تداعيات إعلان ترامب تطبيعَ العلاقات بين النظام المغربي وكيان الاحتلال الصهيوني

 

المسيرة / رصد

أكّـدت حركةُ الجهاد الإسلامي في فلسطين، أنَّ ما أقدم عليه النظامُ الحاكمُ في المغرب بالتطبيعِ مع الاحتلال “الإسرائيلي”، خيانةٌ لثوابت الإسلام والعروبة وتفريط بالقدس وفلسطين.

وقالت الحركة في بيان صحفي: إن التطبيع هو الوجه الجديد للاستعمار، معتبرة أن إعلان العلاقات المغربية مع الكيان الصهيوني خيانة للقدس.

وأضافت، أن بعضَ الأنظمة العربية يتواصل سقوطُها في وحل الخيانة والرِّدة عن ثوابت الأُمَّــة، مشدّدة على أن إعلان التطبيع بين المغرب والكيان الصهيوني الغاصب يمثل انتكاسة جديدة للنظام العربي الهش الذي يبحث عن توطيد أركان حكمه الاستبدادي لدى أمريكا والكيان الإسرائيلي.

وتابعت الجهاد الإسلامي في بيانها: “نحن على ثقة تامة بأن الشعبَ المغربي يرفُضُ بشدة التطبيع مع الاحتلال الصهيوني، ولن تكونَ أرضَ المملكة المغربية مرتعاً للصهاينة، فالشعب المغربي وقواه السياسية سترفض التطبيع وتتصدى له”.

وأشَارَت إلى أن مسلسلَ هرولة الأنظمة العربية نحو الكيان الصهيوني سيكون لعنةً عليها وعلى رموزها وقادتها، وسيبعث يقظة جديدة لشعوب المنطقة ضد الكيان الصهيوني بإذن الله.

وأوضحت الحركة، أن أمريكا والكيان الصهيوني تستخدمان التوتراتِ الداخليةَ في المنطقة لابتزاز أنظمة الحكم العاجزة والضعيفة، وتساومها بين استمرار التوترات والأزمات الداخلية أَو الرضوخ للإملاءات الأمريكية والصهيونية.

ووصفت الجبهةُ الديمُقراطية لتحرير فلسطين في بيان لها قرارَ المملكة المغربية تطبيعَ العلاقات مع “إسرائيل”، بأنه “خطوةٌ شديدةُ الخطورة تلحقُ الأذى والضرر بالقضية والحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا، في تقريرِ المصير والعودة والاستقلال والخَلاص من الاحتلال، كما تعرض مصير القدس المحتلّة، عاصمة دولة فلسطين، إلى المزيد من مخاطر التهويد”.

لجانُ المقاومة من جهتها، رأت أن “تطبيعَ النظام المغربي مع الكيان الصهيوني يدُلُّ على أن هذه الأنظمةَ الفاسدة أصبحت في مرحلةِ الاصطفافِ والتحالف مع العدوّ الصهيوني”، معربة عن اعتزازها ورهانها على الشعب المغربي الأصيل الرافض للتطبيع، والذي يقف دوماً إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته.

وفي تصريحٍ صحفي صادرٍ عن فصائل المقاومة الفلسطينية أكّـدت فيه أن: “اتّفاقَ التطبيع المغربي مع الكيان طعنةٌ في ظهر أمتنا وخيانة لفلسطين والمدينة المقدسة، وهذا يستوجب سحب رئاسة القدس من النظام المغربي”.

وقالت: “إن ظن الاحتلال أن بتطبيعه مع بعض الأنظمة العربية سيخفي جرائمه التاريخية بحق العرب والفلسطينيين فهو واهم، ولن يفلح في تجميل قبح الإجرام الصهيوني”، ونوّه البيان: “نعتبر أن هذه الاتّفاقيات هي مكافأةٌ للكيان على جرائمه بحق شعبنا وأمتنا، وإمعان في خيانة الأنظمة المطبعة لإرادَة شعوبها الحية والمقاوِمة”.

