في ذكرى الشهيد.. تذكيرٌ لمن ألقى السمع وهو شهيد

 

علي صومل

كم هو جميلٌ أن نحيي ذكرى شهدائنا الأبطال ونرسخ رواية بطولاتهم في ذاكرة الأجيال.

وكم هو مؤسف أن لا نهتم بصناع مجدنا وعزنا وحُماة عِرضنا وأرضنا إلا بعد أن يقضوا نحبهم شهداء في مواطن الشرف وكان الأولى بنا أن نسارع إلى إكرامهم ونبالغ في احترامهم وهم لا زالوا في أوساطنا فلا نتركهم فقراء وفي أيدينا ما يغنيهم ولا نخلي بينهم وبين هموم المعيشة ومشاكل الحياة وفي وسعنا أن نخلفهم به في أهليهم ونذلل كُـلّ العقبات التي تقف في طريقهم لكي يتفرغوا لفريضة الجهاد ومسئولية الدفاع بعيدًا عن المشاغل والمشاكل كما نتفرغ نحن للزوجات والأولاد ورومنسية الفراغ بعيدًا عن الزلازل والنوازل.

أليس من واجب الوفاء تجاه تضحيات الشهداء أن نحفظ أسرهم من الضياع فيتزوج الميسورون أراملَ الشهداء ويقومون برعايةِ أولادهم كما يرعون فلذات أكبادهم وكذا صلة أقارب الشهداء، الأب والأم والأخ والأخت، وسائر القرابة القريبة، وتفقد أحوالهم حتى لا تسوء أوضاعهم بعد أن قدموا خيرة أبنائهم وأقربائهم شهداء في ميادين التضحية والذود عن الدين والوطن والعرض.

نعم إنني لَأعبِّرُ عن بالغ حزني عند ما رأيتُ ولازلت أرى عشراتِ المجاهدين (الذين قد استشهد بعضهم) وهم يتجرعون مرارة الفقر ولا يجدون أبسط ضروريات العيش بل وتتسبب ظروفهم الاقتصادية الخانقة في إيجاع قلوبهم بخلافات زوجية وأسرية حالقة.

أجل.. قد يلجأ بعضُ مجاهدينا المؤمنين الأحرار إلى توسيع ضائقتهم المالية بالديون الباهظة التي تثقل كواهلهم وتشغل أذهانهم ثم يستشهدون وديون الناس لا تزال في أعناقهم فلماذا لا نسعى لقضاء الديون التي استدانها شهداؤنا في أَيَّـام جهادهم وانشغالهم بأداء فريضة الجهاد عن السعي في طلب الرزق وتوفير نفقات الزوجة والأولاد؟

لنتعاون في حَـلّ هذه المشكلة إما بالإبراء من قبل أصحاب الديون أَو بتعاون المؤمنين على قضاء ديون رفاق جهادهم من الشهداء الأبرار.

والخلاصة..

لنتق الله في صفوة شبابنا وخيرة رجالنا من أبطال الجيش واللجان الشعبيّة في فترة جهادهم أَو بعد استشهادهم ولنحيي ذكرى أسبوع الشهيد بما يجب وليس كما نحب وَإذَا لم نكن أوفياء مع شهداء الكرامة وقرابين النصر فعلينا أن لا نطمح بطول السلامة وحلول النصر.

وأختم ناصحاً ومذكراً:

يجب أن نعيشَ روحية التواصل الدائم مع شهدائنا والإحياء العملي لذكرى الشهيد وليس التفاعل المؤقت والاحتفاء الشكلي، والله من وراء القصد.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com