ذكرى الشهيد محطة جامعة لكل المبادئ والقيم وإحياؤها ضرورة ملحة للتحلي بالوفاء والإخلاص لتضحياتهم

أكاديميون وإداريون ونشطاء في حديث للمسيرة:

 

المسيرة| محمد حتروش

يحتفي الشعبُ اليمني الصامد بالذكرى السنوية للشهيد من كُـلّ عام، معتبرًا المناسبةَ محطةً هامةً لاستذكار بطولات العظماء ودورهم الجهادي في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومقارعة قوى الاستكبار العالمي أمريكا وإسرائيل، مؤكّـدين السيرَ في ذات الدرب وإكمال مشوار التحرّر حتى تطهير البلد من دنس الغزاة والمحتلّين.

 

الشهداء مصدر لمعرفة التأييد الإلهي:

وفي السياق، يقول حسين القاضي -نائب المدير التنفيذي لمؤسّسة الشهداء-: “الذكرى السنوية للشهيد محطة هامة للاستمرار في مواجهة العدوان وتحقيق العدالة ونصرة المستضعفين”.

ويرى أن من ذكرى الشهداء العظماء دروساً وعبراً يمكن الاستفادة منها، حَيثُ تعرفنا المواقف التي وقفها الشهداء وإصرارهم علي التضحية رغم كُـلّ المؤثرات والمرغبات والموانع التي يعيشُها البقية.

ويبيّن أن الشهداء مصدر لمعرفة المواقف التي أثبتت تأييدَ الله ونصرَه وربطَه على قلوب المؤمنين، موضحًا أن تضحيات الشهداء سطرت للعالم درساً في الثقة بالله والتوكل عليه وعدم الاعتماد على الكثرة والسلاح والعتاد.

ويدعو القاضي كافةَ الشعب اليمني إلى الاهتمامِ بأبناء وأسر الشهداء وتوفير ما أمكن من احتياجاتهم.

ويقول “نؤكّـد للأعداء أن مواجهة الطغاة والمتكبرين خيارٌ لا يمكن التنازل عنه وأننا سنكمل مشروع التحرّر الذي بدأه الشهداء ونحن على ذات الدرب حتى ننال إحدى الحسنيين النصر أَو الشهادة”.

ويشيد القاضي بمواقف أسر الشهداء التي تظهر في المناسبة والتي ترفع معنويات الجميع وتدمّـر معنويات الأعداء والمنافقين.

فيما يعتبر الدكتور عمر داعر -عميد كلية الإعلام- “أن الذكرى السنوية للشهيد محطة هامة لاستلهام الدروس والعبر من حياة العظماء وذلك للتأكيد على المضي في دربهم لخدمة الوطن ومناهضة العدوان”، مبينًا أن العدوان أظهر الوطنيين الحقيقيين وكشف العملاء.

ويرى أنه ينبغي على الشعب كاملاً إحياء هذه المناسبة العظيمة؛ وذلك كون أغلب الأسر اليمنية ضحت بشهيد في سبيل الله وسبيل الذود عن حياض الوطن.

ويقول داعر: “يجب علينا الوفاء لدماء الشهداء من خلال الاستمرار في رفد الجبهات بالمال والرجال والتصدي للعدوان في مختلف المجالات ونحن كإعلاميين يجب علينا تسليط الضوء على الانتصارات العظيمة التي يسطرها المجاهدون والتصدي لكل شائعات العدوان”.

من جهته، يؤكّـد محمد شرف المؤيد -مسؤول برنامج إحسان لكفالة الأيتام- أن الذكرى السنوية للشهداء محطة هامة لتذكيرنا بمسؤولياتنا وواجباتنا تجاه شريحة الشهداء العظماء، مبينًا أهميّةَ استحضار مواقفهم ومناقبهم الجهادية والبطولية التي تجسدت في تضحياتهم تجاه أمتهم ودينهم ووطنهم والذي نستلهم منهم أروع الدروس وَالعبر.

ويوضح أن الأُمَّــة الإسلامية تستمد من هذه التضحيات العظيمة في سبيل الله معنى الكرامة والعزة والشموخ والرفعة بين الأمم الأُخرى، وهذا ما لمسناه مؤخّراً بفضل الله وتضحيات الشهداء.

ويرى أن واجبَ المجتمع اليمني بشكل عام وكذلك المؤسّسة تجاه الشهداء هو العناية بأسرهم وتقديم الرعاية اللازمة بجميع أنواعها غذائيا وصحيا وتربويا لأبنائهم وأسرهم الكريمة والتي ضحت بفلذات أكبادها مِن أجلِ أن نحيا بكرامة وعزة في ظل أمن واستقرار وسكينة.

ويضيف: “وهو كأقل واجب نقدمه لهم ولا زلنا مقصِّرين جِـدًّا في حقهم ونخجل في ما نقدمه من رعاية متواضعة، مستسمحين منهم العذرَ وهم أهل الخير والوفاء والعطاء والسماحة”.

