خطباءُ الثقافة المغلوطة ودور وزارة الأوقاف

 

مرتضى الجرموزي

في ظل الثقافة العمياء والتوعية المغلوطة الذي ينتهجها خطباءُ ومحاضرو الوهَّـابية والإخوان المتأسلمين في محاضراتهم وخطبهم في كُـلّ جمعة يزداد الغباء الثقافي الديني والجهادي لدى بعض الناس فقد أصبحوا معتادين لسماع خطب كتلك المتكرّرة التي لا تُسمن ولا تغني من جوع وما يزال هؤلاء ينتهجون سياسةَ التثقيف الأعوج وكأننا لم نعرف بعد أمورَ الصلاة والصيام وتراويح رمضان وقيامه.

وكأننا ما نزال نعيش العصور الغابرة وهم يتجاهلون القضية الأهم قضية الجهاد ومسؤولية الأُمَّــة تجاه دينها وعقيدتها ووطنها ويتجاهلون عمداً وبغباء الصامتين نفاقاً ما يعانيه أبناء اليمن وما يتعرض له شعب الحكمة والإيمان من حرب ظالمة بقيادة مملكة الوهَّـابية (أُمّ الدواعش).

إلى متى سيستمر هذا الأُسلُـوب الوهَّـابي الإخواني في تدجين الأُمَّــة ودغدغة عواطفها بأشياء يعرفها الصغار قبل الكبار؛ بهَدفِ إبعاد الأُمَّــة عن واجب دينها وعقيدتها ووطنها وواقعها الذي شهد أسوأ مراحلها انحطاطاً وسقوطاً في مستنقع رذائل الارتماء بأحضان من ضَرَبَتْ عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضب من الله؟!.

عمليةُ إلهاء ينتهجُها هؤلاء لإبعاد الأُمَّــة عن واجبية وقدسية الجهاد في مواجهة أعداء الله المعتدين آل سعود ومن سار بفلكهم وتشدُّ الناس لأن يبقوا محايدين ولا يتدخلوا بالسياسة حسب زعمهم.

يجب على وزارة الأوقاف والإرشاد القيام بواجبها التثقيفي التوعوي والجهادي والوطني وتتحمل مسؤولية ما يمارسه خطباءُ الوهَّـابية والإخوان والذي من يومٍ إلى آخر يحاولون أن ينسونا قضية جهاد المعتدين جهاد العدوان السعودي الأمريكي من يرونها وَيُسَمُّونَهَا فتنة حرب كراسي وسُلطة حرب القاتل والمقتول إلى النار.

مسؤوليةُ وزارة الأوقاف والإرشاد هي مسؤولية جسيمة لا يجوز السكوت والتهاون وغضّ الطرف تجاه مثل هذه الأُمور، حَيثُ أن من واجباتها إصلاح المجتمع كمجتمع والفرد كفرد والأُمة كأُمّة مسلمة مؤمنة مجاهدة وإرسال خطباء ومرشدين خَاصَّة المساجد التابعة للوهَّـابية والإخوان والذي دائماً ما يُبعدون عامة الناس عن مسألة الجهاد ووجوب مقارعة المعتدين.

ومن مسؤولية وزوارة الأوقاف تفعيل دور المراقبة والتنبيه وحث الخطباء على تثقيف الأُمَّــة بثقافة الجهاد والقتال في سبيل الله والدفاع عن النفس والعرض والشرف وتصدر أوامرَ إلزامية وتعميمات للخطباء والمرشدين والمثقفين وأئمة المساجد خَاصَّة في المناطق التي ينمو فيها هذه الفكر المتطرف والمنحرف بما فيها وأهم مراكز تجمعات الوهَّـابية في ذمار ومعبر وإب ومختلف المناطق والتي تدين بالولاء للسعودية.

أمرٌ إلزامي بأن يحثّوا الناسَ وخلق الروح الجهادية للمجتمع لما له من أهميّة إيمانية قرآنية ربانية وإلزامهم بتحريض عامة الناس للنفير العام والمنافسة في بذل الروح والمال والولد لحماية الجمهورية اليمنية ديناً ودولة ووطناً في وجه العدوان السعودي الأمريكي المتغطرس , والاستعداد القتالي العالي والكامل والتحَرّك إلى الجبهات ورفدها بالمال والعتاد الحربي والرجال لنكون أُمَّـة قوية يُحبّها الله.

وبالنسبة للصلاة فهي عمود الدين ولا تصح أعمال المؤمن إِلَّا بها، حَيثُ وأن الإسلام شكل منظومة متكاملة مترابطة ببعضها، أركان أعمدة وواجبات تُلزمنا القيام بكل صغيرة وكبيرة ونحن نعرفها تمام المعرفة ونعرف كُـلّ أمور ديننا.

في الوقت الذي يتغافل الكثير من المسلمين عن الجهاد وأهميته لإحياء الأُمَّــة ونرى الخطباء يُقَلِّلُونَ من شأنه ولا يعيرونه أي اهتمام.

فكيف نرتجي أُمَّـة مجاهدة قوية تصدع بالحق في مواجهة الظالمين والمعتدين أياً كانوا.

وَإذَا استمر تجاهل الجهات المسؤولة في هذا الأمر فلا ننتظر منهم أي خير وسيستمر التثبيط ونخشى أن يزداد عددُ خطباء الاعوجاج والهرج في سياسة الإعراض والتثقيف الأعوج والذي قد لا يخدم الأُمَّــة العربية والإسلامية في شيءٍ ولا يغيّر من واقعها اَلسَّيِّئ وستخنع لأعداء الله صهاينة وأمريكان، ولعلّنا رأينا ما تمضي عليه الأنظمة الخليجية والعربية وهي تُسارع للتطبيع مع الصهاينة والتولّي لليهود والنصارى وهو من نتاج التثقيف الأعمى التي دَجَّنَتْ الشعوب لحكّامها [حتى وإن سرق وجلد وضرب ونهب وزنى] كما يقول المحدثون الوهَّـابيون في طاعة ولي الأمر وعدم تهييج الناس عليه حتى وإن ظهر على شاشة التلفزة يزني ويلوط، بل إن من واجبك هو شد الناس إلى طاعته والامتثال لتوجيهاته.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com