الشهيد عبدالفتاح الخراشي أبو أحمد محضة.. المجاهدُ الذي قاد المعارك بلا قدم

  • كان ملازماً لذكر الله تسبيحاً واستغفاراً وكان محبوباً بين أفراده وَإذَا علم العدوّ بأنه موجود في أي موقع فَـإنَّه يهابه
  • انضم الشهيد إلى المسيرة القرآنية بعد الحرب الرابعة وانطلق بقوة ينكل بالأعداء في الحرب الخامسة والسادسة وحرب دماج وعمران والفرقة وعدن وكان مثالاً صادقاً للمجاهد المثابر
  • استشهد –رضوان الله عليه- في جبهة يام عندما كان في الصفوف الأمامية يقود المعارك بكل بسالة وشجاعة وإقدام فأُصيب بقذيفة هاون استشهد على إثرها فسلام ربي عليه
  • من أعماله الجهادية أنه اقتحم من ثلاثة من رفاقه موقعاً عسكرياً فيه أكثر من 50 جندياً في الحرب السادسة وطهّر الموقع بالكامل

 

المسيرة – خاص

كان باستطاعته أن يظلَّ في بيته دون أن يلتحقَ بصفوف الجيش واللجان الشعبيّة، فهو لا يستطيعُ الجهادَ وهو مبتورُ القدم، لكنه أبى ذلك، وسجل موقفاً لن ينساه التاريخ.. إنه الشهيدُ عبد الفتاح مطلق دليم الخراشي.

يقولُ عنه الرئيس الشهيد صالح الصمّاد: “لقد عفا الله أبا أحمد محضة عن الجهاد؛ بسَببِ إعاقته ولكنه أبى إلَّا أن يسطِّرَ أروعَ الملاحم البطولية”.

في جبهة نهم التي تعد من أشرس المعارك التي خاضها أبطال الجيش واللجان الشعبيّة، قاد الشهيد عبد الفتاح دليم الخراشي المعارك وهو مبتور القدم.

وُلد الشهيد عبد الفتاح مطلق دليم الخراشي في منطقة محضة الصفراء بمحافظة صعدة، واسمه الجهادي “أبو أحمد محضة”، واستشهد وعمره 33 عاماً، حَيثُ وُلد سنة 1983م، واستشهد في 16/7/ 2016، ووري جثمانُه الطاهر الثرى في روضة الشهداء بمنطقة غواي بني معاذ.

كان الشهيد من الذين قال الله عنهم (أذلةٍ على المؤمنين أعزةٍ على الكافرين)، وكان رجلا شجاعا مؤمنا لا يهابُ العدوّ مهما كانت إمْكَاناته؛ وذلك لأَنَّ ثقتَه بالله سبحانه قوية، وكان ملازماً لذكر الله تسبيحاً واستغفاراً وقراءةً للقرآن، كما كان له تهيئة إلهية بين أوساط الناس وخَاصَّةً أفراده، فالكل مُسلِّم له وَإذَا علم العدوّ بأنه متواجدٌ في أي موقع كان يهابه.

ومن مميزات الشهيد (التواضع ـ الاحترام للآخرين ـ الأخلاق ـ الكرم ـ الإنصاف).

 

 انضمامُه إلى المسيرة القرآنية

انضم الشهيدُ إلى المسيرة القرآنية بعد الحرب الرابعة وكان انضمامه بقوة وبصدق بعد أن شاهد جرائم النظام وعايشها على الواقع في قريته (محضة) وكان آنذاك عددُ المجاهدين من منطقته لا يتجاوز عدد أصابع اليدين.

وانطلق الشهيد بقوة المؤمن المثابر الصابر يقتحم المواقع وينكل بالعدوّ أشد تنكيل ويسطّر بطولات عظيمة في الحرب الخامسة والسادسة وحرب دماج والقطعة وعمران والفِرقة وحتى عدن، وكان سلام الله عليه مثالاً صادقاً للمجاهد المثابر في جميع المهام الموكلة إليه وهو كما عُرف في الحرب مقدام وفي السلم رجلُ أمن وثقافة وإصلاح بين الناس، وهكذا لا يكل ولا يمل في مشواره الجهادي منذ انطلاقته وحتى استشهد شامخاً مرابطاً في أعماله الجهادية الموكلة إليه كان آخرها أن عُين قائداً ميدانيًّا في جبهة نهم وتحديداً في جبال يام وما حولها حتى ارتقى شهيداً فيها ولم تثنهِ إعاقتُه والتي تتمثل في بتر قدمه إثر جراح أصابته في الحرب السادسة.

وأكّـد الشهيد عبدالفتاح الخراشي، للجميع أن الإعاقةَ الدائمةَ لا تعيقُ المؤمنَ الصادق عن أداء واجبه الجهادي في سبيل الله، ورغم أنه ضحّى في سبيل الله حتى أصبح مقطوعَ الجناح، إلا أن ذلك لم يمنعه من الاستمرار في مواجهة أعداء الله، ولعل جبال نهم الشامخة لم تعجزه، فكان ليثاً من ليوث الجبال، وكأن لا إصابة فيه.

