الله مولانا وخسئت أمريكا ومَن والاها

 

محمد موسى المعافى

(عملية إرهابية وإرهاب وإرهابيون وجماعة إرهابية وحركة إرهابية) صُدِّعت رؤوسُنا من كثرة سماع هذه المصطلحات عبر وسائل الإعلام المختلفة منذ انتشار هذه الحركات في بلدان مختلفة.

حركاتٌ إسلامية في مسمياتها أمريكية الصنع والتشكيل، عمدت أمريكا إلى تشكيل هذه الجماعات؛ مِن أجلِ استهداف خصومها، مستغلةً ولاءَ الأنظمة العربية، وفي مقدمتها الأنظمة الخليجية الذين جنّدوا أموالَ المسلمين وَعلماءَ البلاط الملكي ليكونَ نتاجَ التوجيه الأمريكي والولاء الخليجي والتضليل الفكري هو جماعات إرهابية عمدت إلى تشويه الإسلام ديناً وقيماً ومبادئ وأخلاقاً وسلوكاً وتعاملاً.

جعلت أمريكا من حركاتها الإرهابية وسيلةً لاستهداف الشعوب واحتلال البلدان، وفي ظل انتشار هذا الخبث الذي قَبِلَ بخضوع واستسلام تام من قبل حكومات وشعوب المنطقة ودائماً يأبى الله إلَّا أن يتم نوره فأشرقت شمس الإسلام الصحيح مجدّدًا على يد الشهيد القائد الذي وجّه الضربة لرأس الأفعى وأعلن العداء لأمريكا وأوليائها.

شنت أمريكا عبر أدواتها حروباً متتالية لإسكات هذا الصوت الذي لم تزده الحروبُ إلَّا انتشاراً وتوسعاً، ولكنها رأت عجز أدواتها فجاءت بنفسها لتدير أعنف حربٍ عرفها التاريخ.

حرب أدارتها أمريكا وشاركت فيها عشرات الدويلات.

حرب غير متكافئة استخدمت فيها أحدث الطائرات والمروحيات والمدرعات.

حربٌ أنشئت؛ مِن أجلِ التضليل الإعلامي عشرات الصحف والمواقع والفضائيات.

حرب استقدم العدوّ فيها مرتزِقةً من مختلف الجنسيات.

حرب استخدم فيها العدوّ الضغطَ الاقتصادي من خلال حصاره ومنع وصول الضروريات.

حرب اُرتُكبت فيها أبشعُ المجازر وأفظع الجرائم بحق النفوس البريئات.

حرب غابت فيها القيم والأخلاق وما يتعلق بالحروب من سلوكيات.

حرب طالت مدتها وامتد أجلُها ليبلغ السبع سنوات.

حرب لم تسلم منها المنازل ولا الجسور والطرقات.

حرب قصفت فيها العيادات والمستوصفات والمستشفيات.

حرب لم تسلم منها السجون ولا مجالس العزاء ولا أفراح تقام بخيم أَو قاعات.

حرب استهدفت فيها الأقوات والأرزاق من خلال نهب الموارد وقطع المرتبات.

وبعد كُـلّ ذلك، كانت النتيجةُ فشلَ العدوّ في حربه وتخبطه، ويختتم هذا الفشل بتصنيف أنصار الله حركة إرهابية.

سارع عملاء أمريكا من أنظمة المنطقة لمباركة هذه الخطوة الأمريكية؛ ظناً منهم أنهم بذلك سيحقّقون نصراً أَو تقدماً أَو يتلافون فشلاً أَو خسارة، متجاهلين أن هذا القرار لن يخيفَ من ارتبطت قلوبهم بالله ونذروا حياتهم في سبيل الله، وعَظُمَ اللهُ في قلوبهم حتى احتقروا ما سواه.

وعلموا بأن أمريكا وقوتها وعدتها وعتادها وعملاءها وأدواتها لا تساوي مثقال ذرة في ملكوت الله.

