الشهيد القائد أحمد العزي.. أسد الميدان وأُسطورة المعارك!

شارك الشهيد في الحربين الأولى والثانية بصعدة وجرح في الحرب الثالثة وتم أسرُه مع اثنين من رفاقه وتعرض للتعذيب الشديد في سجون نظام عفاش

تولى الشهيدُ العديدَ من المهام القتالية وأصبح أحد مرافقي السيد عبد الملك الحوثي ومع بدء العدوان تولى الإشرافَ على مربع الشبكة والشرفة والمخروق بالمحور الشرقي للحدود ثم تولى الإشراف على محور نجران بشكل كامل

عمدت الاستخبارات الأمريكية والصهيونية والخليجية إلى ملاحقة الشهيد عبر المرتزقة والخونة وتم استهدافُه في حادث مدبر في طريق الحمزات في صعدة فجر الأول من شهر أغسطُس سنة 2016

قصة استشهاده ووصيته للمجاهدين من بعده

المسيرة- خاص

لا يمكنُ أن تسألَ مجاهداً عن الشهيد القائد أحمد العزي إلا ويطلق تنهيدةً؛ تحسُّراً على فُراقه، فالشهيد كان مَثَلاً للورع والإخلاص، وكل رفاق دربه يشيدون بشجاعته، ولا سيما في معارك نجرانَ التي أسقطت أُسطورةَ القوة الأمريكية السعودية.

والشهيد القائد أحمد العزي هو ذلك الإنسان الذي تربّى تربيةً إيمانيةً، فالتزم بها، وعشق لقاء الله والجهاد في سبيله منذ صغره، وهو ذلك الإنسانُ الذي أسر قلوب الناس ممن عرفوه لطيبته وأخلاقه وسعة صدره وحُبِّه للآخرين.

ليس هذا فحسب، بل هو أسد الميدان وأُسطورة المعارك، كان قائداً مؤمناً بالله ورسوله ومحباً لأهل البيت وقائد المسيرة القرآنية، كيف لا والعالَمُ بأسره شاهد معاركَ نهوقة والمخروق والشرفة وغيرها من معارك نجران وكيف حوّل رجالُ الله بقيادة الشهيد أحمد العزي أُسطورةَ القوة الأمريكية السعودية إلى ورقة قش، وبآلياتهم إلى حطام؟!.

وُلِدَ الشهيدُ القائدُ أحمد محمد حمود العزي في منطقة الصفراء بمحافظة صعدة عام 1980، واستشهد في الأول من شهر أغسطُس سنة 2016، عن عمر ناهز 36 عاماً.

كان يُكَنَّى بـ “سيدي أحمد”، وكان متزوجاً ولديه من الأولاد 4 ومن البنات 5، وورثي جثمانُه الثرى في روضة نشور بصعدة.

 

جانبٌ من صفاته

الشهيدُ أحمد العزي هو من أبناء محافظة صعدة مديرية الصفراء عزلة نشور، كان الشهيدُ أحمد العزي ومنذُ طفولته إنسانا مستقيما ومحبوبا عند الكل من أبناء قريته، بل وكان محبوباً عند كُـلّ شخص عرفه.

كان الشهيد العزي شخصا متدينا، ودرس العلوم الفقهية ما يقارب 5 سنوات أَو أكثر، وكان ذا نفس تواقة للجهاد في سبيل الله، وعندما غزت أمريكا العراقَ انتشر خبر بأنه يوجدُ مكتبُ تسجيل لمَن يرغب في الذهاب إلى هناك لقتال الأمريكيين، فكان الشهيدُ من أوائل الذين قطعوا لهم جوازات، ولكن لم تتحقّق أُمنيتُه؛ بسَببِ كذب الجهات التي دعت إلى ذلك.

كان يحظى الشهيد باحترام وتقدير الجميع؛ وذلك لما يتحلى به من الأخلاق، والصدق، والاستقامة، كان لا يسكت على باطل ولا يخافُ إلا من الله وحدَه.

ومن أبرز صفاته أنه كان مرحاً رَحْبَ الصدر كثيرَ الزهد والورع، يؤثر الناسَ على نفسه ويحاولُ أن يخدُمَ المجتمعَ بكل جهد وإخلاص.

 

مشوارُ حياته الجهادي

في اليوم الأول من الحرب الظالمة على الشهيد القائد حسين الحوثي، كان الشهيدُ في غرفته ينظُرُ إلى صواريخ الكاتيوشا وهي تنهالُ على جبل أم عيسى بنشور، فقال: “والله إن هؤلاء على حق، هؤلاء الذين قال عنهم الرسولُ صلى الله عليه وآله وسلم “شيعتنا من آل البيت لو ضُربوا بالسيوف على أعناقهم ما زادوا لنا إلا حباً” وبعدها انطلق.

