الشهيد هاشم لقمان.. الارتقاء المبكر في رحاب الله

سقطت قذيفة هاون عليه وعلى رفيقه في الحرب الثانية على صعدة وَ وُوري جثمانُهما الثرى في منطقة نشور

 

المسيرة- خاص

كان خطيباً في مسجدِ بيت حمزة في منطقة بيت نعم، بهمدان، وموظفاً إدارياً في مستشفى ضلاع، لكنه ترك عملَه وانطلق إلى الميدان، مجاهداً في سبيله الله ومدافعاً عن الوطن، ليكون من خِيرة الشهداء.

الشهيد هاشم محمد عبد الله لقمان، واسمُه الجهادي “هاشم” وعمره 30 عاماً، وهو من بيت نَعَم بمنطقة همدان بمحافظة صنعاء.

استشهد لقمانُ في تاريخ 5/5/2005م، وكان متزوجاً وله ولدان وبنتان، وَ وُوري جثمانه الثرى في منطقة نشور بمحافظة صعدة.

والشهيد هاشم محمد لقمان، هو أحد هؤلاء العظماء السابقين في ميادين البطولة والتضحية والجهاد، والمدافع عن الدين والمستضعفين.

 

جانبٌ من صفاته

نشأ الشهيدُ نشأةً قرآنيةً، حَيثُ لازَمَ العلماءَ والمساجدَ، حتى أصبح أُستاذاً مُربياً في قرى بيت نَعَم بمديرية همدان محافظة صنعاء.

واتصف الشهيد هاشم بالأخلاق العالية وحبِّه الإحسانَ للآخرين بشكل كبير وفي مختلف مجالات الحياة، وعمل على توعية الناس وتعليمهم القرآن الكريم في المساجد، خُصُوصاً بين المغرب والعشاء وشهر رمضان، وكان يهتمُّ بدعوةِ الناسِ إلى تطبيقِ كتابِ الله والعملِ به.

قال عنه مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين: إن الشهيد لقمان كان من السابقين في المسيرة القرآنية، وكان من أخلص الناس وأنشطهم، وممن استشعروا بالمسؤولية والخوف من الله، فلم يكن هناك أي شيء يطمّعُهم من حطام الدنيا، ولم يكن لهم سوى أن يتقربوا إلى الله ويرفعوا الظلم عن المستضعفين.

أما رفيقُ دربه عبدالله حاتم الجمل فيقول عنه: الشهيد هاشم محمد لقمان، هو ذلك العطاءُ الخالد والحماس المتوقد المتدفق من كوثر الزهراء (عليها السلام)، فسيرتُه عِطرٌ للسابقين وقدوةٌ للاحقين، لازم القرآنَ والعلماء، وتردّد على مجالس الحكماء، فعرفته سخياً رغم عوزه واحتياجه، محسناً جواداً على الفقراء والمحتاجين رغم المستوى المعيشي الضعيف.

بلغ درجةً عليا من الإحسان والاهتمام بأمور إخوانه وأصحابه ورفاقه، فقبيل استشهاده –رحمه الله- بأيام، اتصل بي يسألُ عن حالي ويسأل عن أولادي رغم شراسة الحرب والحصار.

ويتحدث الدكتور مهدي مجاهد الجمل -صديق الشهيد- قائلاً: نشأ متديناً محافظاً على الصلاةً منذ صغر سنه، وتربى تربيةً إيمانيةً، تربية قرآنية، وكان حريصاً على طلب العلم، وكَثيراً ما كان يذهبُ إلى الجامع الكبير بصنعاء وجامع النهرين ومركَز بدر العلمي ليحضُرَ حلقات العلم وليستمع إلى المحاضرات، خُصُوصاً عند سيدي حمود المؤيد وسيدي محمد بن محمد المنصور وكذلك عند الشهيد الدكتور المرتضى بن زيد المحطوري سلام الله عليهم أجمعين.