وأكّـدت الفصائل: “نؤكّـدُ أن اتّفاقاتِ العار مع الاحتلال المجرم لا تُمثّل إرادَةَ الشعوب العربية الحرة وخُصُوصاً الشعب المغربي الداعم للقضية الفلسطينية”.

ودعت الفصائل الفلسطينية: “ندعو الشعبَ المغربي والشعوب العربية للتحَرّك الشعبي الواسع لنبذ التطبيع وفضح المطبعين”.

إلى ذلك، قالت “حركةُ البناء الوطني” في الجزائر: إن إعلانَ الرئيس المنتهية ولايته، دونالد ترامب، عن تطبيع المغرب العلاقات مع “إسرائيل” لا يمتلك أية مصداقية، مشيرةً إلى أن اعترافه بالاحتلال في الصحراء مثلُ رفضِه الاعترافَ بخسارته في الانتخابات أمام الديموقراطي جو بايدن.

وأضافت الحركة في بيان لها، أمس الجمعة، “نحن، إذ ندين كُـلّ مسار صفقة القرن القبيحة لبيع حق الشعب الفلسطيني عبر سماسرة الشرق الأوسط، فَـإنَّنا نتأسف لتطبيع المغرب مع الكيان الصهيوني، ونربَأُ بالشعب المغربي ونخبه الحية أن تقبَلَ ببيع الحق الفلسطيني في أي ظرف من الظروف، ومن أية حكومة أَو سلطة كانت”.

بدوره، أكّـدَ حزبُ “جبهة التحرير الوطني” في الجزائر، أنه تلقى “بغضبٍ واستنكارٍ واستهجان، إعلانَ المملكة المغربية إقامة علاقات دبلوماسية مع “إسرائيل”، مقابلَ اعتراف ترامب بسيادة مزعومة للمغرب على الصحراء الغربية المحتلّة”.

وقال الحزب في بيان: إن “التخلي عن الحق الثابت للشعب الفلسطيني في مقابل الحصول على حق وهمي بالسيادة على أرض الصحراء الغربية المحتلّة، هو بئس الرفد المرفود، وسيبقى وصمة عار سياسية ودبلوماسية وأخلاقية تلاحق أصحابه الذين لطالما تغنوا باحتضان القضية الفلسطينية”.

كما، اعتبر حزب الحرية والعدالة في الجزائر أن “إعلان ترامب عن تطبيع المغرب لعلاقاته مع الكيان الصهيوني، مَـا هو إلا تتويج لمسار سنوات من التنسيق بين حكام المغرب وإسرائيل”.

ووصف حزبُ الحرية والعدالة في بيان له، الجمعة، خطوةَ الرباط بالمقايضة الرخيصة التي تستهدف حقوق الشعب الفلسطيني، مشدّدًا أنها خطوة لن تقدم أية فائدة للشعب المغربي.

ودعا في ذات السياق كُـلَّ القوى الوطنية في الجزائر “للوحدة والانتباه للخطر المحدق القادم من حدودنا الغربية، بعد أن أصبحت لإسرائيل موطئ قدم في الجارة المغرب”.

يُذكَرُ أن الرئيسَ المنتهية ولايته ترامب، أعلن الخميس الفائت، عبرَ “تويتر” أنّ المغرب و”إسرائيل” توصلتا إلى اتّفاق لتطبيع العلاقات بينهما.

وقال ترامب في تغريدة له أنه “وقّع إعلاناً يعترف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية”.

الديوان الملكي المغربي قال من جهته: إن “الولايات المتحدة ستفتحُ قنصليةً في الصحراء الغربية في إطار الاتّفاق مع إسرائيل”.

الجديرُ ذكره أن المغربَ هي الدولة العربية الرابعة التي تعلن التطبيع مع “إسرائيل”، بعد توقيع الإمارات والبحرين في البيت الأبيض على اتّفاق “التطبيع الأسرلة” في واشنطن، وبحضور ترامب، ثم إعلان موافقة السودان على تطبيع علاقاته مع “إسرائيل”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com