الدفاع المقدّس من نقطة الصفر إلى القمة

 

مرتضى الجرموزي

فيما مضى من الحرب والدفاع المقدّس، كان إذَا أطلقنا صاروخاً واحداً زلزال أَو كاتيوشا، كان إعلامنا الحربي ووزارة الدفاع والقنوات الإخبارية تسابق الزمان للإعلان عنه، وفي بعض الحالات يتم الإعلانُ عنه فور وصوله الهدف.

لتمر الأيّام وتزداد شهيّةُ المقاتل اليمني لإنتاج صواريخ ذات فاعلية أكبر، وكنا في حالات الإطلاق نعلن عن أهداف في الحدود، وكان حينها إعلام العدوان ينفي قطعاً بعدم الإطلاق أَو يلزم الصمت، ومع التطور الملفت للقدرات اليمنية في الصناعة العسكرية الجوية بشقيها الصاروخية، بأجيالها وأرقامها وسلاح الجو المسيّر بأجياله ودقة فاعليته، كذلك كان إعلامنا يصرّح مع كُـلِّ عملية إطلاق، وكان حينها العدوّ ينفي أَو يدّعي اعتراضه وإسقاطه للمقذوفات كما كان يسميها، وفي أحسن حالاته يتهم إيران بالقيام بهذه العمليات.

لتأتي الأحداث جمّة بتفاصيل مُثيرة جسّدت معاني الصمود والثبات والدفاع عن الحق والمشروع، ومع قدرات يمانية خارقة للعادات مُحيّرة لمفكري العالم ومستشاريه في الحرب وإنتاج الصناعات الكبيرة ذات المدى والتأثير والفاعلية، وبحكمة المحارب الكفؤ الواقف موقف الحق والذي يستمدُّ إيمانَه وثباته وقدراته من جبّار السموات والأرض، بات اليوم الجيش واللجان الشعبيّة يطلقون أعداداً خيالية مسيّرة وباليستية ومجنحة إلى العمق السعودي، حتى باتت مملكة الرمال جغرافيا خصبة وفي متناول قوة الردع اليمني.

ومع تنوّع الضربات والأهداف لم تعلن قيادتنا اليمنية ووزارة الدفاع عن بعض العمليات، بينما تجد النقيض مختلفاً تماماً هذه المرة، حَيثُ يسارع إعلام العدوّ عبر المتحدّث الرسمي لتحالف العدوان إلى الإعلان بعمليات يمنية يطالب العالمَ بإيقاف الضربات اليمنية وشجبها واستنكارها بكاء وتبجحاً بالمظلومية، في الوقت الذي حذف من قواميسه التهم الموجهة لإيران، حَيثُ بات لزاماً عليه ورغماً عن أنفه القذر أن يعترفَ أمام الرأي العام العالمي بقوة المقاتل اليمني وقدراته التي باتت تدق مضاجعه وتمزّق ضرعَه المُدِرَّ “النفط”.

تلك آيات الله وعن أية آياتٍ بعدها يؤمن العدوّ وعالم الاستكبار وهو يرى بأُمّ عينيه من استضعفهم بالأمس وشمت بقدراتهم واستهزأ بإنتاجهم الحربي والعسكري الدفاعي، يُرغمونه اليوم على النواح والبكاء والعويل واستجداء العالم ليرأف به وللحيلولة بإيقاف الضربات الصاروخية الباليستية والمسيّرة اليمنية التي باتت اليوم وبفضل الله ثم بفضل المخلصين والجنود المجهولين في وحدة التصنيع العسكرية لهم الكلمة العليا وكلمة الفصل، وبإمْكَانهم إيلامُ العدوِّ من خلال استهدافه في مقارِّه الأمنية والعسكرية والاستخبارية وإلى عقر داره ومراكز قراره.

أضف إلى ذلك النجاحَ الاستخباراتيَّ الكبيرَ وَغيرَ المصدَّق والذي من خلاله يحصل الجيشُ اليمنيُّ واللجانُ الشعبيّةُ عن المعلومات ذات الأهميّة الكبرى والمواقع ذات الحساسة المتناهية، حَيثُ يمتلك اليمن منظومة جهادية استخباراتية في عمق العدوِّ وفي غرف عملياته العسكرية، سواء في جبهات الداخل أَو في السعودية ومواقعها الاستراتيجية، حَيثُ تعمل هذه المنظومةُ لتزويد الطرف اليمني بكل المعلومات والوثائق السرية ورفع الإحداثيات وتوثيق العمليات العسكرية حتى لو لم يعرضها الإعلام عبر القنوات، فهي في الأرشيف وستُعرض في الوقت الذي تراه القيادةُ مناسباً.

وأثبت الشعبُ اليمنيُّ مقولة “المعانة تولِّد الإبداع”، خَاصَّة إذَا عمل الإنسان بأسبابِ النصر والتقرّب أكثر من الله جل في علاه، فهو الناصرُ والمعينُ وما على المرء إلا أن يعمل بالصبر والتحمل والثبات والجهاد في سبيل الله ومواجهة المعتدين.

وها نحن رأينا الشعبَ اليمني كيف تحمّل الصعاب وواجه التحدي والمخاطر، ومن نقطة الصفر بدأ دفاعه في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي، حتى أصبح اليوم في القمة بفضل الله ثم بفضل حكمة وتوجيه القيادة الثورية، ممثّلة بالسيّد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي ورئاسة الجمهورية وقيادة الدفاع والداخلية ومجاهدي الجيش واللجان الشعبيّة وأحرار القبائل الشرفاء.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com