شارك الشهيدُ في الحرب الأولى بمنطقة العصايد، وتنقل إلى مناطقَ مختلفة برفقة الشهيد أحمد قاسم الداعي، وشارك في الحرب الثانية بمنطقة نشور، وجُرح في الحرب الثالثة وتم أسرُه مع اثنين من رفاقه، ولقي تعذيباً شديداً في سجون النظام السابق، ثم تم الإفراجُ عنه ورفاقه قبل الحرب الرابعة، وبعد خروجه، التقى بالسيد القائد عبدالملك الحوثي، ومِن ثَـمَّ شارك في الحرب الرابعة في منطقة آل الصيفي وجبهات أُخرى، كما شارك في الحرب الخامسة في منطقة القطعة بوادي آل أبو جبارة، وكان له إسهامٌ كبيرٌ في الحرب الرابعة، وكذا في حروب الوادي مع التكفيريين وجنود المخابرات الأمريكية الصهيونية.

وتولَّى الشهيدُ أحمد العزي العديدَ من المهام القتالية، من ثم أصبح أحدَ مرافقي السيد عبدالملك الحوثي، ومع بدء العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، تولى الإشرافَ على مربع الشبكة والشرفة والمخروق بالمحور الشرقي للحدود، من ثم تولى الاشرافَ على محور نجران بشكل كامل.

 

شهادةُ أهله ورفاق دربه

يقولُ عنه رفاقُ دربه إنه كان متديناً بشكل كبير يحب نُصرةَ المستضعفين والجهاد في سبيل الله، وكان من صغر سنه مرحاً اجتماعياً، أحبه جميعُ مَن عرفه، وكان من خِيرة أهله وأسرته، كما كان سلام الله عليه صادقاً شجاعاً يؤثر الآخرين على نفسه، ولديه سعةُ صدر كبيرة، وكان عطوفاً على أفراده بل وعلى كُـلّ المستضعفين حتى مِن خارج المسيرة القرآنية، وكانت عندَه طريقة احتواء فريدة من نوعها.

ويضيفون أن الشهيد كان نشيطاً ومتحَرّكاً في جميع المجالات (عسكريًّا – أمنيًّا – اجتماعيَّا)، فاستطاع رحمه الله أن يحلَّ الكثيرَ من القضايا المعقدة في أوساط المجتمع.

وكان من صفاته أَيْـضاً المبادَرةُ والمسارعةُ في أي عمل يقوم به، متواضعاً، كان بإمْكَان كُـلّ شخص أن يلتقيَ به.

كما كان – رحمه الله – يشجِّعُ المواهبَ ويزرعُ الأملَ في كُـلّ شخص، ويحاولُ أن يعينَه من كُـلّ الجوانب حتى تظهرَ مهاراته، كما كان يحرِصُ على هدى الله من خلال قراءته للقرآن ودراسة ملازم الشهيد القائد وتطبيقها عمليًّا على أرض الواقع، ملتزماً بتوجيهات القيادة فيطبقها حرفياً ولا يتجاوز في شيء.

 

قصةُ استشهاده

لم يستطع العدوانُ السعودي الأمريكي أن يوقفَ العمليات البطولية للشهيد أحمد العزي في جبهات القتال، فعمد إلى تشغيلِ كافة أدوات الاستخبارات الأمريكية الصهيونية من الموساد والـ CIA وكذا المخابرات التابعة لهم من التركية والخليجية وغيرها، لملاحقة الشهيد واغتياله، فعمد على تشغيل الخونة والمرتزِقة في الداخل لمتابعته ومتابعة تحَرّكاته واتصالاته، وبعد فشل عدةِ محاولات نجحت الاستخبارات الصهيونية الأمريكية بترصُّد الشهيد، بعد خروجه من جبهة نجران لعملٍ مهم، وتم استهدافُه عبر الخونة وبحادثٍ مدبَّــرٍ في طريق الحمزات في صعدة فجراً في 1 – 8- 2016م، فرحمه الله رحمةً الأبرار.

 

وصية الشهيد

كان الشهيدُ أحمد العزي يوصي أهلَه وجميعَ المجاهدين بالتحلي بالروح الإيمانية والصدقِ مع الله ورسوله وقيادة المسيرة، وأن يرتبطوا بكتابِ الله قولاً وعملاً.

وأوصى المجاهدين على وجه الخصوص بالتآخي والمحبذَة فيما بينهم وكثرة ذكر الله بالصلاة والتسبيح والاستغفار وقراءة القرآن، والثبات في المواقف، والتزام توجيهات القيادة.

أما رسالتُه للعدو فكانت: “نحن متمسكون بالله وكتابه ورسوله وأهل بيته، ونحن مَن سينتصرُ ولن تفلحَ كُـلُّ أدوات الإجرام في كسر عزيمة المجاهدين واليمنيين بشكل عام”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com