ساعي البريد الأممي

 

الشيخ مصلح علي أبو شعر*

يمارِسُ المبعوثُ الأمميُّ إلى اليمن أدواراً مشبوهةً وَيغرِّدُ خارجَ سرب المِلفات التي من المفترض أن تنالَ أولوياته في اليمن، ويذهبُ إلى قضايا جانبيةٍ تعمِّقُ الصراع وَتعقده، غيرَ حاضرةٍ فيها كُـلُّ السبل الممكنة لوقف العدوان وَرفع الحصار، ولا حتى التخفيف من المعاناة الاقتصادية والإنسانية الناجمة عن العدوان.

وبدلاً عن محاولته التقريبَ بين وَجهات النظر بين الأطراف وَتحقيق أي تقدم يمكنُ أن يُبنى عليه وَيتطلعُ عبرَه الشعبُ اليمني إلى دور إيجابي ملموس تقودُه الأممُ المتحدة، وَينعكس على واقعه المعاش، بات مارتن غريفيث منسجماً مع نفسه في تأديته لدورِ ساعي بريد بين حكام الرياض وَأبوظبي، وَمساعيه الحثيثة للتقريب بين وجهات النظر بين أدواتهم من مرتزِقة الداخل، متناسياً أن هذه الأطرافَ بمجملها تمثل طرفاً بمفهومِ القضية وَنقيضاً لكل الحلول الشاملة للأزمة، وَلا يحق لهذا المبعوث بأدبيات التفاوض أن يباركَها أَو يتبنى أهدافَها وَمنطقَها، فيما الطرفُ الآخرُ والمتمثل بالقوى الوطنية في صنعاء وَالفاعلة والمؤثرة على واقع الميدان تتبنى وَتختلق كُـلَّ الحلول الممكنة لوضعِ حدٍّ لهذه الفوضى والعبث الحاصل.

وَبالإضافة إلى هذا الدور المخيِّب للآمال، تبدو الأممُ المتحدةُ بموقفٍ مخجلٍ أمام التطاولات الأمريكية على جهودها المفترَضة لإحلال السلام في اليمن، وما موقفُها الضعيفُ أمام إقدام إدارة ترامب على تصنيفِ المكوِّن الوطني أنصار الله كجماعةٍ إرهابية، وهو القرارُ الذي يتعارَضُ مع الدور الأممي وَينسفُ ما التزمت به الأممُ المتحدة، إلَّا دليلٌ إضافي على أنها باتت مقوَّضةَ القرار وَملحقة الأجندة.

الأدوارُ الهامشية التي تتبناها الأممُ المتحدة تزيدُ من فقدانها لما بقي لها من سُمعة لدى شعوب العالم، وَتعزز من كونها مُجَـرَّدَ مؤسّسةٍ ملحقة وتابعة للمنظومة الدولية الصهيونية الأمريكية.

* عضو مجلس الشورى

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com