تخبط جديد ضمن صفقة “التصنيف”: إدارة ترامب تحاول توظيف هجوم “مطار عدن” ضد صنعاء

الاتّهام الأمريكي يكشف حجم المأزق الذي تعيشه دول العدوان في اليمن

 

المسيرة | خاص

يتواصلُ انكشافُ إفلاس وتخبط إدارة ترامب في الملف اليمني، وهو ما يعكسُ بدوره حجمَ المأزق الذي تعيشُه السعوديةُ والإمارات في ظل فشلهما الذريع والفاضح الذي يدفعهما إلى تسول مواقف أمريكية لا تغني ولا تسمن من جوع.

بعد أَيَّـام من إعلان بومبيو عن قرار إدراج “أنصار الله” في قوائم “الإرهاب”، الذي أثار انتقاداتٍ أمريكيةً ودولية وسخرية واسعة، دفعت إدارة ترامب ببعثتها لدى الأمم المتحدة، مطلعَ هذا الأسبوع، إلى الإعلان عن اتّهام صنعاء بالوقوف وراء الهجوم الذي استهدف مطار عدن الدولي، تزامناً مع لحظة وصول حكومة المرتزِقة الجديدة نهايةَ ديسمبر الفائت، برغم عدم وجود أي دليل يثبت ذلك.

وليس خفياً أن هذا الاتّهامَ يأتي كمجاملة إضافية من قبل إدارة ترامب لدول العدوان التي ما زالت حتى الآن هي المتهمَ الفعلي، خُصُوصاً أنها حاولت استغلال هذا الهجوم بشكل فاضحٍ ومرتبك لمطالبة الولايات المتحدة بتصنيف “أنصار الله” كجماعة “إرهابية” قبل أن يعلن بومبيو عن ذلك.

ويؤكّـد هذا على أن الاتّهام لم يكن سوى جزء من “صفقة” قرار تصنيف “أنصار الله”، بين ترامب ودول العدوان، وهي الصفقة المتأخرة التي يحاول ترامب إنجازها باستعجال قبل رحيله من البيت الأبيض.

وكما كشف قرارُ “التصنيف” عن محاولةٍ بائسةٍ لدعم تحالف العدوان في الوقت بدل الضائع، فَـإنَّ هذا الاتّهام يأتي ليؤكّـد هذه الحقيقة، إذ يبدو أن تحالف العدوان يسعى لنيل “أي شيء” من ترامب قبل رحيله، حتى ولو كان بدون قيمة.

أما بالنسبة للهجوم على مطار عدن، فقد انكشفت بصماتُ دول العدوان ومرتزِقته عليه منذ لحظاته الأولى، وحتى الآن لم تستطع السعوديةُ ولا حكومة المرتزِقة أن تقدمَ أية إجابات أَو تفسيرات للكثير من ملابسات الهجوم، مثل مغادرة المرتزِق “شلال شايع” للطائرة وللمطار قبل بقية أعضاء حكومة المرتزِقة، وسرعة اتّهام المرتزِق “معمر الإرياني” لصنعاء بعد وقوع الهجوم بلحظات وقبل الإعلان عن “تشكيل لجنة تحقيق”، إضافة إلى مسارعة قوات تحالف العدوان ومرتزِقته إلى إزالة جميع آثار الهجوم بعد وقوع بيوم واحد لطمس الأدلة، إلى جانبِ التفجيرات التي شهدتها عدن عقب الهجوم والتي بلغ عددُها أكثر من 14 تفجيراً تشيرُ بوضوح إلى وجود توجّـه لإجبار حكومة المرتزِقة على مغادرة المحافظة، كما أن المشاهد التي وثقت لحظة الهجوم وآثارَه تناقضُ بشدة ادِّعاءات العدوان حول مصدر الهجوم والأسلحة المستخدمة فيه.

وكانت عدةُ مصادر إعلامية موالية للمرتزِقة قد كشفت أن السعوديةَ وجّهت حكومة المرتزِقة وناشطيها عقب الهجوم، بتبني رواية واحدة تتهم صنعاءَ، وعدم الحديث عن أي شيء آخر، وهو الأمر الذي يؤكّـد على أن الهجومَ كان مدبراً، واستهداف المدنيين فيه كان متعمداً لأجل توظيفه ضد صنعاء؛ مِن أجلِ “التصنيف” الأمريكي.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com