السعودية تبحث عن غطاء لهزيمتها المكشوفة

 

محمد يحيى الضلعي

ليست بحاجةٍ اليوم لتنفي التسريبات ولا تقر بها، وسيأتي اليوم الذي تلح فيه على قبول الكلام، وحينها سنقرّر نحن أن نتفاوض ونجلس على الطاولة أَو لا، وقد أخبرناكم بداية المعركة أنكم بدأتم الحرب ونحن من سينهيها.

وبالتأكيد أنك ستسمع منا ما يجبُ أن تسمعَه وستلقن الدروس التي يجب أن تفهمها فهما ومضمونا، فهنا إرادَة وعزيمة بعدم الخضوع والاستسلام، هنا مجد وسلوك وأخلاق الرجال سلم بسلام، والند للند، ولا مجال لدينا في مبالغة الأمور أكثر من اللازم، وقد تضيع الوقت، هذا شأنك أما نحن ليس لدينا مساحة للخرف وضياع الوقت وإهدار الحبر على الورق من هنا وهناك.

ويوماً ما ستأتي إلى صنعاء طالبا للسلام، حين نوافق فقط ستحاول أن تلوح في هواء صنعاء حين تكون من بني البشر وسنقف بمسئولية، وستعرف أخلاقنا عن قرب، وَإذَا فاتك الكثيرُ من الحديث عنا فنحن أهل الإيمان والحكمة، وهكذا وصفنا خيرُ البشر محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-.

فلا تترك نفسك بالمنتصف كعدو لليمن، اقترب للحل ولا تكابر، فما دعوناكم للسلام هي أخلاق منا وليس ضعفا، بل هي سجايانا وليس فرارا إلى الوراء، وأنت أكثر درايةً عنا في السلم والحرب معا.

صنعاء ستأتي إليها راجيا للسلام ولا تستبعد الخطوة، حينها سيكون العبءُ عليك ثقيلا، ومن أوهمك بالحمايةِ لا يستمر بالثبات وسيتنصل عنك القريب قبل البعيد؛ لأَنَّ الدماء التي أزهقتها لن تسقط بالتقادم، وسننال من القاتل طال الزمنُ أَو قصر، وللعلم لن نستعين باليهود والنصارى بل سنأخذ حقنا بأيدينا، ولا نشمت وسنسجّل جميل أخلاق الحروب، وبعدها إن جنحتم للسلم سنجنح لها.

من ترك لك وهمَ الغلبة أَو الهيمنة قد لا يستمر وقد يتركك بالمنتصف، أنت أيها العدوّ كمعتدٍ على وطن بأكمله لم يعتدِ عليكم ولم ينجر للحرب إلا حين أصررتم على ذلك؛ دفاعًا عن الأرض والعرض والنفس.

ونحن نعلم أيها العدوُّ أن من أرغمك وأقحمك بشن الحرب على بلد الإيمان والحكمة، هو من أرغمك على التطبيع مع العدوّ الإسرائيلي، وأنت تعلم مصدر إدارتك وقيادتك وتنفذ أجندة بقمة غبائك الله المستعان.

تخاف اليوم أن ينشر عنك سرّ أنك ستتفاوض معنا، وغدا ستبحث سرا وجهرا عن منفذ واحد لأن نقبل الحوار وستقدم الوساطات في الوقت الضائع، عندها لا ينفع عض الأصابع ولا ندمك الخائب.

لقد قرّرنا من بداية المعركة أننا سننهيها نحن، وهذا القرار لا رجعة فيه، ولن يكون إلا بتحرير كُـلّ شبر في هذا البلد الطاهر وتأديب المجرمين والثأر لكل شهدائنا.

تبحثون عن منطقة عازلة، خوفا من ردنا، ولكنكم لا تدركون أن العالم لو اجتمع ليحميَكم من غضبنا وردنا فسيعجز، وقد تحدينا مجلس الأمن وقراراته ومحركيه، فلا تمسكوا بالخيوط الهينة الهشة، وحاولوا أن تعرفوا أن الحلَّ يكون في الانسحاب اليوم قبل الغد، فكلما زادت المسافة زادت التكلفة.

للحوار أَو الحرب أَو تصنيفات الإرهاب، اليمن ورجالها جاهزون لكل خياراتكم المحصورة والمهزومة، ولا مجال أمامكم سوى الهزيمة أَو الاستسلام، ونحن لنا خيار واحد وهو الانتصار.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com