويد يترنح ومرتزقة العدوان يسعون جاهدين لإفشاله
  • في حال تأييد الإدارة الأمريكية لهذا القرار وفشل اتّفاق السويد لن تكونَ الملاحة البحرية عبرَ مضيق باب المندب في مأمن
  • أمريكا لا تستطيع العيشَ إلا بالإرهاب وكل من يقف في صف محور المقاومة ويواجه الكيان الصهيوني تصنفه أمريكا إرهابياً

الخبير الاستراتيجي والعسكري اللواء الركن طيار عبد الله الجفري في حوار لـ “المسيرة”:

  • قرار تصنيف أنصار الله منظمة إرهابية وفشل اتّفاق السويد سيدخل المنطقة برمتها في معركة كبرى
  • معركة الساحل الغربي تم الإعداد والتحضير لها بجاهزية كبيرة وبشكل لا تتخيله قوى العدوان والمرتزقة

المسيرة – حاوره منصور البكالي

أكّـد الخبيرُ العسكري والاستراتيجي، اللواء الركن طيار عبد الله الجفري، أن قوى العدوان والمرتزِقة لجأوا إلى التصعيد في جبهة الساحل الغربي لليمن مؤخّراً بعد اعتزام أمريكا تصنيفَ أنصار الله “منظمة إرهابية”.

وقال في حوار خاص مع صحيفة “المسيرة”: إن مرتزِقة العدوان يعتبرون أمريكا هي سيدتهم، مؤكّـداً أن اتّفاق السويد يترنح وأن المرتزِقة يسعون إلى إفشاله.

وأوضح اللواء الجفري أن المنطقةَ ستشتعل إذَا أقدم العدوان على تصعيد قادم في الساحل الغربي؛ لأَنَّ قواتنا المسلحة تملك زمام المبادرة.

إلى نص الحوار:

 

– بدايةً كيف تنظرون سيادة اللواء إلى التصعيد الأخيرة لقوى العدوان والمرتزِقة في الحديدة؟

في الواقع أننا ننظُرُ إلى تصعيد مرتزِقة العدوان في الساحل الغربي أنه ليس بجديد وهو مستمر منذ الوهلة الأولى، وخَاصَّة بعد اتّفاق السويد الذي أشرفت عليه ورعته الأمم المتحدة.

ونحن نؤكّـد مراراً وتكراراً أن فريق صنعاء والقوات المسلحة نفذوا كُـلّ ما عليهم من التزامات، تأكيداً لحسن النوايا، في حين لم يقدم مرتزِقة العدوان على تنفيذ أيٍّ من البنود التي عليهم؛ لأَنَّ القرار ليس بأيديهم.

 

– ولكن برأيكم سيادة اللواء.. ما سِرُّ التصعيد مؤخّراً على ميناء الحديدة؟

هدفُ هذا التصعيد هو السيطرةُ على ميناء الحديدة، الذي يعتبر الشريانَ الوحيدَ لتغذية أبناء الشعب اليمني لأكثرَ من 27 مليوناً؛ ولهذا يحاول العدوان والمرتزِقة السيطرة عليه بأية طريقة، ولهذا فَـإنَّ تفجير الأوضاع في المنطقة وتحديداً في جبهة الساحل الغربي لبلادنا لن يكونَ في مأمن للأعداء، وستتداخل القواسمُ المشتركة للقوى الإقليمية والدولية.

وبخصوص ميناء الحديدة فهو مرهونٌ بعواصم دول التحالف، بما فيها الرياض وأبو ظبي، خَاصَّةً بعد تصريحات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، ومن خلال استراتيجية توازن الردع، والقدرات الصاروخية بالصواريخ البالستية وسلاح الجو المسيَّر الذي استطاع أن يصلَ إلى العُمقِ الاستراتيجي الداخلي لدول تحالف العدوان، بما فيها ضرب وزارة الدفاع في الرياض وقصر اليمامة وشركة النفط أرامكو وأنابيب النفط في عملية التاسع من رمضان بسبع طائرات، ناهيك عن قصف مفاعل براك النووي في أبو ظبي وقصف مطار دبي، ومطار أبو ظبي، هذه كانت تجربةً أثبتت نجاحها، وبهذه الأسلحة التي أرهبت العدوّ وأصبحت اليوم تندرجُ في عمليات توزن الردع.