 

 العيشُ الكريم من ثمار الشهادة:

من جهته، يبين عبد السلام الطالبي -المسؤول التربوي بمؤسّسة الشهداء- أهميّة الاحتفاء بالذكرى السنوية للشهيد والتي تكمن في استذكار التضحيات العظيمة التي قدمها الشهداء في ميادين العزة والبطولة ويشير إلى أن تضحيات الشهداء وإحسانهم العظيم الراقي يسهم بشكل كبير في تحقيق العيش الكريم والآمن بعد الله عز وجل لكل أبناء الشعب اليمني الصامد والمجاهد والمتصدي في وجه العدوان الأمريكي السعودي.

ويرى الطالبي أن التفاعُلَ الرسمي والشعبي للاحتفاء بهذه المناسبة الغالية على نفوس المجتمع بشكل عام وأسر الشهداء بصفة خَاصَّة، يعزز من حالة الصمود وتماسك الجبهة الداخلية ويبعث على استشعار المسئولية لدى غالبية أبناء الوطن للاندفاع بطمأنينة وقوة وعزيمة للمشاركة في جبهات القتال.

ويلفت إلى أن ذكرى الشهداء ضرورةٌ ملحةٌ لتذكير المجتمع للاهتمام بأبناء الشهداء وذويهم وتلمس حاجاتهم وذلك وفاء لتضحيات الشهداء، مؤكّـداً أن تنوع البرامج والفعاليات والزيارات لروضات الشهداء تعزز الجانب الإيماني وترسخ ثقافة القرآن الكريم لدى الشعب اليمني.

ويعتبر الاحتفاءُ بالذكرى السنوية للشهيد، موطنَ شرف يفخر ويتباهى به كُـلُّ أبناء اليمن الأحرار.

وتصنع تضحياتُ الشهداء ثقافة إيمانية راسخة للشعوب حسب ما يؤكّـده ناطق وزارة الصحة يوسف الحاضري، مبينًا أهميّة السير على نهج الشهداء وإكمال مشوارهم التحرّري في مواجهة العدوان والجهاد في سبيل الله لحماية الأرض والعرض.

ويشير إلى أن التخاذُلَ خيانةٌ عُظمى لدماء الشهداء التي سفكت للذود عن المستضعفين وحمايتهم، موضحًا أنه لا توجدُ أية مناسبة أسمى وأرفع منزلة دينية ومجتمعية من منزلة الذكرى السنوية للشهيد؛ وذلك كونها تؤسس لمرحلة جديدة لما بعدها نستمر عليها حتى نصلَ للذكرى في العام اللاحق ليؤسس ذلك الاحتفاء مرحلة أُخرى لما بعدها.

ويلفت الحاضري إلى أن الذكرى السنوية للشهيد تبقي المجتمع مرتبطاً بالله وبثقافة القرآن ومسيرته حتى نلقى الله وهو راض عنا وبهذه الثقافة نقتبس كُـلَّ معنى عظيمٍ وراقٍ لترتقيَ معه الحياة.

ويعتبر الاحتفاء بذكرى الشهداء العظماء ضرورةً ملحةً يجب أن تؤسس في قلوب ومناهج وأفكار المجتمعات.

ويضيف “الشهداء العظماء هم من أسّسوا الحياة كما يجب أن تؤسس ورسموا صراطَهم السوي بعد أن اختلت وجعلوا للوجود الإنساني في الأرض هدفه الأسمى الذي لأجله استخلفه اللهُ في الأرض”.

كما يعتبر جبران الشيخ -مدير إدارة الإعلام بمؤسّسة الشهداء- “مناسبة الاحتفاء بالذكرى السنوية للشهيد، محطه إيمانية جهادية نتعلم منها تضحيات الشهداء العظماء الذين قدموا أسمى معاني البطولة والبذل والعطاء والقيم والأخلاق”.

ويرى أن من الشهداء يتعلم الشعوب كيف يواجهون الطغيان والطاغوت العالمي المتمثل في أمريكا وإسرائيل، مشبهاً تضحيات الشهداء بالمعين الذي لا ينضب؛ كونه يرسخ ثقافة الاستشهاد وكيف يبذل الإنسان أغلى ما يملك في سبيل الله تعالى دفاعاً عن الأرض والعرض والكرامة.

ويلفت إلى أن الشعبَ اليمني يستلهم من ذكرى الشهداء الثبات والصبر والصمود في مواجهة التحديات مهما بلغت، مبينًا ضرورةَ الاقتدَاء بقيم وأخلاق الشهداء والسير على نهجهم في مواجهة الطغيان وقوى الاستكبار حتى تحقيق النصر.