أما ابنةُ الشهيد فاطمة هاشم لقمان فتحكي عنه بالقول: سأكتب عن رجلٍ من الرجال العظماء الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فصدق الله معهم، فكرمهم بالشهادة في سبيله، هذا الرجل هو الشهيدُ هاشم لقمان، لقد كانت حياةُ الشهيد مليئةً بالعلم والإيمان والتقوى والأخلاق الفاضلة والورع في الدين، وبعد أن عرف هذه المسيرةَ القرآنيةَ وعرف هدى الله لم يتردّد ولا ثانيةً بالالتحاق بها، عرف الحق فانطلق في سبيل الله لم يتوانَ لحظةً واحدةً فالتحق في رَكْبِ هذه المسيرة القرآنية منذ بدايتها، فكان أولَ مَن انطلق وتحَرّك في المسيرة من أبناء مديرية همدان بمحافظة صنعاء، وكان من السبَّاقين الأوائل على هدى الله، أما العلمُ والأخلاقُ الحَسنةُ فكان يحرِصُ كُـلَّ الحرص على تربيتِنا تربيةً إيمانيةً قرآنيةً جهاديةً، وكل من كان يعرفه أحبه من أخلاقه وتواضعه وكرمه، فكان محبوباً عند الله وعند خلقه، وقبل أن تبدأَ الحربُ الثانية تحَرّك والدي الشهيد إلى محافظة صعدة لمناصَرة المسيرة القرآنية، فقام بواجبه الجهادي لنصر دين الله ودفاعاً عن المستضعفين ليعيشوا أعزاءً كرماءَ أقوياءً في وجوه الأعداء، فجاهد في سبيل الله حتى اختاره الله شهيداً فالتحق بركبِ شهداء المسيرة القرآنية سلام الله عليهم.

 

أعمالُه الجهادية

عمل الشهيدُ على تثقيفِ المجتمعِ بثقافة أهل البيت عليهم السلام، وقد شارك في إقامة دورات صيفية في المدرسة في عام 2002م، حَيثُ كان ذلك تحت إشرافه مع كوكبة من علماء الجامع الكبير وعلى رأسهم السيد العلامة / حمود عباس المؤيد، وكذلك احتفاله بعيد الغدير مع أصحابه واصطحابهم إلى محافظة صعدة، وكان خطيب مسجد بيت نَعَم من 1995 إلى حين نزوله إلى صعدة ومشاركته في القتال.

وكان الشهيد يقوم خلال الحرب الأولى وبعدها بإرسال صحف النظام وبعض الصحف التي تنشر أخباراً زائفةً إلى المجاهدين في صعدة ليتم الردُّ على الأقاويل والأكاذيب التي كان يروِّجُها النظام السابق.

 

قصةُ استشهاده

في خضمِّ المعاركِ العنيفةِ في الحرب الثانية، وخلال محاولةِ جيشِ النظام السابق الزحفَ على مواقع المجاهدين في منطقة نشور أُصيب إصابةً بالغة وعند محاولة أحد رفاقه إسعافه، سقطت عليهما قذيفة هاون أَدَّت إلى استشهادهما على الفور، وتم دفنهما في ذات الجبل في منطقة نشور.

 

وصية الشهيد

كان الشهيد يوصي الناسَ بقراءة القرآن وتطبيقه، وضرورة اقتناء السلاح، حَيثُ كان يقول الشهيد للناس: اقتنوا السلاح؛ لأَنَّ سعرَه رخيصٌ بـ 30 ألفاً، قبل أن يرتفع إلى 300 ألف.

كما كان –رحمه الله- يوصي زوجتَه أن تربيَ أولادَه على نهج آل البيت وضرورة توعيتهم وتربيتهم تربية قرآنية، وأن يكونوا رجالاً مقاتلين في سبيل الله، وفي هذه المسيرة القرآنية حتى يظهر الله دينه.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com