 

– تعتقدون أن العمليات العسكرية التي أشرتم إليها ستردعُ قوى العدوان عن أية حماقة في الحديدة؟

بالطبع، وأؤكّـد لك ذلك؛ لأَنَّه بعد هذه العمليات العسكرية الكبرى توقف المجتمعُ الدولي وأدركوا أن مسألة الحديدة وميناء الحديدة لن يكون لقمةً سائغةً وليس بالأمر السهل لهم.

 

– ولكن ماذا لو أقدم العدوان على ارتكاب حماقة وهاجم الميناء؟

أعتقدُ أن أيَّ هجوم على الحديدة سيشعل المنطقة، ونحن لن نسمح للأعداء بالسيطرة على الحديدة، وميناء الحديدة، وقواتنا المسلحة ستوجّـه لهم ضرباتٍ قاصمةً في حالِ أي تصعيد عسكري قادم؛ لذلك هم يدركون هذه المخاطرَ جيِّدًا؛ ولهذا يلجأون إلى حصار الشعب، والذي أحدث كارثةً إنسانيةً على اليمنيين.

 

– ذكر المتحدثُ باسم القوات المسلحة في بداية العام الجاري أن العدوان والمرتزِقة ارتكبوا أكثرَ من 50 ألف خرق لاتّفاق وقف إطلاق النار بالحديدة.. ما مستقبل الاتّفاق بعد كُـلّ هذه الخروقات؟

الحقيقة أن العدوان يسعى إلى استفزاز الجيش واللجان الشعبيّة، ليتم القضاءُ نهائياً على هذا الاتّفاق، لكن قواتنا تتمتعُ بضبط النفس، حَيثُ لم تنجر وراء هذه الاستفزازات، لكن ومع ذلك فَـإنَّ مرتزِقة العدوان لم يستطيعوا التقدم شبراً واحداً في الحديدة على الرغم من الخروقات اليومية المتواصلة.

 

– ماذا بشأن اتّفاق السويد.. هل فشل أم أنه لا يزال قائماً؟

اتّفاقُ السويد لا يزال قائماً، برغم ضبط النفس؛ تجنُّباً من أية كارثة ستحل بالمنطقة، لكننا نعتقد أن هذا الاتّفاقَ لا يزال يترنح.

برغم أن هذا الاتّفاق جاء في سياق الجانب الإنساني للحفاظ على دماء وممتلكات أبناء الحديدة المنكوبة، ولكي توصل المساعدات إلى المواطنين الذين شهدوا مجاعة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، لكن مرتزِقة العدوان يسعَون جاهدين لإفشال الاتّفاق.

 

– اعتزامُ أمريكا على تصنيف “أنصار الله” منظمة إرهابية.. هل تعتقدون أن له دوراً في تشجيع المرتزِقة على التصعيد في الساحل؟

نعم، فسماعُ مرتزِقة العدوان لتصريح وزير الخارجية الأمريكي بتصنيف أنصار الله منظمةً إرهابيةً دفعهم إلى زيادةِ التصعيد وتفعيل هذا المشروع، معتبرين بأنه ضوءٌ أخضرُ من قبل سيدتهم أمريكا، ونحن نعتقد أن هذه التصريحاتِ الأمريكيةَ هي محاولةٌ لنقل المعركة، ولفت الانتباه عن الكارثة التي ارتكبها المعتوه ترامب باقتحام مبنى الكونجرس الأمريكي، وما رافقها من أحداث شغب، وَهذا كان أحد الأسباب، إضافةً إلى سعيه لتحقيق مكاسبَ سياسية قبل مغادرته للبيت الأبيض، وأن يكسبَ تعاطُفَ أبناء الشعب الأمريكي للوقوف إلى جانبه في دعواه بتزوير الانتخابات.

