العربُ وإهدارُ النعم

 

إبراهيم عطف الله

سابقًا.. أنعم اللهُ على العرب بالإسلام وبالقرآن العربي المبين، وبدين الرحمة للعالمين، فباعوه بثمن بخس، وتوجّـهوا لاعتناق أديان غير دين الرحمة، وهرولوا في تولي غير من أُمروا بتوليه، وتعلموا لغة المغضوب عليهم، وجعلوا من كتاب الله هزواً، واتخذوا رسولَ الله وآل بيته عدواً لدوداً، فسخروا كُـلَّ نعم الله عليهم ضد الحق وأهله، حروب، تضليل، تزوير، تحريف، تشويه… إلخ، باستثناء فئة قليلة من أعزَّ اللهُ بهم دينه ونصر بهم رسوله.

وحاضراً.. أنعم اللهُ على العرب بالموارد الطبيعية، فطغوا وتكبروا وتجبروا وصوروا منها أنفسهم وحوشاً على هيئة بشر، وطمحوا من خلالها التحول والتبدل كيف وأين ومتى ما يريدون وبما تهوى أنفسُهم، وعلى ما يرضي أسيادهم من الغرب والصهاينة، وجعلوا من نعم الله عليهم سلاحاً فتاكاً لقتل عباد الله المستضعفين في أرضه، باستثناء فئة قليلة.. والنتيجة كانت سابقًا وحاضراً هي الشتاتُ والهلاكُ، والنصر والغلبة للفئة القليلة المجاهدة المؤمنة بالله والحامدة لله على نعمه.

أنعم اللهُ على ممالك النفط والصحاري بالموارد والثروات الطبيعية من نفط وغاز ومعادن وغيرها، ووهبهم إيّاها بعد أن كانت ولايات هزيلة لا يجدون فيها سوى قوتهم اليومي، فتطورت هذه الممالكُ بالانحرافات وبأمر ملوكها المراهقين، فُتحت البارات وأُجيزت إقامةُ الحفلات بمختلف أشكالها، وَأَيْـضاً فتحت السياحة الترفيهية، فاليوم تجد الرقصَ أينما حللت، وليس هناك من يراقب أَو يحاسب، فالخمرُ قد توفّر بكلِّ أنواعه، وشربة أصبح علناً لا إشكال فيه، وتعاطي القمار تتواجد في ممالك الصحاري بمنتهى الأريحية، وترى النساءَ شبه عارياتٍ في الشوارع، بعد أن كان ارتداءُ النقاب أمرا إجباريا، ومؤخّراً سمح العاهل السعودي ببث محتويات جنسية خلال الحفلات والسهرات وفي مواقع التواصل بعد أن كانت محجوبة نهائياً.

تطوّر انحرافي أخلاقي داخلي من جانب ومن جانب آخر، تطور تطبيعي صهيوني وعلاقات مباشرة مع من ضربت عليهم الذلةُ والمسكنة وباؤوا بغضبٍ من الله ورسوله، وكذلك تطور إجرامي دموي في القتل وسفك الدماء والاعتقالات والجرائم الوحشية المتتالية بكلِّ أنواعها وأشكالها في بلد الجوار “اليمن” خَاصَّة، وأبناء الأمتين العربية والإسلامية عامة.

هذا الانحرافُ جاء معَ ارتكاز المراهقين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان المتأمرك فعلياً، وولي عهد أبوظبي الحاخام محمد بن زايد المتصهين حديثاً، التي كانوا متأثرين فعلياً بطبيعة الحياة الأمريكية والإسرائيلية، وأحبّوا أن يطبقوها حَـاليًّا على شعوبهم وحرصوا ألا يحرمونهم من ملذات الدنيا، ولكن.. الذي حصل أن معنى هذا الانفتاحات، جاءت غاضبة من الله سبحانه وتعالى، بإغلاق الحرمين الشريفين لأول مرّة في تاريخ الإسلام، وخيانة مسرى ومعراج النبي الأكرم ثالث الحرمين الشريفين، بعد أن طرأ نوع من التغير والتبدل التي يتنافى مع أخلاق وقيم المجتمع المسلم ويتنافى مع مكانة بيت الله الحرام والمقدسات الإسلامية الأُخرى.

يحلّون الحرامَ ويُحرّمون الحلال، إلحاد بالله وإجحاد بنعمه، فلم يرعو نعم الله عليهم لا سابقًا ولا لاحقاً، بل سخّروها لمرضاة أمريكا وإسرائيل.

فما علينا اليوم إلا الانتظار حتى تتجلّى الخواتيمُ أكثر وأكثر، وتصبح ممالك الشر والطغيان هياكل كرتونية هشة، والله يمهل ولا يهمل، وهو على كُـلّ شيء قدير، والعاقبة للمؤمنين الحامدين الشاكرين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com