دود الفساد وزرعُ أمل مكافحته من بعد اليأس

 

إكرام المحاقري

بعد استشراء الفساد في العديد من مؤسّسات الدولة، وفشل الجهات المختصة بمواجهته والقضاء عليه وحتى الحد منه، وإثارة الشعب لهذا الملف بالشكاوى من تكدس الفساد، ومن فشل محاربته والتخفيف منه.

بعد كُـلِّ ذلك اضطرت الحكومة باستخدام ورقة أخيرة، غير الجهات التي حدّدتها بالعمل على مكافحة الفساد والحد منه، إذ فشلت هذه الجهات في كُـلّ المراحل الماضية في أن تحقّق ولو جزءاً بسيطاً من الإنجازات.

تحَرّكت الحكومة لتغطية فشل الجهات المختصة بمحاربة الفساد، وخلق بذرة أمل في وسط الشعب الفاقد أمله في القضاء على الفساد الواجد بجرعة قوية، وعملت على صناعة لجنة جديدة، وأسمتها اللجنة العلياء لمكافحة الفساد، وبدأت بتفعيلها بصورة قوية.

ومن الجيد البتُّ في تفعيل جدول الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد بالشكل الذي يطمئن المواطن ويرضى له الدستور اليمني في ذات الوقت، وقد تكون الخطوات الأخيرة للهيئة الوطنية والقائمين عليه شبيهة بـحملات صحية لتوزيع أنواع المضادات الحيوية على مؤسّسات الدولة وغيرها، فكما نعلم أن دودة الفساد ليست مستقرة في تلك المؤسّسات فقط، بل إنها تكاثرت في أكثر من نقطة.

مرات عديدة يسمع الشعب بتفعيل المضادات الحيوية، ومن أعلى الهرم والتصدي للفاسدين مهما كان منصبهم وشخصهم، فالوطن منذ العام 2015م، يتلفظ أنفاسه بصعوبة من غدر هيئة الفساد الذين كادوا للوطن وتوجّـهوا لتطبيق مشروع سياسة الخيانة والتي أملتها عليهم قرارات واشنطن، وعلى هذا المنوال وباسم الأولويات استغل بعضُ النافذين والبعض الآخر من المتسلقين ظروف البلاد ونهب ما تبقى..

فمثلاً لو عملنا استفتاءً شعبيا عن الأولويات لكان الشعب توجّـه لمواجهة العدوان وتحمل مخلفات الفساد في الداخل حتى لا يضيع النصر؛ بسَببِ شلة من الفاسدين، وهذا ما قام به الشعب والقيادة منذ بداية العدوان حتى تفعيل الجهاز الرقابي للفساد، والذي كان في حَــدّ ذاته فريسة للفساد إلى أن جاءت اللحظة الحاسمة.

ولا أعتقد أن الشعب في استعداد للصمت أكثر عن تلك الأعمال التي أهلكت كاهل الدولة بمسميات وأعذار مزعومة من قبل بعض النافذين فيها، سواء أكان وزيرا أَو نائبا أَو حتى ضابطا في الجيش، وجميع هذه المناصب حوت في ملفاتها الكثير من الفساد والذي لم يقدر الوضع الاقتصادي للدولة ولا حالة المواطن البسيط، فالكثير قد استغل منصبه واستغل العدوان وكدس وقته لنخر جذور الوطن.

لذلك أصبح تصحيح مسار المؤسّسات والوزارات لما في صالح الشعب يعد نقطة حَمد للقيادة اليمنية، كما أنه سيصبح من أولويات مواجهة أدوات العدوان في الداخل، سواءٌ أكانوا مرتبطين بالمشروع العدواني رأساً، أم كانوا عبثيين بـصلاحية مناصبهم ولم يتحلوا بالوعي الكامل في الحفاظ على مقدرات الشعب، وليكن “الإخوان” في حزب الإصلاح عبرة لمن بعدهم من الفاسدين والذين أودوا بالوطن إلى هاوية الوصاية والاحتلال، كذلك هو حال الخونة من حزب “المؤتمر الشعبي العام”.

كما لا أعتقد بأن يقبل الشعب أن يتوقف ملف التصحيح عند نقطتي الوزراء والأمناء غير الشرعيين، بل على الحكومة أن تتفرّع لتنظيف الوطن بأسره من أقنعة الفاسدين خَاصَّة أُولئك المتسلقين على ظهر المسيرة القرآنية، وهم يعرفون أنفسهم جيِّدًا، وليكن هذا العنوان ممتثلا لشعار الرئيس الشهيد صالح الصماد (يد تبني ويد تحمي)، والجميع يعي جيِّدًا من هي اليد التي تحمي وتضحي وتبذل الغالي والنفيس حفاظا عن كرامة الوطن في الجبهات العسكرية، هي ذاتها يد المسيرة القرآنية برجالها الأشاوس، فـلن ندع مجالا للمتسلقين أن يشوهوا اليد التي تبني بتوجّـهاتهم الطماعة والتي لا تمتلك ذرة من الوعي القرآني وما زالوا في قائمة المتعاطفين..

ختاما: الوطن قادم على فتوحات عظيمة، وللقيادة العظيمة التحيّةُ كُـلّ التحية لما قاموا به من خطوات إيجابية، وعلى الفسادين التراجع عن مواقفهم وتحسين صورهم أمام الله ورسوله وخُصُوصاً أمام الشعب اليمني الذي قدّم دمَه ثمنا لكرامة الوطن واستقلاله، ومن يستنكر هذه الخطوات الناجحة ليس إلا فاسدا أَو مطبلا ومستفيدا من الفاسدين، وليكن شعار الأحرار في أقطار الوطن (يد تبني ويد تحمي)، وغير ذلك لا يكون ولن يكون.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com