بريمر آل جابر السعودي وحكومة المرتزقة المجرَّبة

 

طه العزعزي

تتسمُّ الأوضاعُ في هيكل المنظومة الإدارية لدى حكومات المرتزِقة بعدمِ الاستقرار في كافة المستويات، أسوأُها السياسيةُ، يظهرُ ذلك بوضوح في كُـلِّ مرحلةٍ من مراحل التشكيل والمحاصَصة القائمة على توزيع المناصب، بحسب الجغرافيا المناطقية والحزبية السياسية حالَ تشكيل أيةِ حكومة وفقاً لبنود واتّفاقيات خاطرت السعوديةُ على تعميقِ وصايتها من خلالها، كان آخرها اتّفاق ما يسمى بالرياض.

تكادُ السعوديةُ القائد الفعلي للعدوان على اليمن تعيدُ مرتزِقتَها إلى تاريخ ما قبل 2010 م الذي تتشابهُ فيه أوضاعُ اللا استقرار بحال راهن اليوم والتخبط الحاصل، في الواقع الدموي منذ عام 1990 م وحتى عام 2010 م من تاريخ اليمن شهدت تلك المرحلة تشكيلَ ما يقاربُ تسعَ حكومات، كانت أطول فترة حكم في إحدى هذه الحكومات لم يزد عن سنتين، بل إن أقصرَ هذه الحكومات ظلت حوالي أربعة أشهر فقط.

في فترة حكم الخائن عفاش كانت تتم عمليةُ تشكيل الحكومات بمشاورة المملكة السعودية، ولم يحدث لأي قرار سياسي من قبل شخص الرئيس والبرلمان حال تشكيل الحكومات أن تم دونَ المرور على موافقة أَو منع السعودية لأي تشكيل حكومي، التاريخُ بدوره يعيدُنا إلى تلك الفترة في مناطق سيطرة العدوان، قضية شمال وجنوب وتعاقب حكومات ومملكة تقود عدواناً سياسياً وحربياً دائماً.

بعد مرحلة احتراب دموية بين أدوات المرتزِقة وبلا ظهور أي أُفُقٍ لأي انتصار أَو نصف انتصار حتى، أوقفت المملكةُ السعودية على أطرافها بحل إلزامي وإجراءات تم تعديلُها لأكثرَ من مرة في اتّفاق ما يسمى بالرياض.

إن حالةَ التسليم بالحلِّ المفروض هي الحالة المتوقَّعة بعد معركة الاستنزاف التي تم التخطيطُ لها مسبقًا، خرجت حكومة المرتزِقة المعلَن عنها من خضم ذلك كفرضٍ إلزامي، رغم أن أطرافَ الارتزاق لم تقتنعْ بها.

حزبُ الإصلاح الذي فشل أخيرًا وأولًا في إثبات سيطرته رغم استفراده ببعض المناطق وبعد الهزائم التي تلقاها من قبل رجال الجيش واللجان الشعبيّة، هذه المرة يحصلُ على أربعة حقائبَ كما هي رؤية السفير السعودي آل جابر في تشكيل الحكومة.

توصَّــل البعضُ من أبناء الجنوب إلى حقيقة مشروع الانتقالي المخزي الذي جاء لهم به عبر شعاراتٍ وتقوُّلات كثيرة آخرها كأولها سقطت بين أقدام سفير السعودية آل جابر، والمضحك المبكي لهم هناك هو ذلك القرارُ الذي أعلن فيه ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي الإدارةَ الذاتيةَ للجنوب.

إنَّ ستَّ سنوات في فنادق الرياض كفيلةٌ بمعرفة السفير السعودي لوزرائه الثِّـقات، وانتقائهم لن يمُرَّ إلا من مصفاة عمالتهم لأوطانهم وعدم احترامهم لفكرة السياسة والمصير والتاريخ الذي ستتضررُ منه البلد، وبالفعل بريمر آل جابر السعودي لم يتجشم أيَّ عناء سياسي معرفي لأدواته العميلة التي ستخدُمُ سياسةَ السعودية دونَ حتى دويلة الإمارات بعد طول هذه الفترة من مشاهدة تفعيلِ الداخل اليمني لمناطق سيطرة العدوان على وفق ما يريدُه النظامُ السعودي.

تشكّلت الحكومةُ الجديدةُ، فتم تسريحُ موالين لقطر وتركيا منها وبقاءُ آخرين في مناصبهم هم نقاوةُ الارتزاق والعمالة الذين صنعهم النظامُ السعودي وفق قراراتٍ وأوقفهم صفًّا على ما يسمى بالشرعية في العدوان على اليمن.

ضمن تحولات جسيمة، يتم في كُـلّ مرحلة مأزومة سحبُ البساط سياسيًّا من وزراء الشرعجية، أحدُ العملاء الذين اكتشف فيهم السفير السعودي قوانينَ وتجاربَ عمله هو وزيرُ الإعلام السابق معمر الارياني التي ضُمَّت إليه حقيبتان وزارتان جديدتان إلى جانب الإعلام أَيْـضاً، فيما العميلُ الأكبر معين عبدالملك ظل على سدة الوزارة رئيساً للوزراء.

تتجدد غرفُ الطاعة على شاكلةٍ فضائحية، يمرر فيها الفندقيون من وزراء الشرعية كُـلَّ قرارات السفير السعودي في ما يخُصُّ اليمنَ وشئونَه بكل سلاسة ودونَ اصطدام بشخصيةٍ سعوديةٍ أَو قرارٍ سياسي تم التوجيهُ بالأمر لـِـوَقْــــعِ تنفيذه.

إذاً، لم تكن الحكومةُ التي تم الإعلانُ عنها جديدةً كما يروج البعضُ لها إعلامياً، ربما يكون هناك تعديلٌ بسيطٌ في تغيير بعض الأسماء، ولكن المضمون والشكل والمحتوى هو ذاتُه من سقف تكوين أعلى هو القرارُ السعودي ووصايتُه التي يسعى إلى تعميقِها.

مهما يكنِ الأمرُ، فَـإنَّ يومَ الجمعة، التي خرج فيها قرارُ تشكيل الحكومة كان يومَ سُخريةٍ بالنسبة لليمنيين من كُـلِّ فئات وشرائح المجتمع، كوميديا سوداء شاهدة على لُعبة العدوان وعدم مقدرتِه على إدارة المناطق التي تحت سيطرته وضحالة واقعِه المأساوي في السياسة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com