حاضرون للسلام المشرِّف

 

حنان غمضان

المتتبع لأحداث اليمن خلال العدوان والحصار المفروض عليها منذُ ست سنوات، سيجد ما يفوق تصور الخيال من إجرام هذا العدوان الغاشم.

فلم يتجرع أحدٌ في الكون نفس هذا العدوان منذ خلق البشرية جمعاء، فلم يقتصر عدوانهم على غارات فقط تستهدف بوحشية دون مراعاة حرمةَ بشر أكان طفلاً أَو كهلاً أَو حتى حيوانا، ضاربين بكلِّ قواعد الإنسانية عرض حائط الإجرام، بل فاق إجرامهم حَــدّ الجنون إلى درجة بث سموم وتفشي الكثير من الأمراض القاتلة، في محاولة جادة إلى إبادة الشعب اليمني عن بكرة أبيه، فمن لم تقتله غاراتُهم الهمجية حاولوا قتلَه بشتى الطرق، إما كما أسلفت سابقًا بالأمراض، أَو بإرسال الأدوية المنتهية الصلاحية، أَو بإرسال المواد الغذائية الفاسدة، أَو بحصارهم المرير وإغلاق كافة منافذ اليمن الجوية والبحرية والبرية لإنقاذ من نالهم مرارة العدوان والحصار، فالمراقب بعين الإنصاف والعدالة ستنطق جوارحه ألما ووجعا على أبناء الشعب اليمني وما يُحاك ضده من دسائس الإجرام.

فإجرامُ العدوّ الأمريكي الصهيوني عبر أدواته قد فاق في مكره ووَسوسته الشيطان نفسَه، فلم يبق للشيطان مجال، أما خبثه وجبروته ضد اليمن أرضا وشعبا فلو سردنا فقط معاناة أسرة واحدة جراء العدوان والحصار لما كفتنا الورق ولا الأقلام، ومع كُـلّ هذا الإجرام لم نرَ كشعب يمني أيَّ إنصاف من العالم أَو النطق بكلمة ضد هذا الإجرام، بل على العكس تكالب العربان مع العدوّ وشدوا وثاق الألم والمعاناة على شعب الإيمان والحكمة، باستثناء بعض الدول التي تعد بالأصابع، ومع كُـلّ هذا الحقد المُنْصَبِّ على اليمن أرضا وإنسانا تفوق اليمن على العدوان بثقته العالية بالله، وثق بالله وتوكل عليه فانقلب السحر على الساحر، فها هي اليمن أصبحت رقما صعبا لا يُستهان به فاقت قدرات العدوّ رغم بساطتها في البداية لتصبح قدرات تعجز العدوّ عن التقدم وتضربه في عمقه بقدرة الله، وبثبات رجال الله في كافة الجبهات الجهادية.

ستة أعوام من العدوان والحصار أصبح في اليمن ثورة ونهضة عارمة في كافة المجالات، العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية والإعلامية.

فبعد أن كنا نسمع ونرى تصريحاتهم عبر أبواقهم الإعلامية عن استهدافهم للقدرات اليمنية من صواريخ ومنظومات قتالية، ها نحن اليوم أصبحنا نسمع عويلَهم وبكاءَهم وتنديداتِهم وعقد مؤتمرات لأجل الصواريخ اليمنية التي وصلت إلى عمق أراضيهم، مستهدفة منشآتهم الحيوية، طبعاً قبل كُـلِّ ضربة موجعة يتلقاها العدوّ يكون تلقى قبلها دعوة جادة للسلام المشرف لوقف عدوانهم وحصارهم الجائر حتى يكون قد بلغ الحجّـة وأبلغ العالم أجمع أنه ساعٍ للسلام المشرف والعادل، وليس داعي حرب بل داعي سلام، وأنه المُعْتَدَى عليه ومن حقِّه الردُّ على كُـلّ معتد ظالم؛ لذلك تصريح العميد يحيى سريع أتى من موقع أن العدوّ لم يكف عن غاراته وحصاره، ولم يُقِمْ لاتّفاق السويد وزنا، فوجب التنويه بالرد الموجع والمزلزل للعدو المتغطرس، حتى يعود إلى صوابه ويعرف أنه أمام شعب عصيٌّ على الانكسار، فلن تثنيه غاراته ولا حصاره عن مواصلة الصمود والثبات في وجه كُـلّ الطغاة.

وسيستمر الشعب اليمني في رفد الجبهات بكل غالٍ ونفيس، وسيستمر بقوافل العطاء وَتنامي القدرات والرد الموجع للعدو وأعوانه، ولن يخنع إلَّا لله الواحد القهار، فهو كما قال السيد عبدالملك الحوثي -حفظه الله-: “والله لو نتحول إلى ذرات تبعثر في الهواء أشرف وأحب وأرغب إلينا من أن نستسلم لكل أُولئك الطغاة والمجرمين”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com