من هم الأنصار الذين تعنونهم؟

 

أمة الملك الخاشب

ضجت وسائلُ الإعلام ما بين مؤيد ومعارض وبين مصدِّق وغير مصدق، وذلك بعد إعلان بومبيو نيتَه تصنيفَ أنصار الله منظمة إرهابية حسب حديثه، ونقلا عن حديثه فهو أسماهم جماعة أنصار الله ولم يسمهم الحوثيين؛ لأَنَّه يعلم جيِّدًا أن حصر الأنصار في مسمى جماعة الحوثيين أَو ميلشيات الحوثيين مثلما يسموهم فَـإنَّ هذا التصنيف يحرج الولاياتِ المتحدة في الدرجة الأولى؛ لأَنَّها من تتزعم قيادةَ تحالف عدوان عسكري على اليمن منذ مطلع العام 2015 وكان من أهم أهدافه هو القضاء على من أسمتهم الحوثيين.

وبعد ست سنوات من تحالف عشرات الدول تتزعمها أمريكا واستخدمت فيه كُـلّ أنواع الأسلحة الحديثة الأمريكية والبريطانية وارتكبت فيه مئات المجازر التي أصبحت وصمة عار على جبين الإنسانية جمعاء، حَيثُ أُثكلت النساء ويُتم الأطفال وانقطعت الرواتب وتفاقمت المعاناة وتدهورت الأوضاع الاقتصادية والإنسانية كُـلّ هذا؛ بسَببِ تحالفهم الإجرامي ثم يأتون بكل برود وبكل وقاحة وهم على وشك المغادرة من كرسي السلطة ليعلنوا عزمَهم تصنيفَ أنصار الله جماعة إرهابية!

يا هؤلاء المعتوهون الذين أثّر عليكم معتوهكم الأكبر ترامب هل بإمْكَانكم أن تخبرونا من تعنون بأنصار الله الذي ذكرتموهم في تصنيفكم؟

لا شك أنكم تتابعون المسيرات المليونية في مناسبة المولد النبوي وغيرها من المناسبات وهم يهتفون بشعار الأنصار ويتمسكون بهُـوِيَّتهم الإيمانية اليمنية الأصيلة، فهل تقصدون أن كُـلّ هؤلاء هم إرهابيون؟؛ لأَنَّ دوي أصواتهم وهم يصرخون بالموت لأمريكا والموت لإسرائيل قد وصل صداه لأسماعِكم؟ فلو كان هذا مقصدكم فعليكم مراجعة تصنيفكم، فكم ستلاحقون شعباً لا تعرفون أوله من آخره وكم؟

أم تقصدون بأنصار الله كُـلّ من رفع في بيته صوراً للسيد عبد الملك وللشهيد القائد وقرأ دروساً من محاضرات الهدي القرآني؟ فهنا أَيْـضاً مشكلة لو كانت هذه نيتكم ومشكلة عويصة تكشف مدى حماقتكم وقلة حيلتكم فهل ستلاحقون كُـلّ هؤلاء؟

أم تعنون بأنصار الله الذين لولاهم بعد الله لما استمرت الجبهات في الصمود فهم يدعمون الجبهات بالمال والرجال والقوافل اليومية؟

أم تعنون أنصار الله الذين قدموا عشرات الآلاف من الشهداء وهم يواجهون عدوانكم الإجرامي؟ فهنا أَيْـضاً مشكلة ستقعون فيها ولن تستطيعوا حصرهم أبداً، فإلى متى ستظلون تلاحقونهم؟ حتى تحصوهم عدًّا؟

أم تقصدون بأنصار الله الذين يهينون فخرَ الصناعة الأمريكية تحت أقدامهم ويحرقون الدبابة الإبرامز بولاعة؟

أم ربما تعنون بأنصار الله الذين ربطوا على بطونهم بعد عدوانكم الاقتصادي عليهم وصمدوا عدة سنوات ورفعوا شعار هيهات منّا الذلة؟ فلو تقصدون هؤلاء فهذا يعني أن كُـلّ الشعب المظلوم المقطوع راتبه دخل تحت تصنيفكم.

