روسيا تدعو أمريكا لإعادة النظر في تصنيف “أنصار الله” منظمةً إرهابيةً ومنظمات أممية تؤكّـد أن القرار “إعدام” لملايين اليمنيين

الأغذية العالمي: المجاعة في اليمن من صنع البشر وعلى السعودية ودول خليجية أُخرى تحمل تبعاتها

غريفيث: نخشى القرار الأمريكي؛ لأَنَّه سيؤدي إلى تثبيط الجهود المبذولة

 

المسيرة: متابعات

هاجمت روسيا التحَرّكاتِ الأمريكيةَ الأخيرةَ في منطقة الشرق الأوسط الهادفةَ إلى إفشال أية حوارات، رافضةً الخطوةَ الأخيرة لاعتزام واشنطن تصنيف “أنصار الله” منظمة إرهابية.

ويأتي هذا الرفضُ الروسي مدعوماً بسخط واستياء كبيرَين لمنظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة، وإزاء “قلق” الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش.

ودعا مندوبُ روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، الولايات المتحدة لإعادة النظر في قرارها تصنيفَ جماعة “أنصار الله” في اليمن تنظيماً إرهابياً، مُشيراً خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي الخميس الماضي إلى أن هذا القرار “قد تكونُ له تداعياتٌ هدّامةٌ بالنسبة لعملية السلام في اليمن”، وأن ذلك “لا يهدّد بتعقيد الوضع الإنساني في اليمن فحسب، بل وبإحباط الجهود الأممية الرامية إلى إطلاق المفاوضات بين أطراف النزاع”.

وَأَضَـافَ المندوب الروسي: “نظراً لعدم دخول هذا القرار حيّز التنفيذ بعدُ، ندعو الولايات المتحدة إلى إعادة النظر فيه”.

وقال: “إذا ارتكبنا أخطاءً لا تُغفر الآن، سيهدّد ذلك التسوية لاحقاً وستفشل الجهود المبذولة منذ سنوات في هذا الاتّجاه”.

وعلى صعيد متصل، حذّر كبارُ مسؤولي الأمم المتحدة من خطورة القرار الأمريكي؛ لما له من أثر سلبي على إمدَادات اليمن الغذائية.

وقال برنامج الأغذية العالمي يوم الخميس: إنّ “تصنيف واشنطن لحركة “أنصار الله” منظمة “إرهابية” سيكونُ “حكمَ إعدام لمئات آلاف اليمنيين بل الملايين”.

وذكر برنامجُ الأغذية العالمي، أنّ قرار واشنطن وضعَ “أنصار الله” على القائمة السوداء “سيكون كارثةً وينبغي التراجع عنه”.

وأكّـد دافيد بيزلي -مدير عام برنامج الغذاء العالمي- أن المجاعة اليمنية “هي من صنع البشر؛ لذلك يتعين على السعودية ودول خليجية أُخرى تحمُّلُ تبعاتها المالية ووقفُها فوراً”.

من جهته، أعرب المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، لمجلس الأمن الدولي، عن قلقه بشأن تأثير قرار الولايات المتحدة تصنيفَ أنصار الله كـ”جماعة إرهابية أجنبية”.

وقال غريفيث: “نخشى القرار الأمريكي تجاه أنصار الله؛ لأَنَّه سيؤدي إلى تثبيط الجهود المبذولة لجمع الأطراف معاً”، مُضيفاً “لم يكن الطريقُ إلى السلام في ‎اليمن سهلاً أبداً في الماضي”.

كما رأى غريفيث أنّ الطريق إلى السلام الآن “بات أكثرَ صعوبة بكثير مما كان عليه قبل شهر ولكن ما زال هناك مخرج”.

وأكّـد غريفيث، أنه بعد كُـلّ المآسي التي عانى منها اليمنيون فَـإنَّ السلامَ ممكنٌ حين توجد الإرادَةُ لتحقيقه. وتابع قائلاً: “أعلم أن المفاوضات بشأن ‎الإعلان المشترك كانت محبطةً وأنها لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية”.

من جهته، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارك لوكوك: “لستُ أناقشُ هنا نوايا الإدارةِ الأمريكية من تصنيف أنصار الله كجماعة إرهابية. لكنني أسأل ما وقعه على المستوى الإنساني؟ والجوابُ وقوعُ مجاعة هائلة لم نشهد مثيلاً لها منذ 40 سنة”.

وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد أكّـدت، الخميس الماضي، أن اعتزامَ واشنطن تصنيفَ أنصار الله منظمةً إرهابيةً ستكون له تداعياتٌ مخيفة على الأوضاع الإنسانية في اليمن.

وأشَارَت اللجنةُ إلى أنها تشعر بالقلق إزاء “حالة الجمود” التي قد يحدثها هذا التصنيف في العمل الإنساني، “ما يؤدي إلى عرقلته أَو تأخيره”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com