إننا ننظر إلى هذه التصريحات كونها تأتي من طرف واحد وهي من قبل الدولة الأمريكية، ولم تكن من قبل المؤسّسات والهيئات الدولية، مثل القرارات التي صدرت عن مجلس الأمن والأمم المتحدة، وبالتالي وُلد هذا القرار وهو فاشل؛ لأَنَّ هناك من أعضاء الحزب الجمهوري من اعترض على هذا التصريح وهم من ذات الحزب الذي ينتمي إليه الرئيس ترامب، وكذا على مستوى الاتّحاد الأُورُوبي الذي اعترض على هذا القرار، وكَثيراً من المنظمات والهيئات والدول العربية والمكونات السياسية وأحرار العالم اعترضوا على هذا القرار، وهناك احتجاج كبير وواسع شاهدناه على وسائل الإعلام.

 

– أنتم من وجهة نظركم سيادة اللواء.. كيف تنظرون إلى هذا القرار؟

هو قرارٌ غيرُ مدروس وَلا نُحمد عقباه، ولكن هؤلاء الأغبياء الذين في الساحل الغربي يفتكرون أن أمريكا هي الكل في الكل، وهم في الحقيقة أوهن من بيت العنكبوت، وهذه تصرفاتٌ غربية طائشة وصبيانية ولكنها في الأخير ستفشل.

ونحن نرى أن هذا القرار سيدخل المنطقة في كارثة لا تُحمد عقباها، وفي حال تطبيقه وانتهاء اتّفاق السويد ستشهد المنطقة برمتها معركةً كبرى ليس على مستوى محافظة الحديدة فقط، بل على مستوى المنطقة، ونؤكّـد هنا أن قرارَ العدوان اتخذ من أمريكا ومن يقود العدوان هي أمريكا ومن اتخذ قرارَ تصنيف أنصار الله منظمةً إرهابيةً هي أمريكا، هنا ندرك أن الهدفَ هو واحدٌ والعدوّ واحد وهو العدوّ الأمريكي، ومن معه مُجَـرّد أدوات وأوراق ستحترق وهي تخوضُ المواجهةَ نيابةً عن أمريكا.

إن هذا القرارَ السياسي يرادُ من خلاله التصعيد العسكري في جبهة الساحل الغربي وتخفيف الضغط على ما بقي من محافظة مأرب، ولكن رجالَ الله وأبطال الجيش واللجان الشعبيّة لهم بالمرصاد، وهناك من الحساباتِ السياسية والعسكرية التي ترصُدُها القيادةُ وتعمل من خلالها الخطط والاستراتيجيات والبرامج والتكتيكات والحسابات الدقيقة جِـدًّا التي تنطلق من أهداف ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر التي هي تحريرُ كُـلّ التراب اليمني ورفع الوصاية الخارجية وتحقيق الاستقلال وإن شاء الله يكون هذا لعام هو عام التحرير والاستقلال.

معركة الساحل الغربي قد تم الإعداد والتحضير والاستعداد لها بأتمِّ الجهوزية وبشكلٍ لا تتخيَّلُه قوى العدوان والمرتزِقة.

 

– وَماذا بشأن مستقبل الملاحة البحرية في البحر الأحمر في حال تم التصعيد والدخول في هذه الحرب المفصلية؟

مستقبلُ الملاحة البحرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب حالَ تأييد الإدارة الأمريكي الجديدة لهذا القرار فَـإنَّ شعبَنا اليمني لا يعوِّلُ على أمريكا وما ستقوله أمريكا ولا يربط مصيرُه برئيس أمريكي قديم أَو جديد.

شعبُنا اليمني حاضرٌ ومستعدٌّ للمواجهة أمام كُـلّ الخيارات التي تديرُها الماسونيةُ العالمية، وهذا القرار سينعكسُ سلباً على العملية السياسية وعلى اتّفاق السويد، برغم المعاناة والتبعات التي ستلحق بشعبنا اليمني الذي لا يعوِّلُ على الأمم المتحدة أَيْـضاً ولا على مواقفها من هذا القرار، ونرى أن مصيرَ اتّفاق السويد هو الاضطرابُ والاختلالُ الذي يسعى من خلاله العدوُّ الأمريكي إلى التدخُّلِ المباشر بالقوة العسكرية للسيطرة على ميناء الحديدة وتشديد الخناق الاقتصادي على شعبنا اليمني.

