اعتراف “إسرائيلي”.. شن الحروب على دول محور المقاومة سببها المواقف المناصرة للقضية الفلسطينية

صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية تجري لقاءً مع وزير الدفاع الصهيوني والأخير يعترف:

زرت كُـلَّ الدول العربية سراً وخضت حروباً سفكت فيها الدماء في سوريا ولبنان وفلسطين ومصر

إيران وحلفاؤها في المنطقة يقفون حجر عثرة أمام “التطبيع” والمطبعون ينفذون الرغبات “الإسرائيلية”

 

المسيرة: نوح جلاس

يوماً تلو الآخر، تتكشف الخيوطُ السعودية التي حركت دمى التطبيع –زعماء الأنظمة المطبعة مؤخّراً– نحو الانبطاح والاستسلام للعدو الصهيوني على حساب القضية الفلسطينية، وهو ما يؤكّـد أن النظام السعودي بات غير مؤتمن على الأُمَّــة ومقدساتها وقضاياها كما أشار قائدُ الثورة في خطاب سابق.

وفي جديد ما كشفته التصريحات الصهيونية عن الدور السعودي في جر الأنظمة العميلة نحو مستنقع “التطبيع”، علاوة على المساعي السعودية السياسية والثقافية الراهنة والتي تصبُّ في خدمة الأعداء، أكّـد رئيسُ الوزراء الصهيوني البديل وزير الدفاع بيني غانتس، أن دولَ محور المقاومة هي الوحيدة التي تقف صخرة صماء أمام المؤامرات الصهيوأمريكية الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية، وهو ما يؤكّـد أن الأنظمة التي تحارب دول محور المقاومة بالوكالة وفي مقدمتها “السعودية”، هي من تتولى كبر اتّفاقيات العار والاستسلام، في مسار خطير على الأُمَّــة ومقدساتها وفي مقدمتها الحرمان الشريفان.

وفي حوار أجرته صحيفة “الشرق الأوسط السعودية” مع رئيس الوزراء الصهيوني البديل، كشف بيني غانتس عن الأسباب الحقيقية لشن الحروب على اليمن وسوريا ولبنان والعراق وإيران وقطاع غزة، مؤكّـداً أنها تأتي؛ بسَببِ مواقفها الرافضة لبيع وتصفية القضية الفلسطينية، على عكس الأنظمة المنبطحة التي باتت محط مديح وثناء أمريكي إسرائيلي بريطاني، موضحًا الرغباتِ التي تحقّقها موجة “التطبيع” الخيانية لصالح اليهود.

وفي إجابته عن سؤال الصحيفة السعودية حول سر اتّفاقيات “التطبيع” وتسريع عجلتها في الوقت الراهن، وسط حروب مشتعلة في المنطقة، قال بيني غانتس: “إن اتّفاقيات التطبيع الأخيرة هي تحالف القوى المعتدلة، التي تعبّر عن الرغبة الحقيقية للمواطنين الإسرائيليين”، مُضيفاً: “طبعاً لا يمكننا أن نتجاهل وجود محور مضاد هو المحور الإيراني الذي يهدّد إسرائيل، ودعنا نتمنى أن يتوصل هذا المحور إلى الاستنتاج اللازم من رياح السلام ويبدأ هو الآخر يتغير باتّجاه السلام ولكن، إن لم يفعل، فَـإنَّه سيواجه ما لا تحمد عقباه، وهو يواجه الآن مصاعب جمة، انظر كيف تعيش سوريا اليوم أَو لبنان أَو العراق أَو اليمن”، وهو ما يؤكّـد تولي الأنظمة العميلة مهام الاعتداءات على الدول المناهضة للغطرسة الصهيونية، كما يجري في دول المحور.

وفضح الوزير الصهيوني مجدّدًا المزاعمَ الإماراتية التي برّرت اتّفاقية العار بالسعي لوقف مخطّط الضم الإسرائيلي، مؤكّـداً أن الحكومة الصهيونية أجّلت مشروع الضم قبل “التطبيع” مع الإمارات، مُشيراً إلى أن المشروع لا يمكن أن يتوقف نظراً لحاجة الاحتلال في تأمين قواته في الضفة الغربية.

ومع تمنياته بأن تشمل اتّفاقيات العار كافة الدول العربية والإسلامية في المنطقة، كشف بيني غانتس عن مهامِّه المشبوهة التي مكنته من زيارة كُـلّ الدول العربية، موضحًا في الوقت ذاته الجرائمَ المرتكبةَ بحقِّ الشعوب العربية، والمشاركة الصهيونية الفاعلة في الحرب على سوريا التي انطلقت تحت ذرائع “المعارضة والثورة.. إلخ”، ووصلت إلى حَــدّ التحالفات الغربية الأمريكية الصهيونية ضد النظام السوري.

وأجاب غانتس عن سؤال الصحيفة السعودية عن زياراتها لدول المنطقة، بقوله: “زرت كُـلّ الدول العربية، ولكن بالخفاء ضمن أداء مهمات عسكرية وأرغب جِـدًّا أن أزورها علناً بشكل رسمي”، مُضيفاً “أنا شاركت في جميع حروب إسرائيل، وأعرف ويلاتها للفلسطينيين والسوريين واللبنانيين والمصريين.. دماء غزيرة سالت أمام ناظري”.

وحاول الوزير الصهيوني تجميل اتّفاقيات العار بزعمه أنها تحقّق السلام في المنطقة، متناسياً أن كيانَ الاحتلال انقلب على كُـلّ الاتّفاقيات الموقعة سابقًا بينه وبين السلطات الفلسطينية في العقود الماضية، وقد أظهرت مشاريع الضم والاستيطان والمساومة على الموارد الاقتصادية الفلسطينية، مدى الوحشية الإسرائيلية وما يترافق معها من مظاهر الخداع والزيف.

وتأتي المقابلة السعودية مع رئيس الحكومة الصهيونية المناوب في نهاية عام شهد اتّفاقيات استسلام لـ4 دول عربية مشاركة في العدوان على اليمن، وتمول الحروب العسكرية والسياسية والاقتصادية ضد باقي دول المحور، في حين تأتي في سياق الخطوات التدريجية السعودية نحو إعلان التطبيع مع كيان الاحتلال، ومعها يسقط آخرُ قناعٍ للنظام الذي يدعي حماية مقدسات الأُمَّــة الإسلامية، وهو في الحقيقة زُرع ليكون الخنجر السام في خاصرة الأُمَّــة ومقدساتها.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com