حمزة الحوثي في حوار مع قناة المسيرة: مؤسسات الدولة كادت تصل ” نقطة الانهيار ” في ظل الصراع الثلاثي المدمر 

 

صدى المسيرة/ خاص

أكّد حمزةُ الحوثي في حوار خاص مع فضائية المسيرة، مساء أمس الثلاثاء، أن حالة الإهتراء التي تعيشُها مؤسساتُ وأجهزةُ الدولة هي نتاج الوضع السائد ما قبل 2011، والذي تفاقم في ظل المرحلة الانتقالية بسبب الصراع الثلاثي على السلطة.

وأوضح عضو المجلس السياسي لأنصار الله أن أجهزةَ الدولة كانت قبل 2011 منخورةً من الداخل بسبب الفساد والمحسوبية والبناء الديكوري الذي كان يهدفُ إلى تمكين مراكز النفوذ والسلطة حينها، مشيراً إلى أن هذه المؤسسات الهشة عاشت منذ 2011 في ظل التسوية السياسية صراعاً ثنائياً مدمراً بين قوى النفوذ في النظام السابق بشقيه (المؤتمر والإصلاح)، الذين عملوا خلال الفترة الانتقالية على تصفية الحسابات فيما بينهم.

وفاقم المشكلةَ أن طرفاً ثالثاً ممثلاً بهادي دخَلَ على خط الصراع، فقد كان هادي ينمو كمركز نفوذ ثالث بدعم من المجتمع الدولي، وتحت ذريعة مظلومية الجنوب.

واستطرد حمزة الحوثي قائلاً: أدى الصراعُ الثلاثي المدمر إلى تدهور كبير لأداء أجهزة الدولة على مختلف الصعد الأمنية والاقتصادية والسياسية.وكتجلي لهذا الصراع شهدنا استهدافاً ممنهجاً للقوات المسلحة والأمن تحتَ غطاء إعادة الهيكلة، كما أن التنظيمات الإرهابية (القاعدة وداعش) تمكنتا في ظل الانفلات الأمني من تعزيز حالة الفوضى، مسنودين بدعم وتوجيه خارجي كان يهدفُ إلى تعميق الصراع السياسي والداخلي وتعزيز حالة الانفلات وصولاً إلى التحكم بالشأن السياسي للبلد حتى في أدق التفاصيل.

ولفت الحوثي إلى أن استهدافَ بُنى ومؤسسات الدولة كان مقصوداً وممنهجاً، وقد وصلت الأمور إلى ذروتها حين توافقت قوى الصراع هذه على الجرعة السعرية بعد أن عجزت عن محارَبة الفساد المتفشي في الدولة. وتوازت هذه الخطوةُ مع العمل الحثيث على تقسيم البلاد وتجزئتها إلى ستة كانتونات والدفع بالبلد إلى “نقطة الانهيار”، حسب قوله.

القيادي في أنصار الله أبان أيضاً عن الدور الثوري لجماعته منذ 2011 وحتى 21 سبتمبر 2014، موضحاً أنه بالموازاة مع الانحدار الشامل للأوضاع ، كان المسارُ الثوري ما زال قائماً وينضج باستمرار، فقد تمسك أنصار الله بالمسار الثوري، الذي انحرف بعد أن تدخلت السعودية وتعاملت مع ثورة 2011 كأزمة سياسية وصولاً إلى المبادرة الخليجية، فيما كان قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي قد وجّه بالبقاء في الساحات والحفاظ على المسار الثوري الذي ازداد انحرافاً في ظلّ المرحلة الانتقالية التي تسلمت مسئولية إدارتها قوى النفوذ نفسها التي ثار الشعب في الأصل ضدها.

  • وحتى عندما شارك أنصارُ الله بمؤتمر الحوار فقد كانت هذه الخطوةُ من منطلق أن فكرةَ المؤتمر جاءت ملبيةً لطموحات شعبنا في التغيير وبناء الدولة اليمنية العادلة. ودخل أنصار الله الحوار على هذا الأساس، وعلى اعتبار أن مسار الثورة ما يزال قائماً.
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com