العدوان يكتوي بالحرائق التي أشعلها

 

غالب المقدم

حينما قرّر أبناءُ اليمن التحرّرَ من هيمنة المستعمرين وغطرسة العملاء، بقيادة أنصار الله الممثلة بالسيد القائد عبدالملك الحوثي سلام الله عليه، وكل الشرفاء معهم من أبناء هذا الوطن العظيم..

تداعت قيادةُ العدوان وعلى رأسها الشيطان الأكبر “أمريكا”، للتخطيط لشن العدوان وبخططهم المهزومة، قبل أن تبدأ.. فبدأت أدوارهم بخططهم الحربية الإعلامية، على أَسَاس التمني لعلَّ وعسى، أن يخفُتَ الصوتُ المنادي بالحرية والاستقلال، وأن يبهت شعار الصرخة، ويهدأ وينكمش ويتراجع؛ ولكن هيهات أن يحصل ذلك..

بدأت اللعبةُ كالتالي.. أن تبدأ المكينةُ الإعلامية حربها كالآتي: إنهم إماميون، طغاة، كهنوتيون سلاليون، وغالبًا طائفيون، روافض، واثنا عشريون، مجوس، فُرس، وعملاء إيران، ودائماً ما كانوا يردّدون أنهم متخلفون لا يفهون سوى لغة السلاح والقمع ولا يجيدون سوى الاستبداد، والقهر، ولا يقبلون بالأخر، ولا وجود للسلام والتسامح مكان في قواميسهم، كُـلّ ادِّعاءات الحرب الإعلامية وتروجيها الكاذب خابت مساعيها وذهبت مع الريح..

بعد ذلك اجتمع قتلةُ العالم وطُغاتُه، ومأجورو الجوار، وأدواتُ الداخل ومرتزِقة الشوارع، من كُـلّ حدبٍ وصوب، بدءً من أوباما ونتنياهو، وماكرون وابن سلمان وَابن زايد وترامب الذي جاء مؤخّراً.. حتى إلى آخر درجة في سلاليمهم، لتتبنى المواقف المخزية، كـ هادي ومحسن واليدومي، وصعتر، والزنداني وربما إلى بايدن الذي سوف يلحق الركبَ مستقبلياً.. على موائدهم المستديرة، بداخل غرفهم المغلقة، وما إن قرّروا شن الحرب حتى بدأت الأدوات تكشفُ أوراقَها بصف العدوان، بدعاواهم وفتاواهم، وبياناتهم الإجرامية التي تستبيح الأرضَ والعرض، وإشهار السلاح، بوجه إخوانهم، وأبناء بلادهم؛ دفاعاً عن العدوّ، وكل هذا لأجل الحصول على نصيب من كعكة السلطة، التي أُوهموا بها.

وما إن بدأوا عدوانهم، بجرائمَ تقشعر لها الأبدان، وترتجف القلوب لبشاعتها.. فلم يحسب للإنسان ولا الإنسانية، فيها أدنى حساب بل شرعوا، وشرعنوا في قتل النساء، والأطفال والشيوخ، وهدم المنازل على ساكنيها، دون أدنى رحمة، باسم الله، وباسم الدين، وباسم الإنسان والإنسانية، والوطن والوطنية.. اقترفوا كُـلَّ تلك الجرائم، وظلمٌ وبهتان، وبحجج واهية، ليس لها أَسَاس من الصحة، وما أنزل الله بها من سلطان.

وبعد أن بدأ الغزاة عدوانهم، جواً وبراً وبحرا، بدأوا حلقاته، بالقتل، والتدمير، والترويع، والحصار، والتجويع، واستغلال المعاناة الإنسانية، والتلذذ بأنَّات المرضى المحاصرون، وغير القادرون على تخطي الحدود للتداوي، وليس للسياحة والاستجمام، واستخدموا كُـلّ هذا بغرض الحصول على شيء واحد، اسمه الاستسلام، والركوع والخنوع إليه، وهيهات أن يكون لهم ذلك.

بعدَها حاولوا خلقَ الفوضى وما أجمل الفوضى حينما تستشري البشاعاتُ المجتمعية في أعين المجرمين، وكان حلمهم أن كُـلَّ هذا يحدُثُ في صنعاء العظيمة.. صنعاء الحضارة، والتاريخ، وأخواتها من المدن الواقعة تحت حكم السياسي الأعلى؛ متناسين بأن الله حاميها، وَبشعبها الموصوف بالقوة وبالبأس الشديد، وربما دائرة السوء هي من أحاطت بهم، فأعمت أبصارهم مع بصائرهم، حتى غفلوا بأنَّى أبناء اليمن.. أهل الحرب والسلام، وأنهم أبطال ملحميون، وقادةُ حربٍ بارعون، ومقاتلون رائعون، فقد دحروا الغزاة وكبَّدوهم الهزائم عبر التاريخ، حتى هذه المرة.. فكان لصبرهم وصمودهم العظيم أن أفشلوا خططته والحقوا فيه الهزائم تلو الهزائم على كافة الجبهات، حتى بات يتمنى العدوُّ وزبانيته، الخروجَ من وسط الحريق الذي أشعلوه، ودائرة اللهب المحدقة فيهم، والتي ليس لهم منها أي خلاص.. تتسع عليهم كُـلّ يوم ورقعة الأرض تضيق عليهم بما كانوا يتشدقون.

وأخيراً..

أصبح المتآمر يصطلي بلظى ناره التي أوقدها، ويكتوي بها.. وَيكاد يعض أصابعه ندماً لولا المكابرة والعناد، بعدما أصبحوا في لوائح الإرهاب وقوائم الإجرام بنظر من أعانوه في قتل أبناء بلادهم واحتلال أرضهم حتى أصبحوا له البساط الذي يداس عليه، وأحياناً يتمنون لو ترجع بهم عجلةُ الزمن إلى الوراء أَو حتى يفاضَ عليهم ببعضٍ من نسيمات هواء صنعاء الباردة العذبة.. ولكن أن يكون لهم الخروج من الجحيم وقد قيل لهم: امكثوا إنكم فيها خالدون.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com