ولهذا نقول: حال تأييد الإدارة الأمريكية لهذا القرار وفشل اتّفاق السويد لن تكونَ الملاحة البحرية عبر مضيق باب المندب بمأمن من ذلك، وستتضرر كُـلُّ المصالح الدولية، والمنافذ البحرية، وُصُـولاً إلى قناة السويس، ولن تعد اليمنُ كما كانت في السابق حديقةً خلفيةً لدول الاستعمار العالمي ومسلوبةَ القرار منذُ أكثرَ من 50 عاماً، ولكن في الأخير نقول: إن حديثَ أمريكا عن الإرهاب مثل حديث العاهرة عن الشرف؛ لأَنَّها هي أُمُّ الإرهاب وأبو الإرهاب وهي الكُلُّ في الكل، وَفي ما يتعلق بالإرهاب وأمريكا لا تستطيع العيش إلا بالإرهاب وهي تستخدم هذه الذريعة لتحتل الأوطان وتسلب قراراتها وتنهب ثرواتها ومقدراتها، كما حصل في فيتنام وفي اليابان في عام 1945م عندما قصفت اليابان بقنابل ذرية محرمة دوليًّا في منطقتي “نكازاكي وهوريشيما” وراح ضحيتها أكثر من 70 ألفاً خلال 24 ساعة، أليس هذا هو الإرهاب، كما هي الإشارة إلى ما تعمله في المنطقة من أفغانستان إلى العراق وسوريا وليبيا واليمن، فأمريكا هي من تقف خلف هذا المخطّط الإرهابي.

كما نؤكّـد أن هذه الدولة اللقيطة التي قتلت الهنود الحمر واحتلت وطنهم هي من صعدت وتأسست على الإرهاب، كما هو أَيْـضاً الكيان الصهيوني اللقيط الذي أنجبته بريطانيا وأمريكا بذات السياسة الإرهابية ومن ثم فرضته على الشعب الفلسطيني، وعلى هذه الأُمَّــة أليس هذا إرهاباً؟!

ودعني أقُلْ لك: من زرع التنظيماتِ الداعيةَ بانتسابها وانتمائها للدين الإسلامي في ثمانينيات القرن الماضي؟ أليست أمريكا لمواجهة الشعوب والثورة الإسلامية الإيرانية التي انتصرت في شهر فبراير عام 1979م.

ومن يقف في محور المقاومة لمواجهة الهيمنة الأمريكية يُصنَّف اليوم بالإرهاب، وأيةُ حركة تواجهُ الكيان الصهيوني تقفُ أمريكا في مواجهتها بكل ثقلها وأدواتها، وكذا من يواجه التكوينات التكفيرية الإجرامية الوهَّـابية اللقيطة أَيْـضاً أَو يسعى لكشف هُـوِيَّتها تقف أمريكا في مواجهته، فأمريكا لا تريد أن يمُسَّ أحدٌ بكياناتها اللقيطة صهيونيةً أَو وهَّـابيةً.

 

– برأيكم سيادة اللواء.. كيف سيرد الشعبُ اليمني على هذا القرار الأمريكي؟

الشعب اليمني سيزداد عزماً وصموداً وَإصراراً وَتصدياً وَمواجَهةً لهذا العدوان من خلال مواصلة رفد الجبهات، والمجاهدون سيدوسون على كُـلّ تلك القرارات بأحذيتهم الطاهرة، وأمريكا اليوم حقيقةً تترنحُ وتعيشُ أسوأَ أزمة سياسية داخلية كبيرة جِـدًّا سننتظرُها في الساعاتِ القادمة.

 

– كلمة أخيرة تودون إضافتها؟

هذا القرار لا يعنينا لا من قريب ولا من بعيد، ونحن معتمدون على الله ومتوكلون عليه وعلى قيادتنا الثورية والسياسية والعسكرية وعلى صمود أبناء شعبنا اليمني الذي يؤمنُ بعدالة قضيته في الدفاع عن الأرض وعن العِرض والسيادة والكرامة والحرية والاستقلال، وإيمانه المطلق بقضيته المركَزية لهذه الأُمَّــة وهي قضيةُ فلسطين المحتلّة من قبل الكيان الصهيوني.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com