أم تعنون الأنصار الذين يحقّقون انتصاراتٍ زراعيةً وَتنموية ويتغلبون على كُـلّ الظروف رافعين شعار الاكتفاء الذاتي حتى يستغنوا مستقبلاً عن قمحكم المستورد وهذا يسبب لكم خسارةً اقتصادية مردودة لكم؟

أم تقصدون بأنصار الله من صمدوا في الجبهة التعليمية، متحدِّين كُـلَّ الظروف واستمروا في متارسهم التعليمية ليستمر أبناءُ الشعب اليمني في التعليم؟

أم تقصدون بالأنصار كُـلّ من حمل على عاتقه فضحَ جرائمكم بحق اليمنيين وحقيقة نهبكم للثروات والخيرات واحتلالكم لليمن وذلك عبر منبره الإعلامي المرئي والمسموع والإلكتروني فكان قلمُه وصوتُه مؤرقاً لكم ومزعجاً؟

فهذه أَيْـضاً مشكلة عليكم حلها، فقد تحول أغلب الشعب ولو البسطاء لوعاظ وخطباء توعويين في كُـلّ المنصات المجتمعية البسيطة في الأسواق العامة والمجالس العادية وحتى فوق باصات النقل الجماعي، فالكل ضد العدوان وضد أمريكا وضد السعودية والإمارات ويلعنون هادي وحكومة الفنادق، ولا يجرؤ حتى من يريد أن يسبح بحمدكم أن يقول كلمة واحدة في مكان عام؛ لأَنَّه يعرف جيِّدًا ردةَ فعل الشعب المضحي والصامد.

كم سيدخل في قائمة تصنيفكم من نساء أَيْـضاً يربين أبناءَهن على الفخر والاعتزاز بشعار الموت لأمريكا كسلاح وموقف ضد غطرستكم وهيمنتكم التي تريدون فرضها على كُـلّ الشعوب المستضعفة؟ وكم من أشبال لا زالوا يترعرعون وهم مشاريع شهادة ضد مشاريعكم وَاستكباركم؟

كم سيزعجكم كُـلّ هذا الشعب وسيستمر في إزعاجكم، فهل تملكون القوة والإمْكَانيات التي تجعلكم تدفعون ثمن تصنيفكم لشعب أغلبُه يقرأ آية (يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله) فيلبّون النداءَ من منطلق واجبهم الديني والأخلاقي والإيماني والفِطري؟

أنتم من سيتحمل العواقب فلا يوجدُ شعبٌ يعيش على أرضه يدافع عن سيادته من المحتلّ ويتم تصنيفه إرهابي؟

لأن كُـلّ القوانين والأعراف والمسلمات تعطي الحقَّ لصاحب الأرض المعتدى عليه بأن يدافعَ عن أرضه وسيادته وكرامته بكل الوسائل المتاحة له.

نحن نعلم جيِّدًا أن الصهاينة يخافون خوفاً شديداً من الأنصار ويدركون قيمةَ قائد مسيرتهم ويعرفون جيِّدًا أن مشروع الأنصار يشكل خطورةً كبيرة على بقاء كيانهم المحتلّ الغاصب؛ لذا فهم من ضغطوا على إدارة المعتوه ترامب بأن يهدّد ويعلن بهذا التصنيف، مقابل أن لا تتم محاكمةُ سلطته وهي على وشك حزم أمتعتها والمغادرة وهي منبوذة غير مأسوف عليها بعد الأحداث الأخيرة في الكونجرس.

ومع ذلك فَـإنَّ كُـلّ الشعب اليمني بعد ست سنوات من الحصار والإجرام لا يعني لهم تصنيفُ أمريكا لهم ولا تفرق لديهم فقد تجرعوا كُـلّ أنواع الجرائم والمعاناة وحتى ألقيت عليهم القنابلُ النيترونية والفسفورية، ولا يوجد ما سيفعله الأمريكان أشد مما قد فعلوه في هذه المدة.

وأخيرًا المؤشرات تؤكّـد أن كُـلّ ما حصل مُجَـرّد هرطقة إعلامية وجس نبض العالم بشكل عام واليمنيين بشكل خاص، وما يوم 19 يناير ببعيد وستتضح حينها كُـلُّ الأهداف المستورة، وإن غداً لناظره قريب.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com