بايدن وبراديغما ترامب اليوم

 

زياد السالمي

للمتأمل بسخرية المدرك وبغير دهشة للانتخابات الأمريكية يعرف أنه في الحقيقة في تضليلٍ دولي كالعادة، في إظهار ما يرغب من اللاعب الأَسَاسي القيام به كواقع يتراوح بين المرونة والغلظة، وهو يتابع هذه المسرحيةَ الديمقراطيةَ واحتدام الانفعالات التمثيلية بين ممثلي الحزبين وجمهورهما، ما عليه إلّا أن يتمتم أَو يردّد المقولة الإيرانية القائلة: (أن تقتل شخصا وتدفن جثته، ثم تنمي زهورا حول جثته لتخفيها).. نعم، واقع السياسية الأمريكية لا يتعدى هذه المقولة السياسية العميقة، مكياج الملامح المخيفة أَو بالأحرى اختلاف في العرض المؤدي إلى أمريكا وما سواها الطوفان.

بينما نحن نقفُ على نهاية عام مخيف، نجد أن ترامب يشير إلى انهيار تماسك الوعي في السياسة المرسخ لدى الجمهور حقيقة الوصول إلى السلطة عبر الانتخابات كإرادَة شعبيّة جمعية، في حين يتمسّك بجذع القضاء من طوفان بايدن، خوفا من تداعيات حكمه على واقعه الحياتي، يقف بايدن مشككاً بنزاهة البيت الأبيض في العالم، يطلب الإحاطة من خبراء ومتخصصين خارج البيت الأبيض، كما سبقه إلى الشك في نزاهة العملية الانتخابية ترامب، ليتمسك حينها بايدن بلغة مرنة وسلسلة تنادي إلى المصلحة العامّة وإلى اعتبار أمريكا فكرة تقوم على جذب العالم إليها، كإشارة لتهديم براديغما ترامب، براديغما اليوم المتمثّلة بالذات الفاعلة الغالبة كسياسة عتيقة تحللت عنها كما تحرّرت من التماسك الاجتماعي.

المذهل في الحديث هو القضاء الأمريكي في وعي الرجلين الأولين في الحزبين المتناوبين على إدارة أمريكا ووقوفهما في المنتصف، في حين شوكة القاضي ما تزال غير منتصبة، يتأرجح الرئيسان في التشبث بالأمل والآخر بالفوضى والقوة، هكذا إذَن، القضاء هو الحد الأعلى الذي لا يستطيع تجاوزه مهما كان.

لتقف براديغما اليوم (ذات ترامب الفاعلة) تحاول عبر الجماهير الانتخابية والعصيان والفوضى لاستكمال المشروع المحدّد لممثّل الحزب الجمهوري الذي يبدو أنه لم يستكمل كدليل فشل اضطره ليحميَ نفسه بالصراع عبر المظاهرات واستخدام الجماهير، لعلَّه سيحظى بفرصة قد تمكّنه من إكمال هذه السياسة القاتلة في إثبات الذات الفاعلة الأمريكية بالفرد، والتي قد يضطر بايدن أمامها بالاستسلام أَو ترك مشروعه الذي يقوم على زرع الزهور على ضريح الدول الأُخرى المقتولة بأيدي منافسه، ربما أنه سيترك مساحة لإدارة الجمهوريين بإكمال مشروعهم، من ثم يأتي دور زارع الزهور.. ربما.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com