فيما يرى عبد الله محبوب -مدير المركز الإعلامي للشهداء- أن مكانة الشهيد مرموقة كعظمة شجاعته واستبساله وإقدامه وتضحيته، مبينًا أنه ضحى بأغلى ما يملك حفاظاً على الدين والعرض وحماية للمستضعفين من أبناء البلد.

ويبيّن محبوب كيف واجه الشهداء أكبرَ ترسانة سلاح لتكالب عالمي يريد استباحة الأراضي والأعراض.

ويقول محبوب: “لا بد من إيضاح ونشر تضحيات الشهداء وتدوينها والتذكير بها إعلاميًّا وثقافيًّا وبما قدموه في سبيل الدفاع عن الأرض والعرض، موضحًا أن اندفاعهم كان رغبة منهم في حماية الشعب وعزته وكرامته.

كما يؤكّـد الناشط السياسي عبد الغني الهمداني أن إحياءَ مناسبة الذكرى السنوية للشهيد ضرورة ملحة لاستلهام الدروس والعبر في السير على خُطَى الشهداء الأبرار، مبينًا ضرورةَ استذكار بطولات الشهداء وتاريخهم في الاستبسال والتضحية والفداء والجهاد ضد الظالمين.

ويشدّد الهمداني على ضرورةِ العناية والاهتمام بأسر وذوي الشهداء في مختلف المجالات في الحياة.

ويؤكّـد أن الشهادةَ عطاءٌ قابلها اللهُ بعطاء، وأنها مناسبة عظيمة جِـدًّا نستشعر منها روح العطاء والبذل في سبيل الله ونحظى برضوانه وعفوه.

 

في أعلى مراتب الدنيا والآخرة:

ويجزم الناشطُ الإعلامي يحيى سهيل، أن أعلى مكانة في الدين والدنيا هي مكانة الشهداء وأنهم في أعلى درجات الإيمان وأنصع صفحات التاريخ.

ويتابع: الشهداء خالدون؛ لأَنَّهم أحياءٌ عند ربهم يرزقون حتى قيام الساعة ومخلدون في مزهرية التاريخ المشرفة لهم ولشعوبهم وللأجيال القادمة من بعدهم في كُـلّ زمان ومكان.

ويوضح سهيل أن دماءَ الشهداء الزكية وتضحياتهم صانت الأعراضَ لكافة الشعب اليمني، معتبرًا الشهداءَ رواسيَ شامخةً لا يمكن لأحد النيل منهم.

 

الشهداء رمز الإيثار:

ويقول: “للشهداء العظماء على الوطن أن ينحنيَ إجلالاً لأرواح أبطاله وتغيب الشمس خجلاً من تلك الشموس”.

ويضيف “تحيةٌ تملؤها المحبة والافتخار بكل شهيد قدّم روحه ليحيا الوطن”.

ويعتبر سهيل، الشهيدَ نجمةَ الليل التي ترشد من تاه عن الطريق، وتبقى الكلمات تحاول أن تصفَه ولكن هيهات، فهذا هو الشهيد.

ويواصل “الشهيد هو الإنسان الكامل الذي أسجد الله له الملائكة وهو رمز الإيثار وأن الدنيا كلها تنادي بأسماء الشهداء وتلهج بذكر وصاياهم”.

ويضيف “عندما يرتقي الشهيد ويسير في زفاف ملكي إلى الفوز الأكيد، وتختلط الدموع بالزغاريد، عندها لا يبقى لدينا شيء لنفعله أَو نقوله؛ لأَنَّه قد لخّص كُـلَّ قصتنا بابتسامته. ويلفت إلى أن كُـلّ قطرة دم نزفها الشهيد فقد سقت نخيل الوطن فارتفع شامخاً، وكلّ روح شهيد كسّرت قيود الطواغيت.

 

معراج ينقل الأُمَّــة من الحضيض إلى العلياء:

ويرى الشاعر عبد الباري عبيد، أن إحياء الذكرى السنوية للشهيد أهميةٌ بالغة الأثر؛ كونها حلقة الوصل التي تربطنا بعالم الشهداء، مردفاً بالقول: بل وَإن صح التعبير هي النافذة التي نطل من خلالها لمشاهدة عظيمي السجايا وملوك الإحسان الذين ينزلون في ضيافة جبار السماوات والأرض.

ويعتبر عبيد إحياءَ الذكرى السنوية للشهيد محطةً لاستذكار صولاتهم وجولاتهم ومواقفهم المشرفة وما صدروه من ملاحم وبطولات خلدت في سفر التاريخ.

ويلفت إلى أن الشهادة قديماً فرضت معادلة (الدم ينتصر على السيف) كما فرضت في الحاضر معادلة (الدم ينتصر على أفتك وأحدث الأسلحة العالمية.

ويؤكّـد أن الشهادةَ هي السبيلُ الوحيدُ للعزة والكرامة وهي المعراج الذي سيرتقي بالأمة الإسلامية من الحضيض لتواكبَ الأممَ وتفوق عليها في جميع المجالات.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com