حقيقة الصراع

 

مصطفى العنسي

من يتأمل في حجم الأحداث وتسارعها والمتغيرات التي تطرأ في اليوم والليلة، سيجد نفسّه أمام مشهدين لجبهتين ومحورين:

المحور الأول هو محور الحق والذي نرى رجالَه وأنصارَه في جبهة النزال يتميزون ومع الله يجاهدون وفي سبيله يمضون، لا توقفهم المعاناة ولا تعيقهم التحديات بل يزدادون قوة وتوسعا، إنهم أنصار الله وأنصار العلم القائم السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله-، إنهم جندُ الله في أرضه الموعودون بأن يأتي بهم ليظهر بهم دينه وينجز بهم وعده.

ميّزهم الله في كتابه وعظّمهم؛ لأَنَّه يحبهم ويحبونه وينصرهم وينصرونه (وَلَيَنْصُرَنَّ الله مَنْ يَنْصُرهُ)، يتميّزون عن غيرهم بقيادة ومنهج وأمة، وهذه الركائز الثلاث هي سر صمود اليمنيين اليوم وسر صدارتهم وانتصاراتهم وسر صمودهم وثباتهم، أظهر الله بهم دينه فظهروا بظهوره، ونصر الله بهم دينه فانتصروا بانتصاره.

المحور الثاني هو محور الشر المتمثل في أمريكا وإسرائيل وأعوانهم وأزلامهم من نصبوا لله عداءَهم وانطلقوا لمواجهة من يؤلِّهُ الله ويعظّمه ويكبره، نراهم اليوم يجوبون البحار طولاً وعرضاً لمواجهة الحق وأنصاره، وأكبر شاهد على ذَلك هذه الحرب التي شنتها أمريكا وإسرائيل على اليمن وأهله، إنهم من شنّوا الحرب وهم من يقودونها وهم من يديرونها، وبعران الخليج يمولونها ويتصدرونها إعلاميًّا، ليجعلوا من أنفسهم واجهة وشماعة ليقضي بهم الأمريكي وتره ويمرّر بهم طموحاته وأهدافه.

هذا المحور نراه اليوم منهارً، ويزداد كُـلّ يوم ضعفاً وتراجعاً وانكساراً وتصدعاً، وهو إلى السقوط أقرب من أي وقت مضى؛ لأن الله غالب على أمره، وقد وعد بأنهم في بوار وخسران مهما طبع معهم المطبعون ومهما سارع فيهم مرضى القلوب، ومهما انضوى تحت لوائهم من زعماء وحكام وأمراء وملوك وسلاطين ممن يحسبون أنفسهم على الإسلام وما هم بمسلمين زين لهم الشيطان سوء أعمالهم (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا).

هذه الفوارق بين محور الحق ومحور الشر هي معطيات تعطينا العمق الاستراتيجي في تقييم مسار الأحداث وتقييمها من واقع عملي عميق، فالله سبحانه وتعالى قد بيّن لنا سننَه التي لا تتبدّلُ ولا تتغيّر لنعرفَ أننا لسنا حالةً استثنائيةً أمام سنن الله، فما جرى على الأمم السابقة يمكن أن يجريَ علينا.

فلنشمر سواعدنا وننفض عن أرجلنا غبار التقصير والإهمال والتواني والتسويف.. فماذا ننتظر وقد وعدنا اللهُ بقوله: (إِن تَنصُرُوا الله يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)، (وَيَأْبَى الله إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)، (وَيُحِقُّ الله الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ).

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com