فأقول لعملاء أمريكا وعبيدها الأذلاء الذين فرحوا بتصنيفها وقرارها:

إن أمريكا لا تخيف إلَّا أمثالكم، ولا ترعب إلَّا أشباهَكم، ولا تستغل إلَّا جهلَكم وغباءكم.

فلا تفرحوا ولا تسعدوا فوَالله لن تزيدَنا خطواتُهم إلَّا صموداً وإباءً، وثباتاً واستبسالاً، وتضحية وفداء، وثقة بالله ناصراً ومؤيداً ومعيناً، فالله مولانا وخسئت أمريكا ومن والاها.

+++++++++++++++++++++++

التصنيف الأمريكي.. بين الرفض والقلق

إكرام المحاقري

رُبِّ ضارةٍ نافعة، بهذا المثل يمكننا تصنيفُ الخطوة الأمريكية الأخيرة، حين تم إدراج اسم مكون أنصار الله ضمن قائمة الإرهاب، والتي تضم في قائمتها التنظيمات الإرهابية المحسوبة على أمريكا، ظناً منهم بأن هذه الخطوة ستلاقي زخمًا عالميًّا للترحاب بها، وعاجلاً ما كان العكس.

التنديدات الداخلية والخارجية، ومواقف وتصريحات بعض الأمريكيين أنفسهم، والمحسوبين على الأمم المتحدة كانت سلبيةً بالنسبة للقرار الأمريكي، لذلك فقد وقع “ترمب” في فوهة ضلالة نفسه للمرة ما قبل الأخيرة.

هذا التصنيف قد لاقى الكثيرَ من الإدانات في الداخل والخارج، كذلك كان نقطةً سوداءَ تُحسب على السياسة الأمريكية، حَيثُ وقد صنفوا شعباً بأكمله بأنه إرهابي، إذ أن مكون أنصار الله ليس حزباً سياسيًّا منفرداً، بل إنه جميع أحرار الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه، ولتكن الحشود المليونية التي احتشدت إلى ساحة السبعين لإحياء المولد النبوي خيرَ شاهدٍ وأكبر دليل، فكل تلك الحشود قد تعالت أصواتهم بصرخات البراءة من أعداء الله، وكلهم توعدوا مشروع العدوان بالفشل الذريع.

خابت رهانات السياسة الأمريكية وفشلت مزاعم ترامب الوهمية، ولن نتأمل الخير في “بايدن”، فهو كذلك له يد طولى في خلق الحروب والأزمات في العالم، جميعهم يتقنون صناعةَ الإرهاب وتزييف الحقائق، ولتكن هذه التصنيفات محطةً للوعي السياسي والاقتصادي، كذلك العسكري والثقافي وهو الأهم في ظل الأوضاع الراهنة.

والملفت في الأمر هو قلق “الأمم المتحدة” من أن هذا القرار قد يفشل ما قامت به من خطوات للسلام في المنطقة، لكن لم نعد ندري عن أي سلام وأية خطواتٍ قلق مِن أجلِها القائمون على أعمال “الأمم المتحدة”، وماذا حقّقوا في اليمن؛ مِن أجلِ السلام وحرية الإنسان في اليمن منذ بداية العدوان؟! جميعهم لديه مصلحة ولا يريدون إخماد نار العدوان، لكن الوظيفة هي من ترسم توجّـه المواقف، وهي من حتمت عليهم إصدار بيان إدانة وقلق؛ مِن أجلِ ألَّا ينحصروا في زاوية المسألة من جديد.

في الأخير: هذه القرارات لن تغير شيئاً على الإطلاق، ولا بد من تحقيق الأهداف اليمنية، ولا بد من اجتثاث العمالة ودحر المحتلّ، ومن أجل الكرامة والاستقلال والحرية فليكن الشعبُ كُـلّ الشعب إرهابياً، لكن إرهاباً من نوع آخر، ضمن ثقافة قرآنية عظيمة عنوانها (وأعدوا لهم)، فلا مانع في ذلك.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com