لقد غيّر الشهيد “ابو أحمد محضة” المعادلاتِ على الأرض، فكيف بمبتور القدم أن يواجهَ أكبرَ عدوان وأخبث نفوس تمتلك أحدث الأسلحة، في جبال وعرة، إلا أنه أثبت أن مَن وثق بالله وتوكل عليه وعشق الشهادةَ في سبيل الله يصبح ما دون ذلك هيناً مهما عظم.

 

قصةُ استشهاد

عندما كان يقود المعارك في جبهة نهم بكل بسالة وشجاعة وإقدام، وفي الصفوف الأمامية، أتته قذيفةُ هاون من قبل المنافقين الخونة استشهد على إثرها رضوان الله عليه.

 

أعماله الجهادية التي مارسها

في الحرب السادسة وفي عملية بطولية تمثل معجزة سطرها مع ثلاثة من رفاقه تمثلت باقتحام موقع عسكري فيه أكثر من خمسين جندياً نتج عنه تطهير الموقع وفي نفس الحرب كسر زحفاً قام به العدوّ فواجههم لوحده بعد أن قام بعمليةِ التفاف عليهم.

 

من وصية الشهيد

من أهم ما أوصى به الشهيد قوله: (أوصي الجميعَ بالجهاد ومواصلة الدرب وعدم التفريط والتهاون والتمسك بهدى الله فهو سبيل النجاة والفلاح والسير على نهج الشهداء وعلى خُطاهم).

 

أهم ما قيل عن الشهيد

1ــ السيد القائد/عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله وفي كلمة ألقاها للجرحى والمعاقين قائلاً: (في جبهة نهم وهي منطقة جبلية قاد المعارك فيها أبو أحمد محضة وهو مبتور القدم).

2 ــ صالح الصماد قال فيه: (لقد عفا الله أبا أحمد محضة عن الجهاد؛ بسَببِ إعاقته ولكنه أبى إلَّا أن يسطّرَ أروعَ الملاحم البطولية).

3 ــ كتب عنه الشاعر الأُستاذ / ضيف الله أحمد سلمان كلمات شعرية جميلة قال فيها:

((… في طريق الهدى… ))

في رضا اللَّهِ مَا تَأخَرتَ لَحظَة

وَلهُ قد بَذَلت رُوحَكَ (مَحْضَةْ)

وعلى نهجهِ سَموتَ شهيداً

وبساحِ الجهادِ أدَّيتَ (فَرْضَهْ)

يا (أبا أحمد) وحَسبُكَ فَضلاً

أن جَعلتَ الطاغوتَ يَلعَنُ حَظَّهْ

قِرَّ عَينَاً يا أيُّها الحَيُّ طُوبَى

لكَ حُسْنُ المَآبِ فِي الخُلْدِ رَوْضَة

ذاب قلبي من الأسى يا رفيقي

كادَ حُزني عليكَ يُوقِفُ نَبْضَهْ

يَا سَنَا المَجدِ يا اخْتِصارَ المَعَالي

عَظَّني الدَّهرُ في مُصَابِكَ عَظّةْ

فُزتَ يَابنَ الكِرامِ فوزاً عَظيماً

فَلتُبَاهِ طول الوجودِ وعَرْضَه

صادقَ العهدِ كنتَ قولاً وفعلاً

كلما قرّرت قُوَى الشرِّ نقضَه

يا شهيداً رقى بكلِّ شُمُوخٍ

بَعضُهُ في العُلا يُعانِقُ بَعضَه

جَسَّدَ الصَّبْرَ مَنْهَجَاً عَمَلِيَّاً

وَتَحَدَّى بِاللَّهِ حِلفَ قُرَيْضَة

في طريقِ الهُدَى تَفانى جِهَاداً

مضجعَ البغيِ والضلالِ أقَضَّه

وعلى الكافرينَ كان عزيزاً

وعلى المؤمنينَ يَكظِمُ غَيْظَه

أقرضَ اللهَ حَين ناداهُ قرضاً

حَسَناً والإلهُ ضاعَفَ قَرْضَهْ

كان ليثاً لدى الوغى حيدرياً

وجُيُوشُ العِدا ترى فِيهِ غِلْظَة

عَاشَ باللَّهِ وَاثِقَاً مُطْمَئِنَّاً

وبِوجهِ الطغاةِ أعلن رَفْضَهْ

نال ما يَبتَغيهِ (ذلكَ فضلُ الــ

ـلهِ يُؤتيهِ مَنْ) يُؤَدُونَ (فَرْضَه!!)

وَعْدُ ربِّي لِلصَّالِحينَ جَلِيٌ

دونَ رَيبٍ لَهُمْ سيُورِثُ أرْضَهْ

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com