بصمات أمريكا حول العالم تفضح “ديمقراطيتها”: سباقٌ على ارتكاب الجرائم

العدوان على اليمن شاهد حي على تشابه جميع الأطراف المتنافسة في الولايات المتحدة

باحثون وإعلاميون ونشطاء عرب يعلقون على الانتخابات الأمريكية الجارية

 

المسيرة | خاص

على وَقْـــــعِ ضجيج الانتخابات الرئاسية الأمريكية الحالية، ارتفعت الكثيرُ من الأصوات العربية مذكرةً بزيفِ ما تسمى “الديمقراطية الأمريكية”، وتناقض شعاراتها البرّاقة مع الواقع العملي لسياسات الولايات المتحدة، وخُصُوصاً فيما يتعلق بالشرق الأوسط، الذي لم تختلف مواقفُ الإدارات الأمريكية المتعاقبة العدائية تجاهه أبداً، الأمر الذي يؤكّـد سقوط الدعاية الرئيسية التي يعتمد عليها الأمريكيون لتسويق مخطّطات ومشاريع الهيمنة، وقد احتل العدوان على اليمن موقعا بارزا في قائمة الأدلة التي تؤكّـد أن سياسات أمريكا الإجرامية والعدوانية في العالم هي واحدة مهما اختلفت شعارات الإدارات المتنافسة.

معلقاً على السباق الرئاسي بين “بايدن” و”ترامب”، كتب البروفيسور والباحث العربي العماني، حيدر اللواتي أن “أمريكا يحكمها حزب واحد فقط وهو الحزب الصهيوني وله جناحان: الجناح الجمهوري ويمثل القوة الصهيونية المتشدّدة، والجناح الديمقراطي ويمثل القوة الصهيونية الناعمة. لا فرق في الأهداف والاستراتيجيات وأما الوسائل والأدوات فتختلف قليلًا لتعطي كُـلّ رئيس نوعا من خصوصية ومساحة للحركة”.

وفي نفس السياق، جاءت آلافُ التعليقات من قبل نشطاء عرب على مواقع التواصل الاجتماعي، بالتزامن مع الضجة المستمرة للانتخابات الحالية التي يحرص كُـلّ طرف من أطرافها على رفع شعار “الديمقراطية الأمريكية” وإطلاق تصريحات ودعايات يحاول أن يظهر من خلالها “اختلافه” عن الطرف الآخر، في الوقت الذي يشهد واقع الشرق الأوسط بالذات بأنه لا فرق في الحقيقة.

ومن العراق، جاءت الكثير من التعليقات بهذا الخصوص؛ كونها من أبرز دول المنطقة التي عانت من سياسات الولايات المتحدة بنسختَيها الديمقراطية والجمهورية، اللتين اتبعتا منهجا واحدا في استهداف البلاد وتدميرها بدون أي اختلاف حقيقي.

وفي هذا الصدد، كتب أحدُ النشطاء العراقيين على موقع التواصل الاجتماعي تويتر أن المرشحَ الديمقراطي للرئاسة في أمريكا “جو بايدن” هو أحدُ “أكثر الأمريكيين تورطاً في الحرب على العراق وتلطخاً بدماء العراقيين، وكان من المخطّطين لتقسيم العراق إلى أقاليم هزيلة”، وأضاف: “عتبنا على الذين يؤيدون الأمريكان ويمشون في ركبهم ضد بلدهم ومصالحه نحن العراقيون لم ننسى ولن نغفر ولن نرحم”.

وتداول ناشطون تصميما مصورا يحتوي على طائرتين أمريكتين “بدون طيار” تلقيان قنابل، إحداهما كتب فوقها “الجمهوريون” والأُخرى “الديمقراطيون” مع فرق أن الأخيرة تحمل ملصقاتٍ دعائيةً أكثرَ، في إشارة إلى انعدام الفرق بين الحزبين الأمريكيين في تطبيق نفس السياسة التدميرية التي لا تمُتُّ إلى الديمقراطية بصلة.

وكتب الصحافي اللبناني “بيار أبي صعب” في السياق نفسه أنه لا يوجد اختلافٌ بين المتنافسين في أمريكا اليوم، وأن ترامب قد مثّل “الوجه الصريح والأصيل للولايات المتحدة الأمريكية” من حَيثُ ممارسته “للعنصرية والفاشية والغطرسة الدموية الاستعمارية بلا عُقَدٍ أَو مناورات تمويهية”، أي أن الاختلاف هو في طريقة ممارسة هذا النظام.

ولم تنحصر التعليقاتُ على الواقع العملي للسياسات الأمريكية الذي لا يختلف باختلاف الإدارات المتعاقبة، بل أَيْـضاً على آليات ما تسمى “الديمقراطية الأمريكية” في الانتخابات من خلال ما يسمى “المجمع الانتخابي” الذي تعتبر أصواته أهم من أصوات المواطنين الأمريكيين في الانتخابات، الأمر الذي يناقض الكثير من أسس مضمون “الديمقراطية” التي تتفاخر بها الولايات المتحدة.

 

كيف تبدو “الديمقراطية الأمريكية” في اليمن؟

وباعتباره أحدَ أبرز الشواهد المعاصرة على حقيقة تطابق السياسات الأمريكية الإجرامية لدى الجمهوريين والديمقراطيين على حَــدٍّ سواء، جاء الحديث عن العدوان على اليمن ضمن الكثير من تعليقات وردود أفعال الجمهور العربي على الانتخابات الأمريكية الجارية، حَيثُ أكّـد الكثير من النشطاء أنه لم يكن هناك ولن يكون هناك أي فرق بين المتنافسين على رئاسة أمريكا فيما يتعلق بالعدوان على اليمن، الأمر الذي يؤكّـد مجدّدًا أن تنافسَ الأطراف يأتي مِن أجلِ تطبيق نفس المنهج الإجرامي، وأنه لا وجود لديمقراطية أمريكية حقيقية.

ومن أبرز ما جاء في هذا السياق، رسمٌ كاريكاتوريٌّ نشره الفنان البرازيلي من أصول لبنانية “كارلوس لطّوف” بعنوان “ماذا تعني الانتخابات الرئاسية الأمريكية لليمن؟”

ويظهر في الرسم عجوزٌ يمني يجلس وسطَ أنقاض مدينة مدمّـرة كُتب عليها “اليمن”، ويصور الرسمُ أمرَين يفكر بهما العجوز، الأول صاروخٌ مكتوبٌ عليه اسم “ترامب” والآخر صاروخٌ ثانٍ مكتوبٌ عليه اسم “بايدن”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com