تصاعد وتيرة التفكك والانقسامات الداخلية في صفوف المرتزقة بمأرب

وثيقة مسربة تتحدث عن تجهيز سجون “انفرادية” لضباط وعناصر من أتباع الإصلاح

 

المسيرة | خاص

ما زالت الانقساماتُ الداخليةُ في صفوف مرتزِقة العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي تتزايد في محافظة مأرب، كاشفة عن حالة الإرباك والتخبط التي يعانون منها في ظل هزائمهم المتلاحقة في جبهات المحافظة، والتي كان آخرها طردهم من معسكر ماس الاستراتيجي بالقرب من مدينة مأرب، والضربة البالستية النوعية التي استهدفت معسكر تداوين.

وفي هذا السياق، كشفت وثيقة عسكرية جديدة تم تسريبها، عن قيام استخبارات قوات المرتزِقة في مأرب بتجهيز سجون انفرادية لضباط وعناصر من داخل قواتهم، الأمر الذي يكشف عن تصاعد وتيرة التخلخل في صفوفهم.

وبحسب الوثيقة، فَـإنَّ رئيسَ ما يسمى “هيئة الأركان” التابعة للفارّ هادي، المرتزِق صغير بن عزيز، وجّه بالحفاظ على سرية هذه السجون وتخصيصها فقط للضباط والعناصر المرتزِقة الذين يتم الرفعُ بهم، وتحدثت الوثيقة عن كشف بأسمائهم.

وتتصاعد مؤشراتُ الارتباك والتخلخل في صفوف قوات المرتزِقة بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة، مع تصاعد هزائمهم الميدانية في مختلف جبهات محافظة مأرب، حَيثُ تواصل قواتُ الجيش واللجان الاقترابَ من المدينة.

وقبل أَيَّـام، كانت قوات مرتزِقة حزب الإصلاح قد زعمت أنها ضبطت خلية “استخباراتية” تابعة لصنعاء ضمن قوات المرتزِقة، الأمر الذي مثّل اعترافا واضحًا بالارتباك وخروج الأمور عن السيطرة، خُصُوصاً أن هذا الإعلان جاء بعد أَيَّـام من تصريح نائب وزير الخارجية بحكومة الإنقاذ حسين العزي، حول وجود “آلاف من العسكريين الموالين لصنعاء داخل صفوف قوات العدو”.

وقد انكشفت حالة التفكك والارتباك في صفوف المرتزِقة بشكل أوضح عقب الضربة الباليستية الأخيرة التي أعلنت القوات المسلحة تنفيذها على معسكر تداوين، وأطاحت بعدد من عناصر وضباط الجيش السعودي، حَيثُ تم التحقيقُ مع المرتزِقة عقب الضربة وجرى تبادل اتّهامات بـ”الخيانة” بين فصائلهم.

من جهة أُخرى، قالت مصادرُ إعلامية: إن السجونَ الانفرادية التي تحدثت عنها الوثيقة المسربة تأتي في إطار الصراع الداخلي بين أجنحة المرتزِقة وهو ما يأتي أَيْـضاً ضمن حالة التفكك والانقسام التي يعانون منها في مأرب.

وأوضحت المصادر أن المرتزِق بن عزيز قد يستخدم هذه السجون للتخلص من أتباع حزب الإصلاح، في إطار صراعه المتصاعد معهم، بذريعة أنهم “عملاء”.

وكانت وثائق مسربة، قد كشفت خلال الأسابيع القليلة الماضية، عن قيام قيادة قوات المرتزِقة في مأرب برفع إحداثيات مجاميع تابعة لحزب الإصلاح وهو ما تزامن مع ضربات جوية شنَّها طيران العدوان على بعض تلك المجاميع.

وفي ظل كُـلِّ هذا، يبدو الوضع الداخلي للمرتزِقة في مأرب متزعزعا بدرجة كبيرة بين انقسامات وصراعات داخلية وتفكك واختراقات، وهو أمر استمرت وتيرتُه بالتصاعد منذ إعلان قوات الجيش واللجان عن الاقتراب من مدينة مأرب بعد عملية “البنيان المرصوص”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com