طالبتان مخترعتان تنتجان كاوية لحام ونحت وجهاز إنذار منسوب الماء

الطالبتان المخترعتان العنود النعامة وأفنان عامر لصحيفة المسيرة:

معاناة شعبنا بفعل انقطاع الكهرباء تدفعنا للبحث عن حلول وما زلنا بحاجة الدعم

سنجعل كُـلّ التحديات فرصاً لمواجهة العدوان وخلق بيئة اختراعات بسواعدَ محلية

+

عندما تأتي الحاجة والعزيمة بالتزامن مع عدوان وحصار تتحول التحديات إلى فرص:

 

من بين الركام يُخلَقُ الأملُ والصمودُ ومن بين كَفَّي كماشة الحصار ينبثق التحدي ويظهر الإبداع والتميز، وها نحن اليوم أمام صورة من صور الإبداع التي تجلت خلال ألفي يوم من العدوان والحصار، ولوحة أُخرى من لوحة تصعيد الصمود وتعاظم القدرات.

طالبتان تحدتا كُـلَّ الصعوبات وقهرتا المستحيلات ضاربتَين بكل محاولات العدوّ لإضعاف نفوسهما وتقزيم أحلامهما في التعلم والتطور العلمي والمضي نحو التصنيع والاختراع وتحقيق الاكتفاء.

ومن هذه الزاوية المشرقة من زوايا مواجهة مؤامرات العدوان التي تسعى لتجهيل الشعب، كان لصحيفة المسيرة وقفة مع طالبتين في مدرسة الزهراء برزتا باختراعهما فلكل واحدة منهما طريقتها ورؤيتها في دعم مجتمعها ومحاولة تقديم يد العون له.

الطالبة العنود النعامة والتي قامت باختراع كاوية لحام وكاوية نحت بالطاقة الشمسية، والطالبة أفنان عامر والتي اخترعت جهاز إغلاق الماء في الشفاط “الدينمو”، تتحدثان لصحيفة المسيرة عن بدايات الاختراع، فيما وجهتا جُملةً من الدعوات تستعرضها صحيفةُ المسيرة تالياً:

 

المسيرة: أمل المطهر

كانت البداية مع الطالبة العنود عدنان صالح النعامة، إحدى طالبات الصف الثالث الثانوي بمدرسة فاطمة الزهراء، والتي تحدثت عن بداية فكرة الاختراع لكاوية اللحام وكاوية النحت بالطاقة الشمسية.

وقالت العنود بأنها “عندما رأيت الشعب اليمني يعاني من انقطاع الكهرباء؛ بسَببِ العدوان ففكرَت في اختراع جهاز يساعد في تخفيف معاناة بعض أصحاب المهن كالنحاتين والكهربائيين”، وهو ما دفعها لبذل جهود مضاعفة لإنتاج الكاوية.

وعن الصعوبات التي واجهت العنود أضافت في حديثها “لم أكن أعلم كيفية توصيل المواد ولكنني حاولت مراراً وبمساعدة صديقتي هاجر الأشموري نجحنا والحمدُ لله”.

وأشَارَت إلى الطرف الذي كان بمثابة الداعم والسند وكان معها مشجعاً طيلة مراحل الاختراع، بقولها: شجعني على الاستمرار والدتي ووالدي أطال الله بعمريهما ومدرسات المعمل ومديرة المدرسة (أ/ لطفية غلاب) لهم جزيل الشكر.

ونوّهت بأنها حصلت على دعم لا بأس به من قبل بعض الجهات، مشيرة إلى أن تلك الجهات معنية بالاستفادة من الاختراع.

وأكّـدت الطالبة العنود أنها ما تزال تحمل معها العديدَ من المخطّطات الجديدة للوصول إلى اختراعات جديدة، متبعةً حديثها بالقول: بعون الله لديَّ المزيد من الرغبات التي تعزز تحَرّكي في مجال الاختراع، وأتمنى أن يستفيدَ المجتمعُ من اختراعاتي واختراعات غيري من المبدعين في مجال الاختراع.

وفي ختام حديثها لصحيفة المسيرة، وجهت الطالبة المخترعة العنود عدنان النعامة رسالتها “إلى كُـلّ طالب وطالبة بعدم اليأس والتكاسل”، داعية “أولياء الأمور إلى تشجيع أبنائهم وكذلك على الأولياء معرفة طموحات أبنائهم”.

كما تمنت “أن تقوم الجهات المعنية بحكومة الإنقاذ بواجبها اللازم في دعم كُـلّ من لديه إبداعات وتسهيل العراقيل أمامهم ليكونوا نافعين في المجتمع”.

وفي سياق متصل ممتلئ بالطموح والإبداع، تتحدث الطالبة المخترعة أفنان عامر التي تدرس في المرحلة الثانوية بمدرسة فاطمة الزهراء، عن اختراعها المتمثل في إنشاء جهاز لتوقيف شفط الماء الذي يتم عبر ما يُعرف في مجتمعنا بـ “الدينامو”.

وتقول الطالبة المخترعة أفنان عن بدايات الاختراع: بدأت فكرة اختراعي عندما كنا نشفط الماء من الخزان الأرضي إلى السطوح ونريد معرفة وقت امتلاء الخزان؛ مِن أجلِ نحوّله إلى الخزان الآخر، أَو توقيف عملية الشفط تجنباً للإسراف.

وتشير الطالبة المخترعة أفنان إلى أنها “واجهت صعوبةً في كيفية توصيل الدائرة الكهربائية لكني بفضل الله استطعت تجاوزها”.

وعن التشجيع والدعم من الأهل والأقارب، تجيب أفنان عن سؤال الصحيفة: بالطبع فقد شجّعني على الاستمرار أمي وأبي حفظهما الله ومعلمات المعمل ومديرة مدرستي الأُستاذة الفاضلة لطفية غلاب.

وأشَارَت إلى أنها “شاركت في عدة معارض مدرسية ومسابقات”.

وفي ختام الحديث مع المخترعة الطالبة، تجيب أفنان عن سؤال الصحيفة حول إذَا ما كان العدوان سبباً من الأسباب التي جعلتها تتجه نحو الاختراع بهذه العزيمة؟ “نعم لقد كان العدوان سبباً من الأسباب التي زادتني عزيمة وإصراراً على إكمال فكرتي، فرغم كُـلّ الألم الذي يمر به وطني الحبيب إلَّا أننا سنحقّق أحلامَنا، وسنتعلم ونبنيه بعزمنا وثباتنا”.

وفي ظل استمرار العدوان والحصار فلا بد أن تشهد اليمن تحولاً كَبيراً على مستوى القدرات والإمْكَانيات كما هو حاصل في الجبهات العسكرية والأمنية والاقتصادية، ليكون اليمن بذلك على موعدٍ مع إشراقة جديدةً، مليئة بالآمال والتطلعات.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com