التأسيسُ لقيم المحبة ومكارم الأخلاق

 

عبد الرحمن مراد

نلاحظُ هذه الأيّام نشاطاً محموماً في بعث الماضي من خلال الوسائط الاجتماعية والإعلامية وهو توجُّـهٌ لا نراه يصُبُّ في المصلحة الوطنية؛ لأَنَّ بعثَ الماضي يوسِّعُ من حركة الانقسامات ويعملُ على تفكيك بنية المجتمع ومن قام به أَو بعثه – وهو يدّعي معرفة التاريخ أَو يكتب فيه – على حالين لا ثالث لهما هما:

– أما أن يكون جاهلاً بحركة التاريخ وقانونه رغم ادّعائه معرفتَه ونياته سليمة.

– والحال الثاني عكس الأول، وبالتالي يكون عوناً للعدوان في تفكيك ما عجز عنه العدوان وعن طريق مساحة اللاوعي استطاع النفاذ وهو يعمل على تنشيط حركة الانقسامات في المجتمع وهي حركة باطنة أكثر منها ظاهرة اليوم ولكنه قابلة للانفجار في أية لحظة.

* * *

يفترَضُ بنا تنميةُ القيم ومكارم الأخلاق التي جاء بها الرسولُ الأكرم عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، وأعلاها وأجلها شأناً قيمُ المحبة والتسامح وقيم الخير والسلام ولنا في فتح مكة درسٌ أخلاقي بالغ الأهميّة.

أما حركةُ التاريخ فهي لا تخرج عن كونها صيرورةً دائمةً وحركةً لا تتوقفُ عند زمن؛ ولذلك لم نقرأ في التاريخ العربي عن جماعة أَو طائفة وصلت إلى سدة الحكم بدون أنهارٍ من الدم.

عترة النبي عليه الصلاة والسلام وأهل بيته معنيون اليومَ بتصحيح الاختلالات القيمية في مسار التاريخ وليس من الحكمة أن يجتروا الماضي بكل شوائبه ولا يليق بهم ذلك ولا يليق بأنصار الله إلَّا صناعة الغد من خلال التأسيس له في الحاضر وما يحدُثُ انحراف لا بد من التنبه له، فالسياسة تأسيسٌ لقيم وليس كيداً واجتراراً.

نحتاجُ في هذه المرحلةِ إلى إشاعةِ قِيم التسامح والمحبة وتوحيد المجتمع لمواجهة العدوّ الحقيقي لليمن، لا تنمية قيم الشقاق والتباعد حتى يستغلَّ العدوّ المساحات الناتجة عنها ليزرع بذرة الثأر السياسي الذي لم ولن يتوقف إلَّا بما حدث في فتح مكة ففي السيرة النبوية نبراس لنا قد يضيءُ مجاهيلَ المستقبل.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com